وجهة نظر: اسطنبول

أهلا ومرحبا بكم في برنامج وجهة نظر…

نحن معكم في حلقة جديدة من برنامجنا الذي يتناول موضوعات تشغل مكانا مهما على الساحة العالمية، وفي هذه الحلقة سنتناول أفريقيا الوسطى.

فالصراعات المستمرة في جمهورية أفريقيا الوسطى من المواد المهمة التي شغلت العام في الفترة الأخيرة.

إن ما حدث في الفترة الأخيرة في هذه الدولة قد وصل إلى حد الهمجية، فمشاهد العنف القادمة من هذه المنطقة تجمد الدم في عروق الإنسان، وتبين التزايد المستمر في هذا العنف.

فكيف تكونّ مناخ هذا النزاع في جمهورية أفريقيا الوسطى؟

حتى نفهم هذا الأمر فعلينا أن نبحث في تاريخ وماضي الدولة وما خلف الستار، والآن نعرض على شاشتكم البرنامج المقترح الذي اعددناه لكم.

وجهة نظر يفتح ملف جمهورية آسيا الوسطى

وستكون عناوين برنامجنا اليوم كما يلي :

في البداية تحت عنوان  " اسم الدولة  والخلفية التاريخية " سنذكر معلومات عن خصائص جمهورية أفريقيا الوسطى وتاريخها ، وتحت عنوان " تقرير الوضع الحالي " سنعرض لكم أحداث العنف الموجودة حاليا في هذه الدولة ، أما في " ما خلف الستار"  سنسأل عن سبب ومصدرا هذه الصراعات  وهدف التدخلات الدولية وسنشرح السبب الحقيقي للأحداث التى انعكست على إنها صراع دينى ، في النهاية  تحت عنوان " سبل الحل" سنتحدث عن كيفية قتل هذه الفتنة الكبرى في أفريقيا الوسطى قبل الانتشار في القارة كلها.

ملخص البرنامج:

  • اسم الدولة
  • الخلفية التاريخية
  • تقرير الوضع الحالي
  • ما خلف الستار
  • سبل الحل

التعريف بالدولة

الموقع الجغرافي

 التوزيع العرقي

 خصائصها الأخرى

الموقع الجغرافي:

 إن جمهورية أفريقيا الوسطى التي تعد من أفقر دول أفريقيا ليس له آية شواطئ على البحر، وهذه الدولة محاطة بالسودان وتشاد والكاميرون والكونغو وجمهورية الكونغو الديموقراطية و جنوب السودان ويبلغ تعداد سكانها 4.5 مليون، واللغة الرسمية لجمهورية أفريقيا الوسطي التي استقلت عن فرنسا سنة 1960م هي اللغة المحلية السنغاوية مع الفرنسية

التوزيع العرقي :

يعيش في جمهورية أفريقيا الوسطى ثقافات وعنصريات مختلفة، فخمسين في المائة من سكانها مسيحيين ( كاثوليك وبروتستنت), وثلاثين في المائة منهم انيمست أي يعبدون بالأرواح، وعشرون في المائة من السكان مسلمون، ونسب هذا التوزيع تختلف من مدينة إلى أخرى في الدولة، إن الدولة الغنية بالثروة المعدنية مثل الذهب والماس واليورنيوم ويعتمد اقتصادها على الزراعة، إن هذه المنطقة التي كانت مستعمرة فرنسية تسمى “ بانغي تشاري" ثم أضحى اسمها بعد الاستقلال جمهورية أفريقيا الوسطى، وعاصمتها بانغي وهي أكبر المدن الآهلة بالسكان، المسلمون يعيشون في المناطق الشمالية من البلاد في جهة تشاد والسودان،  ولكن العاصمة بانغي بها عدد غير قليل من المسلمين.

خصائصها الأخرى :

توجد في الدولة مشكلات كبيرة في مجال التعليم والصحة ، وقسم كبير من السكان يعيش بأمراض مثل الإيدز والجذام والحمى، ومتوسط العمر في الدولة 43.5 سنة، ومستوى القراءة والكتابة في الدولة منخفض للغاية فستين في المائة من السكان أميون لا يعلمون القراءة ولا الكتابة، ومشكلة السكن في هذه الدولة مشكلة كبيرة جدا، ففي هذه الدولة يعيش حوالي 2.2 مليون إنسان بشكل يحتاج إلى عناية تحت ظروف غير إنسانية، وحوالي  800 ألف شخص تركوا منازلهم بسبب الحروب واضطروا للمعيشة في الخيام في فقر مدقع.

