وجهة نظر: أحداث الشّوارع

وجهة نظر: أحداث الشّوارع

 

أهلا ومرحبا بكم في "وجهة نظر" مع موضوعات جديدة تشغل الرّأي العام ، اليوم سنتناول موضوع "أحداث الشّوارع"، هذه الأحداث التى انتشرت كثيرًا في كلّ منطقة من مناطق العالم منذ فترة طويلة.

وجهة نظر: ويبدأ ملف أحداث الشوارع...

ولنلق أولاً نظرة على ملخّص برنامجنا: في "المقدمة" سنتناول الفرق بين الاحتجاجات السّلمية والاحتجاجات غير السّلمية، وسنتحدث قليلاً عن قانون المسيرات والمظاهرات، وعقب ذلك سنلقي نظرة في قسم " المسار الزّمني" على أحداث الشّوارع عبر التّاريخ، وسنرى أثر الثورة الفرنسية والثّورة الصّناعية على أوروبّا وعلى الدّولة العثمانيّة. وسنتناول الأحداث التى حدثت في التّاريخ القريب في الشّرق الأوسط وفي أوروبا والرّبيع العربي، ومظاهرات غازي بارك. أمّا في قسم "تقرير الوضع الرّاهن" فسوف نلقى نظرة على مظاهرات قوباني أو عين العرب، وسنتحدث عن قانون الأمن الدّاخلي الذي صدَر حديثا، وسنتناول أيضا أحداث الشوارع المُعاصرة خارج الوطن. وفي "ما وراء السّتار"  سننظر في الأسباب الرّئيسية لهذه الأحداث ومرتكزاتها العقائدية والفلسفة التى تشكّل أساس العنف، وفي النّهاية نختم حلقتنا بـ "سُبل الحل".

ملخص البرنامج :

* المقدّمة

* المسار الزّمني

 * تقرير الوضع الرّاهن

* ما وراء السّتار

 * سبل الحلّ

ويبدأ برنامج وجهة نظر بالمقدمة ...

المقدمة:  

إن التّظاهر السّلمي من مقتضيات الدّيموقراطية والحرّية ، وطبقا للدّساتير فمن حقّ الجميع تنظيم اجتماعات ومسيرات سلميّة. فحقّ التّجمهر السلمي معترف به في البيان العالمي لحقوق الإنسان، وفي اِتّفاقية الحقوق المدنيّة والسّياسية التى تعتبر تركيا عضوا فيها منذ سنة 1966م، وهي موقعة كذلك على الكثير من الاتّفاقيات الأخرى مثل اتفاقية الحقوق الأساسيّة وحقوق الإنسان الأوروبي التى هي عضو فيها كذلك منذ 1950م .

طبقا للمادة 34 من الدستور التركي  فلكل مواطن الحق في تنظيم اجتماعات ومسيرات ومظاهرات غير مسلحة أو عنيفة دون الحصول على إذن مُسبق، وهذا الحق يمكن تحديده بدستور أو بأهداف أخرى  مثل حماية الأمن  القومي والنّظام العام ومنع وقوع الجرائم، أي أنّ هناك بعض القواعد التى على المتظاهرين والمسئولين الالتزام بها، وقانون  الاجتماع والتّظاهر رقم 2911  ينظم هذه القَواعد .

والآن لنلقِ نظرةً على بعض مواد هذا القانون لكي نرى الفرق بين المظاهرات السلمية وأعمال العنف.

طبقا للمادة العاشرة من قانون الاجتماعات والمظاهرات يجب على الأشخاص المنظّمين لاجتماع أو مسيرة  إبلاغ المسئولين بالهدف من التّظاهر وزمانه ومكانه. وفي المادة 23 توجد قائمة بالأعمال المخالفة لقانون الاجتماعات والمظاهرات، وتتمثل في:

-       استخدام الأسلحة الناريّة والمواد المتفجّرة وكل الأسلحة البيضاء القاطعة والحارقة، أو الوسائل الأخرى مثل  الحجارة و العصيّ.

-        حمل شعارات خاصة بمنظمات غير شرعيّة.

-       تغطية الوجه بالقناع أو القماش.

-       حمل اللّوحات والإعلانات التى يعتبرها القانون جريمةً، أو إطلاق الشعارات المجرّمة.  كلّ هذا يعدّ من الأمور المخالفة للقانون.

وحتى تكون المظاهرة سلمية يجب تنظيمها بالشّكل الملائم للمعايير الدّولية، والمعلومات المتعلّقة بهذا الموضوع  تحتلّ مكانًا في تقارير الأمم المتحدة الخاصّة  بالحرّية في عمل الاجتماعات والمظاهرات السّلميّة، وبالإضافة إلى هذا فقد نشرت منظمة التّعاون والأمن الأوروبّية ولجنة الدّيموقراطية التّابعة للمجلس الأوروبّي  دليلاً للاجتماعات والمظاهرات السّلمية .

