ما هي الاختلافات المادية بين أهل الجنة وأهل النار؟

مُقتطف من البث المباشر لحوار أ. عدنان أوكطار على قناة A9TV بتاريخ 9 نوفمبر 2015

 

عدنان أوكطار: "تحياتي، أنا نيسلي من مدينة بودروم، هل سنملك أجسامنا، ووجوهنا الحالية عندما نذهب إلى الدار الآخرة، أم سنبدو بشكل مختلف تمامًا؟" الشكل المادي للناس في الجنة والنار مختلف، هذه معجزة عظيمة، ستنشأ مجموعتان من البشر، فمثلًا، سيظل لدى أهل النار معدة، وأمعاء.

الدم يسري في أجسادهم، مما يجعلهم عُرضة للإصابة بالعدوى، بينما لن يكون لأهل الجنة معدة، أو أمعاء، لكن سيظلوا يتنفسون، لديهم رئة ويتنفسون، لكن لن يكون لديهم أيّ أعضاءٍ أُخرى، ويحتفظ جميع أهل النار بأجهزتهم البولية.

وتُخلق تلك الأجهزة بطريقةٍ تُسبب لهم مصاعب جمّة، بمعنى آخر، تُخلق كلعنة لهم، تُخلق بشكلٍ يُسبب لهم متاعب مستمرة، وألمًا دائمًا، وتُخلق وجوه أهل النار قبيحة، وجوههم أقبح من تلك التي كانت على الأرض.

عندما يقفون لأول مرة في الجحيم، كل شيء مُغطى بالغبار، والقذارة، ويعود السبب وراء هذا جزئيًا إلى تضاريس الجحيم، يرى الله أنَّهم يستحقون هذا المكان، لأنَّهم يخرجون وسط تضاريس كتلك.

الكافرون عُراة، عُراةٌ تمامًا، أعضاؤهم التناسلية مرئية بالكامل، لكن لا يتعامل أيٌ منهم مع الآخر، بمعنى آخر، يُصابون بالانزعاج من رؤية الأعضاء التناسلية لبعضهم البعض، ولا يشعرون بأيّ انجذابٍ جنسي، بل على العكس، هذا المنظر يُثير حفيظتهم.

لكن، يصعد أهل الجنة في مركبة - حسبما أفهم - هي نوع من أنواع العربات، لها أنوار تخرج من مقدمتها وجوانبها، تم التأكيد على هذا في القرآن، يبدو الضوء منبعثًا من جميع جوانبها، من المؤخرة، ومن المقدمة، بعبارة أخرى، هي عربة مُضاءة، ويُرافقهم سائقون، يقودون المركبة، ووجوههم في الجنة تُشبه وجوههم على الأرض، وربما أكثر جمالًا، لكن ليس إلى درجة عدم القدرة على تمييزهم.

يقول الله في القرآن، إنَّ أهل الجنة يُمكنهم تمييز بعضهم البعض، لذا لكي يتم التمييز، يجب أن يكون هناك تشابه مع صورهم الدنيوية، يُمكنهم تمييز بعضهم البعض عبر معالم الوجه، وبالنسبة لبعض الناس، يجعل الله تمييزهم مُمكنًا من خلال أصواتهم، أو سماتهم الأخرى، ومن تشوهت وجوههم بشكل سيء في الدنيا تُمنح لهم وجوههم الأصلية في الجنة.

كل شيء سريع نسبيًا في الدار الآخرة، ليس هناك انتظار في القبر، بل نُخلق في لحظة، ما الذي تعنيه اللحظة؟ فترة زمنية في غاية القِصَر، لماذا إذن تنتظر؟ ليس هناك انتظار في فترة قصيرةٍ قِصرًا لا نهائيًا، لهذا يقفز الزمن، وتحدث القفزات الزمنية. 

على سبيل المثال، عندما يموت شخص ما، يُقابل جميع من يُحبهم، لأنَّهم موتى بالفعل، لهذا، يُقابل كل من يُحبهم، كيف يحدث هذا؟ يحدث الخلق في لحظة، لذا يحدث كل هذا في لحظة، ولذلك لا يُوجد أي انتظار خلال العملية، فمثلًا، يبدو أنَّ حدث الموت، ونَفْخُ سيدنا إسرافيل عليه السلام في الصور، يحدثان في نفس اللحظة، يقول الله تعالى في القرآن: "يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ".

ستكون الساعة قد وقعت، لكن بالطبع، ربما تكون هناك فترة قصيرة من فقدان الوعي، ربما 5 إلى 10 ثوانٍ، يحدث هذا في مرحلة انتقالية، ثم يُبعث الميت كما لو كان يستيقظ من النوم، يستيقظون فورًا، برؤية واضحة، لكنَّهم سيكونون مُدركين بالطبع أنَّهم ماتوا، لكن لا يُحدث هذا أي خوف لديهم، لا أحد يشعر بالخوف.

الكافرون لا يشعرون بأي خوف عندما يُبعثون لأول مرة، يُحاولون فهم الموقف وحسب، ما الذي حدث؟ وعندما يُدركونه، يملأهم الخوف العميق، وأول ما يلفظون به هو: "يا إلهي، هذه هي الساعة الموعودة". بعبارة أخرى، يُدركون أنَّهم قد ماتوا، وأنَّ وقت الحساب قد حان، يقول الله تعالى: "مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ"، يُسرعون نحو الداعي، والداعي المذكور في القرآن هو على أغلب تقدير رسولنا عليه الصلاة والسلام.

فعندما يدعوهم الداعي يُسرعون نحوه، بمعنى آخر، يركضون نحو الداعي بسرعة كبيرة، ومفهوم من سياق الآية أن الداعي هو الرسول صلى الله عليه وسلم، هو من يدعو كل البشرية ويجرون نحوه، لكن ليس هذا الحال مع المؤمنين، يتحرك المؤمنون على مركباتهم.

آيلين كوجامان: ما هو مقدار الرؤية في الجحيم؟

عدنان أوكطار: لا توجد أي رؤية تقريبًا في الجحيم، يُبعث أهل الجحيم عُميًا، وصُمًا، ويكونون بالكاد واعين، يقول الله إنَّهم كالحيوانات، بل أدنى من الحيوانات، الأمر مختلف بالكلية عما نتصوره، هناك انعدام وعي، وعيونهم عمياء كذلك. على سبيل المثال، يقول الله في القرآن: "لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ"، ويُضيف عز وجل: "وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ"، يذكر الله هذا بوضوح تحذيرًا للمؤمنين، بخلاف ذلك، لن يذهب مؤمن صادق، واعٍ إلى الجحيم أبدًا، هذا مُحال، وادعاء خلاف ذلك يعني إنكار وجود الله. المسلم الصادق الواعي لن يذهب أبدًا إلى الجحيم.