نعم، عرّفنا بجمهورية أفريقيا الوسطى باختصار ولنلقي نظرة سريعة على تاريخ هذه الدولة.

الخلفية التاريخية

·       الاحتلال والاضطرابات الداخلية

·      فتنة  الداروينية  

·      الانقلابات والصراعات

الاحتلال والاضطرابات الداخلية:

عند النظر إلى تاريخ جمهورية أفريقيا الوسطى سنرى أن أول من احتلها هم الفرنسيون، فحركة الاحتلال التي بدأت عام 1890م قد انتهت باحتلال الفرنسيون للدولة كلها عام 1900م، وصارت الدولة بعد ذلك مستعمرة فرنسية ، وغير اسمها وصارت الأكوادور الأفريقية.

نالت الدولة  الحق في الحكم الذاتي  سنة 1958م بعدما استمر نظام المستعمرات  فيها حوالي ستين سنة ، واستقلت عن فرنسا سنة 1960م، وبدلا من أن يجلب هذا الاستقلال الرفاهية والبركة للدولة زاد من سعير في الحروب الداخلية.

ولقد توفي ملايين البشر في جمهورية أفريقيا الوسطى أثناء الانقلاب والاضطربات الداخلية وتعرض المسلمون لأذى كبير، ويقال إن السبب  في هذا الضرر هو سبب عقائدي، ولكن سببه هو الداروينية مثلها مثل ما هو موجود في كل العالم.

فتنة الداروينية:

ظهرت أولى الاضطرابات الداخلية في جمهورية أفريقيا الوسطى سنة 1890م  مع حركات المستعمرات التي بدأها الفرنسيون، إن حركة الداروانية الاجتماعية التي طبقت في المستعمرة توضح أنه  من المشروع استعمار المجتمعات الضعيفة، فالمجتمعات الغربية التي تعتقد في هذا الأمر ترى أنه من المشروع احتلال واستعمار الزنوج  لأنهم يعتقدون أنه اسما وأعلى منهم.

 فمواطني هذه الدولة خلال ستين سنة منذ عام 1890م قد تعرضوا للأسر وأنواع الأذى التي تراها الداروينية مشروعة، ولقد استقلت الدولة نتيجة لحركات الاستقلال التي ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية، ولكن الفرنسيون لم يفقدوا قوتهم في الدولة وتحكموا في رئيس الدولة الذي تم انتخابه بشكل أو بآخر واستمروا في الاستعمار بصورة غير مباشرة، إن هذا الوضع قد أجج الحروب الداخلية في جمهورية أفريقيا الوسطى حتى يومنا هذا، فمؤيدي الفرنسيين ومعارضيهم في الدولة يتصارعون مع بعضهم منذ عشرات السنين، وتستمر الحرب الداخلية بكل سرعة، وما زالت الدولة تحكم بالجوع والقمع والأساليب غير الإنسانية. والآن لنلقي نظرة مختصرة على تاريخ الانقلابات التي لا تنتهي في هذه الدولة.

الانقلابات والنزاعات

مذبحة 1890:

شن الفرنسيون هجوما كبير سنة 1890 لجعل الدولة مستعمرة فرنسية ، وبعد الاحتلال الذي استمر عشر سنوات حدتت خسائر بشرية كبيرة وسيطرت القوى المسلحة الفرنسية على السكان الذين لم يكن لديهم إلا  سهامهم ، وجعلتهم عبيدا، فإن فرنسا التى استخدمت الطاقة المعدنية والبشرية الموجودة في هذه الدولة لمدة ستين سنة  اضحت مسئولة عن هذا الأمر الذي انتهى بقتل ملايين البشر.