ولكننا في أغلب الأحيان نرى الأنشطة الدّيموقراطية السّلمية قد تتعرض للاستفزاز والتّهييج، ولأنّه يتمّ التّحرك وسط أعداد غفيرة فقد يدخل بين المحتجّين عناصر لا يمكن السّيطرة عليها، وقد يتحول الاحتجاج إلى عمل ارهابي ويتفجّر العنف. وإذا طال الأمر تتدخل في هذه الأحداث المؤسسات الدّولية والصحف الأجنبية والمؤيدة والجماعات المتطرفة والجماعات غير القانونيّة ، وهكذا يتحول التظاهر الذي بدأ سلميّا في فترة قصيرة إلى  تحرك عنيف.

وبالطبع لا يمكن الحد من حقّ التّظاهر السّلمي لأنّ هدفه في الأصل لم يكن ارتكاب العنف والجريمة ، وبالطبع أيضا لا يُعطى الإذن للفعاليات التى تحتوى على أعمال عنف. وقد أوضحت منظمة التعاون والأمن الأوربي في دليلها أنّه في هذه الأحوال يمكن التّدخل، فيمكن تفريق كلّ المتظاهرين في المظاهرة السلمية عند اللّزوم.

ولننتبه إلى الانطباعات العامّة المتعلقة بالمظاهرات، إذ أنه إذا لم يسمح في بلد ما بالاعتراض  والمُعارضة فعلى الفور يبدأ النقد واعتبار هذه الدّولة غير ديموقراطية. وإذا سُمح بالاعتراض والتّظاهر  فقد يتسلّل المحرّضون وتظهر أعمال العنف في أحوال معيّنه ، وقد يؤدي هذا الأمر إلى إفساد استقرار الدولة وأمنها، وقد يؤدّي إلى أضرار اقتصادية وتفاقم المشاكل الأمنيّة.

إذا شئتم لننطلق الآن في جولة تاريخية عبر "المَسار الزّمني" لنرَى كيف تحوّلت المظاهرات والأعمال التى بدأت ديموقراطيّة حرّة، وانحرفت بسبب التّحريض في طريق العنف والفَوضى.

 

المسار الزّمني:

كانت الثورة الفرنسيّة تمثل نقطة تحوّل في تاريخ العالم، وقد بدأت الثّورة الفرنسية عام 1789م بثورة الشّعب والطبقة البُرجوازية أو أهالي الطبقة المتوسطة على الملك والأعيان والرّهبان، وكان من أهمّ أسباب هذه الثورة هو الحصُول على الحرّية والمساواة بسبب نظام الحكم الذي اِتّبعه الامبراطور، والآن لننظر إلى تاريخ الثّورة الفرنسيّة عن قرب.

كانت الطّبقة الارستقراطية لها ميزات كبيرة في إدارة الدّولة، وعلى إثر التّطور الصّناعي زادت الطبقة البُرجوازيّة ثراء وسطوة وبدأ النّاس يُطالبون بحقوقهم. وهذا الاضطراب الاجتماعي أدى إلى اضطراب اقتصادي، فبينما كان المُلوك وكانت الطبقة الأرستقراطيّة في راحة ورفاهية، كان الشّعب يئنّ تحت وطأة الضّرائب الثقيلة ويُقاسي من الجوع والفقر. وتسبب انعدام المساواة والظلم الذي يُمارسه جامعو الضّرائب في اندلاع اضطرابات القروّيين، وعقب ذلك أعلن ممثلو الأهالي الذين يدفعون الضّرائب تشكيل مجلس الأمّة الخاص بهم في 17 يونيو سنة 1789م.

لم يرض لويس السّادس عشر ملك فرنسا في تلك الفترة بهذا المجلس الوطنى، وأمر بحلّه، ولكنّ أمره لم ينفّذ. وفي يوليو تحوّل إلى مجلس مؤسّسين، ثم إنّ الشّعب ضاق ذرعًا بالملك وبلغ درجة الغليان بعد حلّ المجلس فأعلن الثورة في باريس.

وفي 17 يوليو عام 1789م استولى المعتقلون السياسيّون على قلعة الباستيل التي كانُوا بدَاخلها وحرّروا المساجين، وهُدمت جميع الأديرة وقُصور الأقطاعيّين، وفقد الملك كل صلاحياته دفعة واحدة، وبدأ الارستقراطيون في الهروب من البلاد. وأسس المجلس نظام الولايات لمنع الاضطراب. وفي 28 أغسطس نُشر بيان حقوق الإنسان الذي يُعلن أنّ جميع المواطنين متساوون في الحقوق، وأًعلنت الجمهورية في عام 1792م وأُعدم الملك بعد أن اُتهم بالخيانة في عام 1793م .

