خصائص قوم النبي إبراهيم (عليه السلام)

المُقدِم: أظهرت مصادر تاريخية أن النبي إبراهيم قد عاش في بلاد ما بين النهرين. وطبقًا لبعض المصادر الإسلامية كان أبو النبي إبراهيم من حرّان، وهناك أيضًا كان مولد النبي. وفي ضوء هذه الأجزاء من التوارة – والتي تصف حياة النبي إبراهيم – يظهر أن مكان ولادته على الأرجح لم يكن بمدينة أور الكلدانية، بل في بلدة مكان أورفا بتركيا هذه الأيام، وبعد هذا انتقل إلى حران ومنها إلى فلسطين.

ومن المشهور في القرآن أنه وابنه النبي إسماعيل – عليهما السلام – قد قاما ببناء الكعبة. وهذا يؤكد أقوال المؤرخين القائلة بأن النبي إبراهيم قد عاش بالفعل في الشرق الأوسط.

في تلك الإيام، كان جميع أقوام الشرق الأوسط – تقريبًا – يعتنقون عقائد وثنية. فكانوا إما يعبدون تماثيل يصنعونها بأيديهم، أو أيًّا من الأجرام السماوية كالشمس والقمر

وبالفعل، تُثبت الاكتشافات التاريخية والأثرية أن تلك المنطقة كانت وثنية.

وكشفت الحفريات الأثرية في هذه المنطقة عن كثير من بقايا التماثيل المصنوعة من الحجارة والطمي، والتي كانت تُستخدم كأصنام.

وعلاوة على ذلك، في إحدى تلك الحفريات، تم إيجاد بقايا معبد يُعرف باسم زيجوراتس. وتم الإثبات بالوثائق التاريخية أن الهدف من هذا المعبد كان عبادة الشمس والقمر.

المُقدِم: طبقًا للمعلومات الواردة من المؤرخين المسلمين، قال العرافون والمُنجمون بأن طفلًا سيولد هذه السنة يُدعى إبراهيم يُغير دين الشعب ويُنهي حكم النمرود. ويقول بعض المؤرخين الآخرين بأن النمرود رأى بأن حكمه سينتهي على يد مولود ذكر، وبناءً على ذلك جمع كل النساء الحوامل في مكان معين وأمر بقتل كل طفل ذكر يُولد، وأمر بإبعاد الرجال عن نسائهم. وتبعًا لذلك قام آزر أبو النبي إبراهيم بأخذ زوجته وانتقل معها إلى مدينة أور بين البصرة والكوفة – أو المكان الذي يُعرف باسم الورقة – وخبأ زوجته في كهف هناك.

هذا هو الكهف الذي يقال بأن النبي إبراهيم عليه السلام قد ولد فيه..

وكانت قبيلة النبي إبراهيم قبيلة وثنية هي الأخرى. فقد كانوا يصنعون التماثيل بأيديهم ثم يعبدونها بدون عقل. فقد عبدوها وكان واضحًا لهم أنهم لا يتلقون منها أي شيء ورغم ذلك كانوا يتوسلون لها لتساعدهم. حتى أنهم كانوا يخشون تلك القطع من الخشب ويرجون مساعدتها لهم.

وكشف الله للنبي إبراهيم أنه هو خالق كل شيء في الكون، وأن كل من يؤمنون بخلاف ذلك مخطئون تمامًا، وأراه دلائل على هيمنته على السماء والأرض:

"وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ" سورة الانعام – آية 75

وشرح النبي إبراهيم لقومه حقيقة وجود الله ودعاهم للإيمان به. ولكن قومه رفضوا الإيمان بالحقيقة التي أخبرهم إياها، وذلك لأنهم لجأوا إلى القول بوجوب اتباع دين الآباء. بالرغم من وضوح أن الأديان الخرافية التي اتبعها أسلافهم لن تفيدهم بشيء.، بل ستضرهم ضررًا عظيمًا. وقد بيّن الله حال من يتمسكون بدين آبائهم بجهل في القرآن:

"وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ" سورة البقرة – آية 170