نزاعات 1958:

عقدت أول انتخابات في الدولة التي نالت الحكم الذاتي سنة 1958م، ولقد ظهرت في الدولة نزاعات واضطرابات كبيرة في هذه السنة وفي السنوات العشر  التى تلتها، وفقد آلاف البشر أرواحهم في الصراع على السلطة حتى إن بعضهم اضطروا لترك منازلهم.

الانقلاب العسكري 1966م:

حكمت الدولة من قبل بوكاسا قائد الانقلاب العسكري الذي حدث في هذه السنة وسفك الكثير من الدماء، وزادت النزاعات أكثر في الدولة وبهذا الانقلاب العسكري تم إلغاء الديموقراطية وتحولت الدولة إلى نظام  الملكية.

نزاعات 1979:

انتهى النظام الملكي سنة 1979م بالحروب الداخلية التي وقعت في الدولة، وتم التحول إلى النظام  الديموقراطي مرة أخرى واستمرت النزاع الدامي بكل قوة.

الانقلاب العسكري 1981:

حدث انقلاب عسكري أخر سنة 1981م بدعم فرنسا لانديرا كولنجبا ، وفي هذه النزاع الداخلي مات العديد من أعضاء الأحزاب في الدولة واستمر حكم الحزب الواحد بالنزاعات الداخلية الدامية.

محاولة الانقلاب 1996-1997:

حدثت محاولات مختلفة  للانقلاب سنة 1996-1997 م تسببت في قتل العديد من البشر.

الانقلاب العسكري 2003م :

استمرت مساعي الانقلاب العسكري في الدولة منذ سنة 2000م في سنة 2003 م قام الجنرال بوزيزي بعزل باتاسيا الرئيس المنتخب وصار بوزيزي رئيس الدولة، ولقد مات في هذا الصراع الداخلي. آلاف البشر

النزاعات الداخلية في 2010م :

كان يجب عمل انتخابات في الدولة سنة 2010م ، ولكن لم تعقد تلك الانتخابات بسبب هذه النزاعات الداخلية وحدثت صراعات وصدامات كبري بين الطرفين ووقعت أحداث دامية.

صراعات  سيليكا  و بيليكا  2013:

في سنة 2013 م تولى حكم الدولة ائتلاف  سيليكا  المسلم، وحدثت أيضا صراعات وأعمال عنف دامية في الدولة. وما زالت أحدث العنف هذه مستمرة في الدولة بكل قوة وخاصة الجماعات الإرهابية المسماة تقوم بهجمات على ائتلاف  سيليكا  المسلم للانتقام للجنرال بوزيزي. سنشرح في القسم التالي هذه الهجمات وأطرافها والوضع العام الموجود في الدولة.

 

تقرير الوضع الحالي

نعم . نستمر في برنامجنا مع القسم  الخاص بتقرير الوضع الحالي والآن سنذكر كل جزء منه على حدة.

  • ائتلاف  سيليكا  
  • عصابة ضد  بيليكا  
  • عملية سان جريش
  • الحياة في جمهورية أفريقيا الوسطى

ائتلاف  سيليكا :

بدأت سلسلة الأحداث في نهاية سنة 2012م، بدأ ائتلاف  سيليكا  المنظم في شمال شرقي الدولة المكون أغلبه من المسلمين بالكفاح المسلح ضد رئيس الدولة المسيحي الأصل فرنسوا بوزيزي.

إن حكم فرنسوا بوزيزي الذي استمر في الحكم من 2003- 2013م قد أثار الشعب بفساده وسياساته القمعية طوال تلك الفترة، فتكون ضده ائتلاف  سيليكا  الذي عارض النظام ، وتكون هذه الائتلاف من خمس حركات مسلحة مختلفة في المنطقة الريفية في شمال البلاد، إن الحركة المسلحة التي تكونت في القسم الريفي من المنطقة بدأت في السيطرة على بعض المدن في 2011م، وفي سنة 2013 م استولوا على العاصمة بانغي وأسقطوا الحكومة، وأسس ائتلاف  سيليكا  حكومة مؤقتة، ووضع في رئاسة الدولة ميشيل ديتوديا الذي يكون واحدا من قادة  سيليكا ، وطلب عقد انتخابات في الدولة خلال 18 شهر.

