نظرة المنافق ووجهه يعكسان الكراهية والعداوة

نظرة المنافق ووجهه يعكسان الكراهية والعداوة

 

أحد أبرز سمات المؤمنين هي النظرة النقية والمسالمة والجديرة بالثقة والمحبة في عيونهم. يصف الله هذا التعبير اللطيف والمليء بالإيمان في قوله تعالى: "تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ" (سورة الفتح - آية 29).

يمكن لكل شخص تغيير تعبيرات وجهه إذا أراد ذلك، ولذا فمن الممكن بالنسبة لمعظم الناس إظهار تعبير الحزن أو السعادة أو الغضب كلما رغبوا في ذلك. ومع ذلك، فإن الجمال الروحاني الذي يصفه الله بأنه من "أَثَرِ السُّجُودِ" لا يمكن أن يتحقق من خلال التقليد أو الاجتهاد، ولا يمكن أن يتحقق إلا من خلال محبة الله، الخضوع للمصير الذي خلقه، والعيش بأخلاق القرآن بإخلاص؛ عندها فقط يظهر هذا التعبير بشكل طبيعي على وجه المرء.

 

يقول الله تعالى في سورة محمد عن المنافقين، في آية رقم 30: "وَلَوْ نَشَاء لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ".

ويمكن أن يُفهم من هذه الآية أن وجه المنافق يعكس روحه المخادعة الآثمة القذرة. يخلق الله علامات غير قابلة للإخفاء على وجه المنافق، والذي يخفي الخيانة في قلبه، وهذا يجعل من الواجب على المسلمين أن يحترسوا ممن يعرفونه منهم.

 

ومع ذلك، فالمسلم نفسه لا يمكنه الحكم على شخص قائلًا: "هذا الشخص منافق" على وجه اليقين، لأنه لا يوجد لدى أي أحد القدرة على معرفة صدق وصحة إيمان أي شخص، الله وحده يعلم. حتى عندما يكون هناك دليل ضد أي شخص، يمكن للمسلمين فقط أن يعتقدوا أنه "يُظهر خصائص النفاق" أو "تظهر عليها علامات المنافق". ومع ذلك، فإن الآية "وَلَوْ نَشَاء لَأَرَيْنَاكَهُمْ" تُبلغنا أن الله يمكن أن يجعل هؤلاء الناس معروفين إلى رسله عن طريق الوحي إذا رغب بذلك.

بينما يبرز في المسلمين تعبيرهم المسالم، المحب، والمُحترم، يتضح في المنافقين طلعتهم المسودة التي أفسدها الغضب والكراهية، لديهم تعبير شيطاني مثير للقلق. أحيانًا لا تُظهر نظراتهم أي معنى، وأحيانًا أُخرى تكون ممتلئة بالكراهية أو عدم الرضا، وأحيانًا تكون مُعادية ومُسيئة. في القرآن الكريم، إحدى أبرز سمات المنافقين، هي التعبير المثير للاشمئزاز، والموضحة في قوله تعالى: "يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ" (سورة غافر - آية 19).

 

الهدف من هذا التعبير الشيطاني إزعاج وإحباط المؤمنين، فإذا لم يستطع المنافق إيذاءهم بأية طريقة أخرى، فـ "عينه" هي سلاحه الأكثر فعالية. يُخبرنا الله عن فجور المنافقين وتعبيراتهم وشدة كراهيتهم:

"وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ" (سورة القلم - آية 51).

في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم)، كان المنافقون ممتلئون بالكراهية والغضب لأن النبي والمسلمين عاشوا وفقًا للقرآن ودعوا للإيمان، وأظهروا هذه الكراهية عن طريق توجيه النظرات الشيطانية للنبي.

 

خصائص المنافقين تظهر نفسها على مر العصور، بما في ذلك الآن، مثلما يخبرنا الله في القرآن. المنافقون - مثل أولئك الذين استهدفوا النبي لإحداث الكروب والاضطرابات - يمارسون نفس الأفعال الشريرة اليوم تجاه من يقودون المسلمين ويخدمون الإسلام بأكثر الطرق فاعلية.