بدأت الثورة الفرنسيّة بعد أن انتفض الشّعب مُطالبًا بالحريّة، ولكن تم سفك الكثير من الدّماء أثناء الثّورة، فقد قتلَ الثّوار أكثر من مليون من البشر بتهمة معاداة الجُمهوريّة، حتّى إنه قُتل أكثر من مائتى ألف شخص في منطقة "وندي"، وتعتبر هذه أوّل مجزرة معروفة في تاريخ أوروبّا.

ومن جانب آخر فإنّ المفاهيم السّياسية التى جلبتها الثورة مثل الحرّية والمُساواة والقوميّة قد أثّرت على العالم أجمع، وفتحت الطريق أمام الثورة لقطاعات كُبرى من البشر. في سنة 1830م بدأت الثورات بدوافع المطالبة بالحرية، ولمّا حلّ عام 1848م سيطرت على السّاحة الاشتراكية - الشّيوعيّة، وتحوّلت المظاهرات في فترة قصيرة إلى صراع طبقيّ.

والآن يَحسُن بنا أن نلقيَ نظرةً  تفصيليّة على كيفية تحرّك الكتلة الاشتراكيّة والشيّوعيّة.

في أواسط القرن التّاسع عشر كانت الثورة الصّناعية قد اكتملت معالمها بشكل كبير، وحدثت طفرة كبيرة في دخل الشّركات والمصانع ومواردها، ولكن الشّعب الفقير الذي يعيش في القرى والمدن لم يأخذ نصيبه من هذه الثروات. فالمصانعُ والمراكز الصّناعية الأخرى كانت تطبّق فيها الأخلاق الرّأسمالية المتوحشة والدّارونية الاجتماعية القاسية. وكان أصحاب المصانع  القاسية قلوبهم يعتبرون أنّ حياة العامل لا قيمة لها، فكان العمال يعملون في اليوم ما بين 13و 15 ساعة. وكانُوا يعيشون في  منازل غير صحّية في ظروف غاية في الصّعوبة. وقد أدت زيادة السّكان في القُــرى إلى زيادة البطالة وعدم كفاية الأرض.

كل هذه الأمور دفعت العمّال للمطالبة بحقوقهم، وبتلك الصّورة ظهرت الاشتراكية  الخاصة بطبقات الشّعب العامل. كان روّاد هذا الرّاي قد طوّروه إلى اشتراكيّة مثالية وخيّالية، وبعد ذلك طوّر كارل ماركس وفريدريك أنجلس الاشتراكيّة فظهرت الاشتراكيّة العلميّة.

بتاريخ 1 فبراير 1848م تمّ نشر"بيان الشّيوعية"، وأُلغيت الملكية الخاصّة، وكانُوا يزعَمُون أنّه يتعيّن تأسيس مجتمع بلا طبقات وبلا دولة. وفي نهاية المطاف تم تبنّي الاشتراكية وسيلةً للانتقال إلى المُجتمع الشّيوعيّ .

في تلك الظّروف وجد الفكر الثّوري العديد من المُؤيّدين في طبقات المجتمع المختلفة، وفي عام 1848م انفجرت الثّوارات في أعتَى قُوّتها.

ولقد عاشت إيطاليا وألمانيا وفرنسا والنّمسا وبُولندا ورُومانيا والمجر اِهتزازاتٍ عنيفةً في تلك الفترة، وتغيّرت الحُكومات. وبدأ الحكم الجُمهوري في فرنسا لمدّة أربع سنوات فيما بين 1848و 1852م . في سنة 1848م تغيّرت الحكومة أربع مرات في فيينّا، أمّا الحكومة التى أعلنت في بُودابست فقد أَعلنت استقلالها عن حكومة النّمسا.

ونريد الآن الحديث عن تجربة الثّورة الماركسيّة الشّيوعيّة التى حققت نجاحًا كبيرا بعد "البيان الشّيوعي"، فقد مكثت الشّيوعية في السّلطة بباريس طوال شهرين في ربيع عام 1871م ...

لقد زاد اضطراب توازن الدّخل بين أفراد الشّعب الفرنسي بسبب الحرب الفرنسيّة – النّمساوية ، وقد استخدمت قوى الانقلاب التى أعدّت لثّورة شيوعية غضب الشّعب على الحكومة، ثم إنّ الاحتجاجات التى بدأت بسبب المظالم التى تعرّض لها الشّعب قد اُختطفت من قبل الشّيوعيّين وبدأوا يتحكّمون فيها بعد فترة قصيرة. لمّا انتشرت في المدينة موجات الثّورة والإرهاب تراجع مسئولو الدّولة في باريس وأُعلنت الشّيوعية في باريس في 28 مارس سنة 1871م.

وهناك تشابه كبير ومدهش بين ما حدث في باريس وما حدث في مظاهرات غازي بارك في تقسيم، وسنتناول هذه المسألة فيما بعد، ولكن لنكمل الآن الحديث عن أثر الثّورة الصّناعية على الدّولة العثمانية.