كان ميشل ديتوديا أول رئيس مسلم للبلاد، وطبقا للاتفاقية فإن ديتوديا وأعضاء  سيليكا  سيحددون إدارة الدولة ولن يكونوا مرشحين في الانتخابات، وبهذا الشكل تشكلت حكومة جديدة في الدولة مكونة من المسلمين والمسيحيين ، وأعطيت رئاسة الوزراء  لواحد من المحاميين المسيحيين  المشهورين في الدولة وهو نيكولس تينجايا.

في يناير الماضي أجبر ديتوديا رئيس الدولة و نيكولاس تينجايارئيس الوزراء على تقديم الاستقالة ، لقد تحققت تلك الاستقالات بضغط الدول الأعضاء في المجموعة الاقتصادية لدول أفريقيا الوسطى، وصار السكندر فرديناند رئيسا مؤقتا للدولة حتى 20 يناير.

عصابة أنتي  بيليكا :

في فترة معارضة ائتلاف  سيليكا  لحكومة بوزيزي ظهرت مجموعة مسيحية معارضة، إن هذه  الجماعة التي دافعت عن نفسها في البداية استهدفت المدنيين المسلمين بعد ذلك ، إن هذه الجماعة التي أطلقت على نفسها اسم أنتي  بيليكا  وتعنى في اللغة المحلية “ ضد بالا" أضحت تشكل خطرا عظيما اليوم. وتتكون عصابات أنتي  بيليكا  من المجموعات المسيحية المتعصبة، ترك فرنسوا بوزيزي الذي عزلته  سيليكا  عن كرسي الحكم الدولة ثم ذهب إلى الكاميرون ثم لجأ بعد ذلك إلى بنين، جمع بوزيزي حوله مؤيدوه في فترة قصيرة وجلب معه الكثير من النقود وبدأ في الهجوم على قوات  الحكومة، وبهذا الشكل بدأت تطور أحداث العنف الأخيرة في الدولة.

 إن عصابات  بيليكا  المخلصة لبوزيزي قد هاجمت قرى المسلمين وجوامعهم ونفذت عمليات اغتيال لأعضاء ائتلاف سيليكا  ، وظهرت أعمال عنف غير إنسانية بالمرة مثل ذبح الأطفال وإسقاط الأجنة من أرحام الحوامل ورميهم كطعم للتماسيح وهم أحياء ، تتصارع  هذه العصابات مع قوى الحكومة وتسعى لإقالة الحكومة . أما أعضاء أنتي  بيليكا  فتتهم ائتلاف  سيليكا  بدعم المسلمين في أعمال العنف الموجهة للمسيحيين، ويريد أعضاء أنتي  بيليكا  الذين صاروا أكثر تنظيما بمرور الوقت طرد كل المسلمين من الدولة.

إن سلسلة الأحداث التي أدت إلى هذه الأزمة قد بدأت في بداية شهر ديسمبر 2013م ، واعتبارا من  2 ديسمبر كثفّ أعضاء أنتي  بيليكا  هجماتهم على  المسلمين العزل، وفي 5 ديسمبر تم الهجوم على منازل قادة  سيليكا  وتمت تصفيتهم ، أما أعضاء  سيليكا  القدامى الذي نجوا من المجزرة  قد لجاءوا إلى الجوامع والمدارس والمعسكرات التي رأوها آمنة ، وصرحت هيئة الصليب الأحمر أنه قد جمع من الشوارع 281 جثة ممن ماتوا في أعمال العنف في هذه الليلة.

عملية سان جريس:

في 5 ديسمبر 2013م توصل مجلس الأمن بالأمم المتحدة إلى قرار بوجوب التدخل الخارجي، وقبل المجلس القرار الذي يسمح للقوات الفرنسية وقوات الاتحاد الإفريقي بالدخول إلى البلاد، واستخدمت فرنسا قدرتها السياسية وبدأت بعملية سان جريس العسكرية في جمهورية أفريقيا الوسطى التي كانت مستعمرتها القديمة بهذا القرار الذي جعلت الأمم المتحدة  تأخذه.

