خدعة "تطور الحصان"

أحد الادعاءات التي تبناها مؤيدو نظرية التطور لعدة سنين هي "سيناريو تطور الحصان".

وفقًا لهذا السيناريو، فما يفترض أنه أصل الحصان كان حيوانًا يشبه الكلب يعرف باسم إيوفيبس، وقد عاش في عصر الإيوسين منذ 55 مليون سنة تقريبًا.

الحيوان الشبيه بالكلب الذي زعم أنه قد تطور بعد ذلك، ليصبح أكثر تطورًا، ويتحول إلى شكل من الحياة أكثر شبهًا بالحصان.

وفي النهاية، وفقًا لهذه الأسطورة، فقد ظهر الحصان الموجود حاليًا.

مع ذلك، الإيوفيبس، وهو ما يقال عنه أصل الحصان وما يفترض أنه قد انقرض منذ ملايين السنين، في الحقيقة يتطابق تقريبًا مع حيوان يعرف باسم الوبر / أرنب الصخور، وهو ما يزال موجودًا في أفريقيا إلى اليوم، وهو لا علاقة له بالحصان ولا يتشابه معه في شيء.

بالإضافة إلى ذلك، فقد تم التأكد من أن حفريات سلالات الأحصنة  الموجودة اليوم قد وجدت في نفس الطبقة التي وجدت فيها الإيوفيبس.

وهذا يظهر أن الحصان الموجود اليوم كان يعيش في نفس الفترة مع ما يفترض أنه أصل الحصان، ومن ثم فهو دليل واضح على أنه لم يحصل أبدًا ما يسمى بعملية تطور الحصان.

أصبح بطلان أسطورة تطور الحصان أمرًا معترفًا به حتى عند الكثير من علماء التطور.

أفكار عالمي الحفريات دون بروثيرو ونيل شوبين المتعلقة بتسلسل الحصان هي كالتالي:

طوال تاريخ الأحصنة، فقد كان النوع مميزًا وثابتًا عبر ملايين السنين. وبدقة عالية، فالصورة التدريجية لتطور الحصان تصبح مجموعة متشابكة من الأنواع المتداخلة والمتقاربة من بعضها. (ستيفن جاي غولد، نيلز إلدريدج، "التوازن الدقيق يتحقق").

لقد تم حساب أن الأبعاد الحقيقية للكائنات الحية التي صورت على أنها بدايات الحصان، ورتبت بتسلسل زمني بناء على حجمها، من الأصغر إلى الأكبر، في هذا السياق، قد تم تحريفها.

في هذا الكتاب، أسطورة التطور الكبيرة، يصف الكاتب المؤيد للتطور، جوردن راترى تايلور، يصف هذا الاحتيال بهذه الكلمات:

 

حقيقة أن السلالة بداية من الإيوفيبس حتى الإيكوس (الحصان الموجود حاليًا) متضاربة بشدة، وهناك زعمٌ بأنه يبدي ازديادًا مستمرًا في الحجم، ولكنّ الحقيقة هي أن بعض الأنواع كانت أصغر من الإيوفيبس وليس أكبر. (جوردن راتري تايلور، أسطورة التطور الكبيرة، ص230)

 

في نوفمبر عام 1980، تم عقد مؤتمر لمدة أربعة أيام في متحف شيكاغو للتاريخ الطبيعي، بمشاركة 150 من علماء التطور، وفيه تمت مناقشة مشاكل نظرية التطور.

 

بويس رينسبرجر، أحد المتحدثين في المؤتمر، عبر عن أفكاره في تلك الكلمات:

 

المثال المتعارف عليه عن تطور الحصان، والذي يرجح تسلسلًا تدريجيًا من الانتقالات، بداية من المخلوق بحجم الثعلب ذي الأصابع الأربعة والذي عاش منذ حوالي 50 مليون سنة، وحتى الحصان الموجود حاليًا الأكبر حجمًا بكثير وذو الإصبع الواحد، أصبح معروفًا منذ زمن طويل بأنه غير صحيح. (بويس رينسبرجر)

                                                                             

د. نيلز إلدريدج، مدير المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي، كان لديه هذا التعليق في ذلك الموضوع.

 

لقد كان هناك عدد هائل من القصص، وبعضها أكثر خيالًا من البعض الآخر، عن طبيعة تاريخ هذه الحياة. والمثال الأكثر شهرة، الذي ما يزال يعرض في الطابق السفلي، هو رسم لتطور الحصان تم عمله منذ خمسين سنة تقريبًا. وهذا الرسم كان يقدم في الكتب على أنه الحقيقة المجردة، أنا الآن أعتقد أنه أمر مؤسف، خاصة أن هؤلاء الأشخاص الذين يقدمون هذه الأنواع من القصص قد يكونوا على علم بالطبيعة المتضاربة لبعض هذه الأمور. (تم تسجيله في حوار مع لوثر سندرلاند، وكتابته في كتاب لغزداروين: حفريات ومشاكل أخرى، ص.78)

وقد كشفت كل هذه الحقائق أن الرسوم التوضيحية للتطور المفترض للحصان، والتى صورت على أنها أحد أدق الأدلة على التطور، هى فى الحقيقة تحتوى على تحريفات لا علاقة لها بالواقع.