تعرّضت الدّولة العُثمانية لغزو البضائع الأوروبّية اِعتبارًا من النّصف الثاني من القرن التّاسع عشر، وأصبحت الدّولة العُثمانيّة تبيع المواد الخام وتستورد المُنتجات المصنّعة من الخارج، وأدّت الثّورة الصّناعية إلى دفع الدّول الأوربية إلى البحث بحرص عن مستعمرات وأسواق. وعقب هذا الأمر بدأت تظهر الصّراعات على الأراضي العثمانية، وبدأت الدّول الأوروبية في القرن التّاسع عشر بالتّدخل في الشئون الدّاخلية للدّولة العثمانية بحجة حقوق الأقليات والامتيازات الأجنبية. كما أنّ تيار القوميّة الذي ظهر نتيجة الثّورة الفرنسية قد أثر على الولايات العثمانيّة الموجودة في أوروبّا، وقد جلب هذا التّيّار معه المطالب بِالانفصال والانقسام .

والآن لننظر إلى حركة الشّوارع في التّاريخ المُعاصر. في سنة 2010م كان العالم أجمع شاهدًاعلى الأحداث التى أطلق عليها اسم الرّبيع العربي. إنّ الأحداث التى بدأت باحتجاجات في الشّوارع انتشرت في جميع الدّول العربية تقريبًا في فترة وجيزة جدًّا، وأصبحت أوسع حركة احتجاج تظهر في العالم العربيّ.

ظهر الربيع العربي وطالبت فيه الشعوب العربية بالديموقراطية والحرية وحقوق الإنسان، ولكن بعد فترة صغيرة  تحول الربيع العربي إلى حركة محلّية اجتماعية سياسية مسلّحة، وحدثت صدامات داخلية في الاحتجاجات والمظاهرات والمسيرات، وتم إسقاط الحكام. وقد ظهرت هذه الاحتجاجات نتيجة للبطالة وغلاء الأسعار والفساد السياسي والمالي وغياب حرية الرّأي وتدنّي مستوى المعيشة والعديد من المشاكل الأخرى. ولقد بدأت هذه الاحتجاجات في تونس في 18 نوفمبر عام 2010م عندما أحرق محمد البُوعزيزي نفسه، وبعد ذلك سرت العدوى في الدّول التي لديها مشاكل مُشابهة.

فظهرت حركات على نطاق واسع في تونس ومصر وليبيا وسوريا والبحرين والجزائر والأردن واليمن، وعلى نطاق صغير في موريتانيا والسّعودية وعُمان والعراق ولبنان والمغرب. إنّ الاحتجاجات التى عمّت الكثير من هذه البلدان عمدت إلى السّيطرة على المباني الحكوميّة وهدم مقرّات الشرطة والهجوم على السّجون، وأثناءها فقد آلاف الناس أرواحهم في هذه المُظاهرات والاحتجاجات والثورات الشّعبية.

ولنتذكرالآن كيف انتهت هذه الثورات :

لقد عُزل من الحكم زين العابدين بن على الذي كان يحكم تونس منذ 23 عامًا، وأُطيحَ بحُسنى مبارك الذي كان يحكم مصر منذ ثلاثين عاما، وقام الجيش المصري بانقلاب وسيطر على الحكم ، ورفع الجيش  السّلاح في وجه الشّعب مرّتين ، وقتل الكثير من المواطنين.

أمّا الأحداث في ليبيا فقد انتهت بالقبض على رئيس الدّولة معمر القذافي وقتله، وأكثر الخسائر في الأرواح كانت في ليبيا وسوريا، وفقد مئات الآلاف  من البشر حياتهم في الصّدامات التي حدثت، وترك ملايين البشر سوريَا ولجأ الكثير منهم إلى تركيا. وتقول المعلومات إنّ عدد اللاجئين السّوريين في تركيا يبلغ مليون وستمائة ألف شخص. وكما تعلمون فالحربُ ما زالت مستمرّة بين نظام الأسد وقوى المعارضة المختلفة.

ولم يؤثر الرّبيع العربي على الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا والشرق الأدنى فحسب، فلقد استمدّت الكثير من الشّعوب الإلهام من الرّبيع العربي وأعلنت الاحتجاجات على حكامها،  وبذلك وصل تأثير الرّبيع العربي إلى أوروبا وأمريكا الشّمالية وأمريكا الجنوبية وأفريقيا وآسيا كذلك.

نعم لقد قلنا إن أمريكا أيضا قد تأثرت بأحداث الرّبيع العربي ، ولنكمل بحركات الشّوارع التى وقعت في أمريكا سنة 2011م، وهي المظاهرات الاحتجاجية التى رفعت شعار "اِحتلّ وول ستريت".

بدأت الأحداث في 17 سبتمبر 2011م في نيويورك  في  ميدان "زُوكُوتّي"  المجاور لشارع وول ستريت والذي يُعدّ قلب المال والأعمال والتجارة في الولايات المتحدة الأمريكية، ومن بدأ في التحرّك هم مجموعة "أَدْ بَاسْتَرَزْ" النشطة التى وصفت نفسها بأنّها اِمتداد للشّيوعيّة.

