يعد الله في الآية 55 من سورة النور بسيطرة القيم الأخلاقية الإسلامية على العالم. هذا الوعد سيتحقق من خلال المهدي المنتظر رضي الله عنه.

" وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا..."

(سورة النور – الآية 55)

1 – " وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ "

"وعد الله الذين آمنوا"، أي المسلمين..

و"عملوا الصالحات"، أي الصادقين المخلصين مع الله.

2 – لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ

اللام هنا تفيد القسم، يؤكد الله أنه لا شك في وعده، وأن وعده سيتحقق حتمًا.

ما هو هذا الوعد؟ انتشار وسيطرة القيم الأخلاقية الإسلامية على الأرض.

3- لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ 

"الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ"، أو بمعنى آخر، "الذين من قبلنا وكانوا مستخلفين". "من هم هؤلاء الناس؟" إننا نجد في القرآن أن هؤلاء الناس هم "نبي الله سليمان وذو القرنين رضي الله عنهما". آتى الله كليهما القوة والملك والسيادة.

بنفس الطريقة التي آتى الله بها سليمان وذا القرنين السيادة والملك، سيؤتي الله القوة والملك مرة أخرى للمسلمين. يظهر لنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن بعد سليمان وذي القرنين سوف يكون المهدي المنتظر رضي الله عنه القائد الروحي الذي يقود المسلمين ويتولى ملك العالم.

"يملك الدنيا كما ملكها ذو القرنين وسليمان صلى الله عليه وسلم" (ابن حجر الهيتمي، القول المختصر في علامات المهدي المنتظر، ص 39)

"هناك أربعة يملكون الأرض في المجمل. اثنان من المؤمنين واثنان من المشركين. المؤمنون هم سليمان وذو القرنين. والمشركون هم النمرود ونبوخذ نصر. والخامس سيكون من أمتي. أي المهدي" (الإمام الرباني، رسائل الرباني، 2/1163)

4- "وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ": وعد الله أنه سيقيم القيم الأخلاقية الإسلامية في ربوع الأرض وسيدعمها ويقويها. القيم الأخلاقية في القرآن ستنتشر حول العالم وسيعيش بها الناس على أكمل وجه.

5- "دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ": أي الإسلام

6- "وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا": يعُم الخوف الآن الكثير من الأماكن حول العالم. المسلمون يواجهون الكثير من الصعوبات والتحديات والمشاكل، حتى في أوطانهم. بهذه الآية، يعدنا الله بنهاية هذا الخوف الحتمية. بعون الله ومدده، سيهدأ العالم ويعمّه السلام كنتيجة لملك القيم الإسلامية للعالم. الكل سينعم بمناخ السلام، الهدوء، الأمن، العدل، المحبة والأخوة.