أعلنت فرنسا أنها وضعت في هذه الدولة حوالي 1.600 جندي وأنها ستتولى حماية المدنيين، وصاحبت القوات الفرنسية قوات الاتحاد الأفريقي  يبلغ تعدادها حوالي 4000 ، ورغم وجود حاجة ملحة وماسة  لحماية الأقلية المسلمة الموجودة في الشمال بدأت  القوات الفرنسية بعمليتها من جهة الغرب والجنوب الغربي .

تطبق فرنسا سياسة نزع السلاح للقضاء على أعمال العنف في جمهورية أفريقيا الوسطى، ولكن هذه السياسة تطبق على وطرف واحد من طرفي النزاع، وتحت اسم نزع سلاح  سيليكا  تدخل القوات الفرنسية أحياء المسلمين وتجمع الأسلحة والآلات الحادة، وتفتش الجميع، إن مساعي نزع السلاح من جانب واحد تضعف المسلمين وتزيد من شجاعة أعدائهم من أعضاء عصابة أنتي  بيليكا ، وعقب أعمل العنف التي وقعت بدأ المسلمون الذين يعتقدون أن فرنسا قد حادت عن الإنصاف في توجيه النقد إلى فرنسا، وعبروا عن رفضهم واعتراضهم بمظاهرات جابت في  الشوارع.

  ويستمر أعضاء أنتي  بيليكا  الذين سلحهم الفرنسيون في أعمال العنف والضغط الجماعي،  ثم بدءوا في إحراق الجوامع التي لجاء إليه 4000 مسلم هربا من العنف، ويحاول 100.000 لاجئ إلى مطار العاصمة بانغي إلى الانتقال إلى الدول المجاورة.

الحياة في أفريقيا الوسطى:

طبقا لتقرير الأمم المتحدة فهناك 2.2 مليون شخص في جمهورية أفريقيا الوسطى يحتاجون إلى الرعاية والدعم، واضطر 785 ألف شخص لترك منازلهم، وهؤلاء الأشخاص يعيشون بعيدا عن منازلهم في ظروف صعبة للغاية.

إن سكان جمهورية أفريقيا الوسطى يعيشون في مستوي معيشي أقل من ظروف الحياة العادية، فتوجد أزمة في الكهرباء والمياه النظافة  في كل مكان، والتعليم والتربية يكاد يكون منعدما، والمدارس في قطاع كبير من الدولة مغلقة.

إن الحرب الداخلية تصّعب من  دخول العلاج والطعام والشراب والمواد الأساسية للحياة، فتنتشر فيها الأمراض المعدية وهناك أزمة كبيرة في العلاج، والأغلبية من أهالها يقاسي الجوع.

وأعلن برنامج الغذاء العالمي إنه بسبب الصدام القائم بين المسيحيين والمسلمين في جمهورية أفريقيا الوسطى يتعرض 15 في المائة من السكان إلى خطر الجوع.

ورغم هذا فالإعلام العالمي يتابع الأحداث، ولكن المظالم التي تقع على الأرض لا تُذكر في نشرات الأخبار العالمية، واغلب الدول الإسلامية لا يعلم بالضرر الواقع على المسلمين في تلك الدولة، ومن لديهم علم بهذا الأمر لا يتدخلون.

يزيد عدد القتلى رغم وجود القوات الفرنسية في العاصمة بانغي :

إن وضع المسلمين في الدولة ليس جيدا ، فالغارات على الجوامع وقتل المسلمين في وسط الشوارع في بعض المناطق يعد من بين الأحداث اليومية  ، وبعض المناطق في الدولة محرمة على المسلمين لوجود عصابة  بيليكا  التى تحاول قتل المسلمين حيثما ثقفوهم في هذه المناطق.

ما خلف الستار

·      منبع الظلم

·      الذهب والماس

·      عنصر فرنسا

·      نقاش التدخل الدولي

·      عبارة صراع الأديان

هناك الكثير من العوامل الواجب الانتباه إليها في "ما خلف ستار الحروب الداخلية الواقعة في جمهورية أفريقيا الوسطى" وأحداث العنف الموجهة للمسلمين خاصة. تعالوا لنعرض هذه العوامل واحدا تلو الآخر.