هذه الاحتجاجات، التي تندّد بغياب العدالة في توزيع الدّخل شغلت أخبار العَالم مدّة طويلة من الزّمن. والآن لندعْ الأبعاد الاجتماعية والسّياسية لاحتجاجات "اِحتلّ وول ستريت" ولننظر كيف تعامل معها الإعلام والمواقع الاجتماعية في تلك الفترة :

لقد بدأت الفعاليات بسلمية وكان أغلب الثّوار من الشّباب المتعلّم والمثقّف، وكان الهدف من التحرك هو الاحتجاج على غياب المساواة الاجتماعيّة وتحكّم الشّركات في دواليب السياسة في الولايات المتّحدة الأمريكية،  ولكنّ المظاهرات اِجتاحت امريكا وانتشرت في كامل أرجائها. وكانت المظاهرات كبيرة ولكنّ الإعلام لم يخصص لها مجالا كافيًا، وعقب ذلك بدأ "تبادل الأخبار" عبر تويتر بشكل واسع.

في 9 أكتوبر كانت الاحتجاجات قد انتشرت في 82 دولة، وما يزيد على 951 مدينةً ، وتم تنظيم مظاهرات مشابهة لها تقريبًا في ميدان رابعة العدوية في القاهرة، وفي ميدان الاستقلال في كييف... وانتشرت الفعاليات المشابهة كذلك من شوارع لندن إلى دول شمال أفريقيا، ومن مدن استرليا إلى الشّرق الأقصى ...

ولنرجع إلى تركيا،  فقد بدأت أحداث الشّوارع منذ سنة بمظاهرات ميدان "غازي بارك".

لقد بدأ الاحتجاج من قبل حُماة البيئة للاعتراض على التّعديلات المزمع عملها في "غازي بارك" في منطقة تقسيم باستانبول، فقد حدث خلاف بين أصحاب المشروع وبين الرّأي العام، ولأنّ المشروع لم  يُوافق عليه المُواطنون بصورة كاملة، ولم يُؤخذ برأيهم في هذا الأمر فقد اِعترض بعض المُواطنين على المشروع وخرجوا للاحتجاج عليه.

كان الشّباب المدافعون عن البيئة يحملون همّ الخوف من تدمير حديقة "غازي بارك" وإزالتها وتأسيس مركز تجاريّ في مكانها، ولكنّ هذا الأمر تم تضخيمه وتهييج الناس بسببه بشكل مُرعب. ثم قامت الشّرطة بالتدخّل لتفريق المُتظاهرين، وزاد من الاحتقان والتّوتر إطلاق قنابل الغاز وحرق الخيام. وفي فترة قصيرة اتّسع نطاق التّظاهر من حديقة غازي بارك في "تَقْسِيم" إلى مدينة استانبول كلّها ثمّ إزمير وأنقرة وكامل مدن تركيا. ونزل النّاس إلى الشّوارع. بعد ذلك أصدرت المحكمة السّادسة باستانبول قرارًا بوقف أعمال الإنشاءات الخّاصة بحديقة "غازي بارك"، وعقب قرار المحكمة كان الجميع يأمل أن يرجع الناس إلى منازلهم، وهذا هو الشّيء الطّبيعي، إلاّ أن ذلك لم يحدث. فقد اتخذت المنظمات الارهابية غير الشّرعية من هذا الوضع ذريعة لها، وأرادت إظهار هذه المظاهرات في صورة العصيان والثّورة ضدّ الدّولة .

ومثلما حدث في حركة "احتلّ وول ستريت" تماما فقد تم استخدام الإعلام بصورة مكثّفة، واستمر التّحريض دون انقطاع بالأخبار الكاذبة والأقوال المحرّضة للشّعب، فأُحرقت حوالي ألف سيّارة وتم الهجوم على مئات المحلاّت، وأُحرقت العديد من المباني وتحولت الشّوارع إلى ميادين حرب، وجُرح الآلاف من النّاس ورجال الشّرطة، وهكذا فإنّ الاحتجاجات التي كان هدفُها الدفاع عن البيئة ولسبب مُحقّ تحوّلت إلى إرهاب منظّم بواسطة بعض الجماعات.

كان الهدف هو ثورة شيوعيّة. فتم رفع شعارات تدعو إلى ثورة شيوعيّة في حديقة "غازي بارك"، وظهرت لوحات كُتب عليها "نريد ثورة شيوعيّة"، وأطلقت الشّعارات الماركسيّة واللّينينيّة والشيوعية والاِشتراكيّة المناهضة للدّيموقراطية، بل إنّه تم إعداد بيان لثورة تقسيم، وكانت تلك المظاهرات انعكاسًا حقيقيا لأفكار لينين ومُمارساته.

