هل تعلم أن أوراق الخريف من مظاهر التوزان البيئي؟

هل تعلم أن أوراق الخريف من مظاهر التوزان البيئي؟

 تمثل أوراق الخريف المتساقطة على التربة مصدر غذاء قيّماً لكثير من الكائنات الحية، ففي هذه الأوراق مواد غذائية مفيدة للحشرات والبكتيريا والفطريات ، كذلك تشكل هذه الأوراق مصدر غذاء للأشجار نفسها، فشبكة الجذور تمتص الغذاء من التربة، بعد أن تقوم الكائنات الدقيقة بتفتيت الأوراق، وبتعديل هذه المواد الغذائية وإدخالها إلى التربة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن أوراق الخريف التي تكسو أرض الغابة، تتحول إلى طبقة من السماد، تساعد التربة على امتصاص مياه الأمطار والاحتفاظ بها

إلى جانب ذلك كله، فإن تلك الأوراق المتراكمة، تغدو ملاذا آمناً، للكثير من الكائنات الحية، توفر لها الحماية مما هو قادم من مشاكل الشتاء.

لقد جعل الله تعالى فصل الخريف بتغير لون الأوراق فيه من الأخضر إلى الأحمر أو البرتقالي، دليلاً واضحاً ظاهراً لكل الناظرين،  ليلفت الأنظار، ليرى الجميع عظيم حكمة الله سبحانه.. فهل يدركون..

ومع قدوم الربيع، يعيد الله تعالى إلى الأشجار ثوب الحياة الذي خلعته في الخريف، فتكتسي الأغصان أوراقاً جديدة بدل تلك التي خلعتها في الخريف ، ومرة أخرى، تجسّد الأرض روعة صنع الله وإبداعه، فبعد الخريف والشتاء، تتحول الأرض في الربيع، إلى لوحة فنية رائعة، ألوانُها وأشكالُها تنطق تناسقا وتناغما.. فسبحان الله ..   

هذا الجمال والإبداع، والانسجام، والدقة، والإتقان، في هذه المشاهد الرائعة، من مظاهر قدرة الله التي ليس لها من مثيل، ومن بديعِ صُنعه سبحانه، ومن أحسن من الله صنعةً.. ومن أحسن من الله قولاً..

قال الله سبحانه في الآية 60 من سورة النمل: (أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا، أَإلَهٌ مَعَ اللَّهِ ...) ؟؟؟!! لا إله إلا الله.. ، خالق كل شيء سبحانه.