منبع الظلم:

في البداية نود أن نقول إن المسيحية لا يوجد بها عنف أو ظلم، فالمسيحية طبقا لما أوضحه الإنجيل هي دين حب، ورغم أنها فسدت بعد ذلك إلا أن الإنجيل الذي يضم أحكام الله يهدف إلى الحب والرحمة والسلامة ليس العنف.

"لو تحدثت بلغة البشر إذا لم يكن لدي حب فلن يكون هناك فرق بين صوتي وصوت النحاس أو صوت الجرس ( 13:1)

لقد قيل حب جيرانك واكره أعدائك وقد سمعتم هذا، أما أنا فأقول لك أحبوا أعدائكم وادعوا لمن ظلموكم " ( متى، 4، 43-44)

كما نرى فإن الحب يعد جانبا أساسيا من جوانب المسيحية ولا مكان أصلا للعنف فيها، ولهذا فإن عصابات  بيليكا  التي تزعم أنها مسيحية لا تطبق تعاليم المسيحية بل تعاليم الداروينية.

إن الهمجية والوحشية من موجبات الداروينية ويدافع الكثير من المؤمنين بنظرية النشوء والارتقاء عن ضرورة سحق الضعفاء، ذكر ب.ج  درلنتون في كتابه عن نظربة النشوء والارتقاء من أجل المذهب الطبيعي"  إن الهمجية نتيجة طبيعية  لنظرية النشوء ويعترف الفكر الغربي بمشروعيتها ووجوبها كما يلي:

" النقطة الأولى إن الأنانية والهمجية شيء طبيعي في داخلنا وهو ميراث لنا من أبعد جد... ، وعلى هذا فالوحشية والهمجية من الأشياء الطبيعية بالنسبة للإنسان وهي نتيجة للنشوء والتطور"(P.J. Darlington, Evolution for Naturalists, 1980, s. 243-244)

الذهب والماس :

 إن العنصر الأساسي الذي زاد من أهمية جمهورية أفريقيا الوسطى هو مناجمها الغنية بالذهب والماس واليورنيوم، ويوجد في هذه  الدولة معادن بملايين الدولارات من الذهب والماس واليورنيوم. فجمهورية أفريقيا الوسطى غنية بالمعادن، إن اغلب هذه المعادن تشكل حاجة ماسة للمجتمعات الغربية.

في سنة 2010 تم استخراج 323 ألف و575 قيراط من الماس و72 ألف و834 جرام من الذهب، في سنة 2010 م استخرجت تلك الدولة الصغيرة 312 ألف قيراط من الماس كما أنها صاحبة منجم غني باليورنيوم في منطقة بوكوما. إن هذه الدولة الغنية بالمصادر الطبيعية تحمل أهمية جيوسياسية بالنسبة لفرنسا، إن هذه الدولة التي ما زالت توجهها فرنسا من خلف ستار لم تستفد بعد بأي قسم من ثراوتها الطبيعية، ولقد غير الاستعمار غطاءه ولكنه ما زال مستمرا.

عنصر فرنسا:

فمنذ استقلال الدولة عام 1960م وتستمر الصدامات والصراعات بين مؤيدي فرنسا ومعارضيها والمسيحيين المتعصبين وعدد من المسلمين وبين القبائل، ومن العناصر التي أفقدت الدولة الحكم هي الإطاحة برؤساء الدولة وتولى حكومة عسكرية، وسعت فرنسا لتولي حكومة تعمل لمصالحها طوال الفترات السالفة، ولكن تولي المسلمين للسلطة في الفترة الأخيرة أمر أغضب المسيحيين وأغضب فرنسا أيضا، و العنف في جمهورية أفريقيا الوسطى لا ينتهي ولا يتوقف.