لم يفهم شباب البيئة المتمدّن المَرح المليء بالحيويّة  أنّهم قد أضحَوا رمزًا للشّيوعيّة. وهناك حقيقة أخرى هي أنّهم لم يكن لديهم أيّة معرفة بتاريخ الشّيوعيّة الدّامي، فمعلوم أنّ الأنظمة الشيوعيّة تسببت في قتل مائة وعشرين مليون إنسان في خلال عشرين سنة.

وطبيعي أنّ أيّ دولة ديمقراطيّة في العالم ترفض استخدام العنف والإرهاب للقيام بثورة شيوعيّة وسترفض اِستمرار الأعمال التي تضرّ باستقرار البلاد، ولذلك فقد رفضت تركيا هذا الأمر. وفي أيامنا هذه كذلك، تحدث بعض  المظاهرات في بلادنا، وكذلك في دول العالم الأخرى، ولنلق معًا نظرة على هذه المظاهرات في قسم "تقرير الوضع الراهن" .

تقرير الوضع الرّاهن:

لقد شاهدنا جميعا المُظاهرت غير القانونيّة تحت اسم احتجاجات قوباني في الفترة الأخيرة.

وكما تعلمون فإن الذريعة في هذه الأحداث كانت احتلال داعش لمدينة قُوبانى الكرديّة السّورية الواقعة على الحدود التّركية. بدأت المظاهرات فيما بين 6و7 أكتوبر، ثم تحوّلت إلى أعمال إرهابيّة بتحريض من حزب العمال الكردستاني؛ فقد تجمّع مؤيدو حزب العمال الكردستاني في المدن المختلفة وأضرموا النّار في حاويات القمامة والسّيارات وآلات الصّرافة، وهجموا على الشّرطة بالصواريخ النّارية الهوائية والمُولوتوف والحجارة.

في هذه المسألة لا يمكن أن نساوي بين ما حدث وبين النشاط الأصليّ السلميّ الذي انطلق في البداية والخاص بأحداث قُوباني، فلم تكن فعاليّات قوباني سوى عمليّة تخريبيّة همجيّة تهدف إلى إلحاق الأضرار بالأملاك الخاصّة والعامّة عن قصد وسابق إضمار.

ولقد شاهدنا الأحداث التى اندلعت بسبب قوباني، حيث عمد مُتظاهرون إلى الإضرار بأملاك الغير وأملاك الدّولة، حتى أنّهم استهدفوا بعض الأشخاص الذين وضعوهم كهدف من قبل وقاموا بتصفيتهم عن علم وسابق إضمار. ولهذا السبب قررت الحكومة عقب هذه الأحداث إعداد حزمة أمنيّة جديدة، وأعلن رئيس الوُزراء أحمد داود أوغلي عن تفاصيل هذه الحزمة  وأوضح أنّها ستزيد من مسئوليات الشّرطة للتدخّل في الأحداث الاجتماعيّة.

ولقد أوضح رئيس الوزراء أنّه في التّعديلات الجديدة التى سيتم إقرارُها سوف تُوضع تدابير طبقًا لمعاييرالاتّحاد الأوروبّي والمعايير العالميّة. وعلى سبيل المثال إذا نظرنا إلى محتوى الحزمة التى تكوّنت بناء على النّموذج الألماني، فإنّ المُولوتف يُعتبر قنبلة، ومن يغطي وجهه في المُظاهرات يتمّ القبض عليه فورًا، وبإمكان الشّرطة تفتيش  الشّخص في حالة وجود شبهة معقولة دون إذن من النّائب العام.

والآن لننتقل من الأحداث الخاصة بتركيا إلى أحداث العالم، ولنتذكر باختصار الاحتجاجات التى حدثت في البرازيل وهونج كونج؛ ففي البرازيل نظم ملايين الأشخاص احتجاجات أثناء مباريات كأس العالم في شهر يونيو مطالبين الدّولة باستخدام الأموال التي يتم إنفاقها على كأس العالم على خدمات البنية التحتيّة في البلاد وعلى التّعليم والصّحة والأمن والنقل والجماعي.

ولقد حدثت في هونج كونج حركة شبيهة بحركة  "احتل وول سْتريت" التى ظهرت في أمريكا، وكان سبب المظاهرات هو الخُطط التى وضعتها الحكومة الصينيّة لتقليل عدد المرشّحين في الانتخابات الرئاسية المُزمع تنظيمها في هونج كونج في عام 2017م . وفي مساء 26 سبتمبر 2014 م نزل مئات المُعارضين  المؤيّدين للدّيموقراطية واحتلّوا مبنى الحُكومة.

ولكن ما السبب في هذه الحركات الشّعبية التى بدأت بالثّورة الفرنسية ؟ وهل هذه الحركات تخدم هدفا مُحقًّا؟ أم أنّ هناك عوامل أخرى تحرّك هذه القطاعات الشّعبية ؟ وسنجيب على هذا السؤال في قسم "ما وراء السّتار".

ما وراء الستار:

هناك نقطة مشتركة بين كل المُظاهرات التى بدأت سلميّة منذ الثّورة الفرنسية وحتى اليوم. وإذا رجعنا بالذّاكرة إلى جميع الاحتجاجات والمُظاهرات التى ذكرنا بعض تفاصيلها خلال البرنامج فسنجد أنّ هناك عوامل رئيسيّة واضحة دفعت الشّعب إلى الاحتجاج وهي:

-       التمييز الذي تمارسه الحُكومات بين طبقات الشّعب المختلفة .

-       الإخلال بحقوق الشّعب

-       ظُلم الشّعب والاستبداد المسلّط عليه

 

إن جميع المُظاهرات السّلمية قد بدأت كرد فعل على هذه المظالم، فقد أشعل فتيل الأحداث هذه الأسباب المحقّة، ولكن تسلّل بعض العناصر الفاسدة صاحبة الأهداف الدّنيئة إلى هذه الحركات والمُظاهرات الكبيرة أمر لا يمكن تجنّبه، وكانت مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام هي أكثر العوامل المُؤثرة في التحريض والتّجييش.

كان اهتمام عناصر الفَساد هذه  بنقل الأخبار المحرّضة الكاذبة لتهييج الشّعب عن طريق مواقع التّواصل الاجتماعي التي يُمكن للجميع الوصول إليها بكلّ سهولة، ويتعذّر منعها أو حجبها .

وبما أننا ذكرنا الإعلام، فيجدرُ بنا أن نتحدّث عن دور الصّحافة في التّحريض، فإن مصادر الإعلام المحلي المؤيّدة للمُظاهرات والمُؤسسات الإعلامية الأجنبيّة كان لها قوة تحريضيّة كبيرة في هذه الأحداث ولا يُمكن الاستهانة بتأثيراتها.

ولقد شاهدنا أكثر من مرّة المُظاهرات التى بدأت بمطالب وجيهة ومُحقةّ، وأوشكت على الوصول إلى نتائج إيجابية، ولكنّها  انحرفت تدريجيا نتيجة التّحريض في مَواقع التواصل الاجتماعي وفي الصّحافة المحلية والعالميّة .

وهناك ممارسات أخرى شاهدناها في احتجاجات الحُشود المتظاهرة، وتتمثل في كون المنظّمات الشّيوعية والماركسيّة والفوضوية استخدمت بصورة مكثّفة  تقنيات دعائيّة من مخلّفات لينين وستالين تعتمد بشكل خاص على الأخبار الكاذبة .

ونسجًا على منوال ما قَامت جماعة أَدْ بَسْطرزْ المُدافعة عن الشّيوعية من خلال التّحريض في أحداث "وُول سترِيتْ"، نشطت الدّعايات المكثفة التي أطلقتها  المُنظمات الشّيوعيّة في أحداث حديقة "غازي بارك" في تَقْسِيمْ، والأسلوب نفسه من التّحريض انتهجه حزب العمّال الكردستاني الشّيوعي في أحداث قوباني ...

في الحقيقة يتمّ استخدام الأساليب نفسها في التّمويه منذ عهد لينين، وكلّها أساليب تعتمد على الدّيماغوجِيا والتّضليل. ولقد شرح لينين لأنصاره وأتباعه الشّيوعيين كيفيّة التمرّد على الدولة، وكيفية تنفيذ الأعمال الإرهابية ضدّ الشرطة على النحو التالي:

"إنّ قتل رجال الشّرطة وعناصر الجيش وموظّفي الدّولة، وإشعال الحرائق في مؤسسات الدّولة والاستيلاء على الأموال من خزائن الدّولة ....كلّها أسلحة قويّة يجب أن تستخدم بيد القُوى الشّيوعيّة الثائرة،  فقتل النّاس وتفجير المباني وإثارة الرّعب يعدّ من العناصر المهمّة من أجل وُصولنا إلى السّلطة و تشكيل ديكتاتوريّة شيوعية تسيطر على المجتمع" (فلايدمير لينين،  عن الإرهاب النّظري والتطبيقي، هُومِزوي  ج . ب.، موسكو 2005م).

الدّيموقراطية هي الضّمان للأمن القومي، ولكن الاحتجاجات والمعارضة التى تكون من مقتضيات الدّيموقراطية قد تتحوّل إلى مصدر اِضطراب من قبل بعض العناصر المخرّبة، ولا جرم أنّ الاحتجاجات السّلمية  يجب أن يكون لها مكانٌ في الأنظمة الدّيموقراطية.

يجب أن يدافع المُواطنون على حقوقهم بسلميّة دون اللّجوء إلى العنف والوحشيّة، ويوضّحوا أفكارهم دون خوف. وفي النّظم  الدّيموقراطية ينظر الجميع بعين التّسامح إلى المظاهرات القانونيّة المبنيّة على مطالب شرعيّة. ولكن التدخل لمواجهة العمليّات التى تستهدف أرواح هؤلاء المواطنين وأموالهم وتعمل على شقّ الصفّ وتدمير الوحدة  أمر قد لا يُمكن تجنّبه. فكيف يمكن التّوصل إلى حلّ لهذه الأحداث، وماذا يجب على الحكومات عمله حيال الاحتجاجات؟ ولنتحدث الآن قليلاً في القسم الأخير عن "سبل الحلّ"...