ورغم أن جمهورية أفريقيا الوسطى صغيرة إلا أنها تحتل موقعا مهما في استقرار المنطقة، فليس هناك تهديد إرهابي موجه مباشرة إلى جمهورية أفريقيا الوسطى، ولكن وجود بعض المنظمات الإرهابية مثل " أقامي " التابعة للجناح المغربي للقاعدة في شرق وشمال الدولة  يجعل فرنسا تحجم عن المخاطرة، ففرنسا تهتم بمصالحها الاقتصادية في الموجودة في جمهورية أفريقيا الوسطى وفي الدول المحيطة بها مثل الكاميرون وتشاد والكونغو. وإن الهدف من" عملية سان جريش " التي بدأتها فرنسا بزعم  حماية أفريقيا الوسطى يعد محل نقاش وجدال عند النظر إلى موقفها الجيوسياسي، وهذا لأن فرنسا ترغب التواجد في الدول المحيطة بها أكثر من  رغبتها حماية جمهورية أفريقيا الوسطى، وهذا الأمر أدي إلى حدوث نقاش وجدال حول تواجد فرنسا في المنطقة. وقبل فترة قصيرة وعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتقديم دعم لوجستي للعملية العسكرية.

الجدال حول التدخل الدولي:

إن قرار الأمم المتحدة بالتدخل شكل أملا كبيرا لوقف المذابح الموجهة نحو المسلمين، ولكن هذا التدخل لم يعط النتيجة المرجوة منه حتى اليوم فلم يحقق الأمن في الدولة، ومن جانب أخر فإن القرار الذي أخذته الأمم المتحدة تحت تأثير فرنسا مع أن الأمم المتحدة لم تأخذ قرار التدخل في الحرب الداخلية في سوريا التي مات فيها 150 ألف إنسان قد جعل هذه التدخل محل نقاش وجدال، والأخبار القادمة من المنطقة تستفسر عن مصداقية الأمم المتحدة، فلم تتفق الأمم المتحدة في موضوع سوريا.

وتلفت منظمة العفو الدولية النظر  إلي أن قوات حفظ السلام الدولية قد فشلت في منع التطهير العرقي الموجه للمسلمين في غرب البلاد. وفد نشرت المنظمة الموجود مركزها في لندن تقريرا بهذا الشأن  في الأيام الماضية على موقعها على الانترنت.

في التقرير الذي انتقد عدم اهتمام المجتمع الدولي بالمذابح الواقعة قد ورد فيه " أن قوات حفظ السلام الدولية تظهر تسامحا مع أعضاء عصابة أنتي  بيليكا  وتتصرف ببطء في حماية المسلمين الواقعين تحت التهديد". أما بيتر بوكرت مدير المواقف العاجلة بمنظمة مراقبة حقوق الإنسان يقول " إذا استمرت أعمال العنف بهذه الصورة لن يبق هناك مسلمين في جمهورية أفريقيا الوسطى، والبشر الذين يعيشون في سلام منذ مئات السنين في هذه الدولة قد اضطروا لترك منازلهم أو لترك الدولة بسبب أعمال العنف التي تستهدفهم ".

ويوضح التقرير أن خبراء منظمة مراقبة حقوق الإنسان قد زارت مدنية يالوكا التي يكون أغلبيتها من المسلمين في 6 فبراير، وأوضح في التقرير أن المدينة التي كانت تضم 30 ألف نسمة قد صار فيها 500 نسمة، ولقد هدمت سبعة جوامع من عدد ثمانية جوامع كانت في المدينة، إن كل هذا أدى إلى مناقشة قرار الأمم المتحدة بالتدخل مرة أخرى. فإذا لم تتمكن الأمم المتحدة التي أسست للتحقيق السلام في العالم من منع الصراعات في العالم فماذا سيكون الحل.؟ وبأي طريقة سيتحقق الأمن والسلام في العالم كله؟ ونريد أن نوضح في القسم الأخير من برنامجنا سهولة وبساطة حل هذا الأمر، ولكن قبل أن ننتقل إلى القسم الخاص بسبل الحل نريد أن نلفت النظر إلى خطر يهدد السلم وربما يكون واحد من المواضيع التي سيتم تناولها كثيرا في الفترة القادمة وهو عبارة صراع الأديان.

عبارة صراع الأديان:

في ظاهر الأمر يبدو أن الصراع في أفريقيا الوسطى هو صراع بين المسلمين والمسيحيين، والبعض يتحدث عن احتمالية وقوع صراع بين الأديان قد يتسع ليشمل المنطقة كلها، ولكن هذا الأمر خطاء بالغ وهي عبارة خطيرة للغاية، كما أنها تحمل فكر مصطنعا يجعلها الصراع حيا مشتعلا، ولو وضعنا أمام أعيننا أن أفريقيا بصورة عامة يعيش فيها البشر من أديان مختلفة سنفهم بوضوح الخطر الكبير الكائن خلف هذه الفكرة.ويجب أن يتفق المؤمنون بخطورة هذا الأمر أن عليهم إيضاح عدم وجود  مجال ومكان للصرع في أي دين كان وتكراره مرة بعد أخرى.