سبل الحلّ

:

أجل، نستمر في الحديث معكم عن سبل الحلّ ..

أثناء وقوع المُظاهرات، من المهمّ جدّا أن يكون باب الحوار مفتوحًا بين الشّعوب والحُكومات. ومن المهم جدًّا مُخاطبة القطاعات التى لها مطالب. من الجيّد أن يكون النّاس أحرارًا في اعتقاداتهم، كما يجب ألاّ يُجبر أحدٌ على قبول أيّ رأي مخالفٍ، فالجميع أحرار ويجب أن يكونوا كذلك.

إنّ الاستخفاف بالمُواطنين وهضم حقوقهم والتنكّر لها أمرٌ يزيد من رد الفعل، فإنّ تجاهل قطاعات الشّعب المختلفة وعدم النّظر إلى مطالبهم ومعاناتهم يولّد ردّ الفعل العنيف ويزيد من الغضب والكراهية ...

الدّيموقراطية توجب أن تكون هناك أصوات مُعارضة؛ فأصوات المعارضة ضروريّة لحماية الدّيموقراطية وتحصينها، فيجب أن تتقبّل الحُكومات النّقد والاحتجاجات، وذلك دليل على تنوّع الأصوات وتعدّدها. فتعدّد الآراء فيه فائدة كبيرة للمُجتمعات. ولكن إذا كانت الحركات المُعارضة للحُكومات تحتوي على خطط قذرة ومدمّرة، أو نيّة لتنفيذ انقلابات مُرعبة أو رغبة في التّوسع عن طريق سياسة عدائية تغذّيها آمال قذرة فإنّها غالبًا ما تبوء بالفشل.

في الحقيقة إنّ نقد الحُكومات على هذا النّحو من الشّدة سببه خيبة آمال الناس في العثور على الحَاكم الذي يُوثق فيه. ويرجع السّبب في غياب هذا الحاكم إلى الابتعاد عن التعاليم والأخلاق الدينية التي كان من الضّروري الالتزام بها. ونتيجة لذلك فإنّ أوثق الأنظمة وأكثرها فعاليّة غير قادرة على تلبية الاحتياجات والمطالب، وبالتّالي يقع اللّجوء إلى بعض الأساليب السّياسية أو القمعيّة في حل هذه المشاكل، لكنها بالطبع تظل تظلّ غير كافية . 

والحال أنّ الدّيمقراطيّة هي المُناخ الذي يعيش فيه الانسان بالحرّية التي خلقها الله في روحه بأحسن شكل،  ففي قوله تعالي أعوذ بالله من الشيطان الرّجيم "لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ" يكشفُ لنا الدّين الحنيف عن مفهوم الدّيمقراطية في أسمى معانيها، ولهذا يجب على الجميع حماية الدّيمقراطية والذّود عنها، ويجبُ أن تُحلّ جميع القضايا بالطّرق الدّيمقراطيّة على النحو الذي أوضحه القرآن الكريم.

ومن جانب آخر فيجب منع  كلّ أنواع التّمييز والتّفرقة بين الشعوب. وإذا ضربنا مثلاً بتركيا، فيجب نبذ جميع الصّفات المُميّزة والتي تُحدث الفُرقة مثل المُحجّبة والسّافرة، والتّركي والكرديّ، واللاّزي والشّركسي، والمتديّن والمُلحد، والمسلم وغير المسلم. ويجب ألاّ ننسى أن كل مواطن يعيش في هذه البلاد يجب أن يتمتّع بالحقوق والحربات نفسها. ويجب علينا أن نبيّن لأولئك الذين يُريدون فصل إخواننا الأكراد عنّا أنّنا كيان واحدٌ وجسد واحدٌ.

إن الحلّ الوحيد لفتنة التّفرقة والتمييز بين التّرك والكرد يتمثل في التّعليم القويّ، وبهذا الشكل سيتحقّق اتّحادٌ قويّ. ويجب أن نشرح لشعبنا هذه الحقيقة شرحا جيّدًا. فحزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية مادّية وشيوعيّة وماركسيّة ولينينيّة وستالينيّة. ومصدرُ هذه العقائد هي الدّاروينيّة، ولهذا السّبب يجب بذل جهودٍ علميّة كبيرة لمُجابهة الفكر الماديّ الدّاروينيّ والحَيلولة دون وقوع أعمال العنف والإرهاب في بلادنا.

الخاتمـــة:

وصلنا الآن إلى نهاية هذه الحلقة من برنامجنا "وجهة نظر"، نلتقي بكم مرّة أخرى مع موضوع جديد، دمتم في سعادة وهناء.