 انظروا ماذا يقول رجال الدين المسيحيون والمسلمون الذين يعيشون في أفريقيا الوسطى والذين يعرفون هذا الخطر عن هذا الموضوع في الفيديو التالي ( ترجمة " راهب: لا يوجد بيننا ويينكم حرب، انظروا فعند الضرورة نفهم بعضنا بعضا، وعند حدوث شيء نتحدث مع بعضن البعض، لو كنا في حالة حرب كنا سنتمكن من فهم السبب في عملهم هذا، ولكن الحال ليس كما تقولون، فلا توجد مشكلة، فأنت جاري، فما المشكلة إذن؟".  نعم عرضنا عليكم كل المعلومات التي وجدناها مهمة عن أفريقيا الوسطى والآن لننتقل إلى الحل الذي نريد التأكيد والتشديد عليه.

سبل الحل:

ذكرنا في القسم الأول من برنامجنا، أن النظر بنظرة صحيحة إلى ما يحدث عند البحث عن سبيل للحل أمر يحمل أهمية كبرى، وإن دليلنا إلى وجهة النظر الصحيحة موجود في القرآن الكريم   

فيقول تعالي " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ " ( سورة البقرة ، آية 208)

إننا نعيش في آخر الزمان طبقا لعلامات هذا العالم ، وأكبر فتن آخر الزمان هي فتنة الدجال  الذي يريد سفك الدماء في العالم أجمع ، ويلجأ إلى كل السبل للوصول إلى هذا الأمر فيحرض بكل أنواع التحريض و الداروينية  تعد من أسلحته الكبرى ، والمهدي هي القوى الوحيدة التي تستطيع أن توقف الدجال.

وقد قلنا إنا الحل سهل وقريب ، فماذ علينا أن نفعل ؟ وكيف نساهم في الحل ؟ هاهو ما يجب علينا عمله...

 1- يجب أن يتفق كل أتباع الديانات السماوية على غلبة الحب والسلام، كما شاهدنا في الفيديو السابق.

2- يجب أن نشرح بالطرق العلمية إلى المجتمعات الغربية التي تقوم بنشاطات الاستعمار تحت تأثير  الداروينية  إن الدورونية خطاء وغلط.

3-يجب على عصابات الإرهاب التي تتحرك تحت تأثير الرجعية التعصب أن تتطهر من الجهل ومن وجهة النظر الخطاء، ويجب ألا ننسى أن كل دين وكل اعتقاد يوجد في أتباعه المتعصبون، والتأكيد على أن كل الأديان قد حرمت القتل.

4- يجب دعم هذا الأمر بكل وسائل التعليم الممكنة.

5- توضيح أن السبيل الوحيد لتحقيق الحب والسلام في العالم هو طريق المهدي.

6- يجب أن يتوحد العالم الإسلامي ويكون لها رد فعل رادع وقوي بينما يقتل المسلمون في كل أنحاء العالم.

7- ويفهم أن تحقيق هذا الاتحاد لا يكون إلا بواسطة المهدي وشرح علامات المهدي في كل مكان.

8- يجب أن يتجنب المسلمون الاختلاف فيما بينهم.

وإلا فإن التدخلات العسكرية والشجب والمساعدات المؤقتة لن تكون وحدها حلا دائما لهذا الأمر، فلن تنتهي هذه الأعمال ما دامت الداروينية تسيطر على العقول ويري أن عنف وهمجية الداروينية أمر مشروع.

وبالطبع فإن هذه الأمر لن يتحقق إلا بإذن الله تعالى، والله يريد أن يفهم المسلمون أن عليهم أن يكونوا متحدين وأن يفهموا أنه لا يوجد حل غير المهدي.

وهنا ينتهي برنامجنا ، والي اللقاء في حلقة جديدة ودمتم في خير.