حضرة المهدي (عليه السلام) ليس طاغية، بل قائد روحي يدعو الناس إلى الحب والخير

مقتطف من محادثة حيَّة للسيد عدنان أوكتار، بُثَّت على قناة A9TV بتاريخ 13 أكتوبر/ تشرين الأول 2016

 

عدنان أوكتار: حضرة المهدي عليه السلام ليس ظالمًا، بل هو قائد روحي ذو هدف وحيد يرمي إلى القضاء على الفوضى والكراهية التي تنتشر في العالم، إنه شخص يقول "لماذا تكرهون بعضكم؟ لنحب بعضنا بعضًا ونكون على وفاق مع بضعنا، لا توجد حاجة للصراع، أوقفوا الحروب، لنساعد الفقراء والمحرومين، فهؤلاء الناس في حالة يرثى لها". والناس ستستجيب لنصيحته، إنه شخص سيُطاع إرشاده من العالم بأسره، فمن يذهبون إلى الكنيسة سيستمرون في الذهاب إليها، وسوف يصلح حضرة المهدي (عليه السلام) كل الكنائس ويرممها، فهذا مكتوب في القرآن. وإن كانت هناك كنائس يهودية، فسوف يصلحها ويرممها أيضًا. سيترك الناس يعبرون عن معتقداتهم وفقًا لما تحويه قلوبهم. لكن الذين يعرفون حضرة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) لا يمكنهم أن يقولوا "إنه كاذب"، فالرسول (صلى الله عليه وسلم) فوق مثل هذه الأفكار. إن لم يتهم شخص ما حضرة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) بالكذب، فهذا الشخص مؤمن. على سبيل المثال، إننا نسأل الناس عن حضرة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) فنقول "هل هو كاذب أم صادق؟"، وإن كان جواب الشخص "كلا، إنه ليس كاذبًا"، فهو مسلم. إن لم يتهم النبي (صلى الله عليه وسلم) بالكذب، فهذا يعني أنه يقول الحقيقة، بالإضافة إلى أن اتهام إنسان صادق، وطاهر، وعفيف، مثل النبي، بأنه كاذب، شيء مفزع حقًا.

إنني أعلم أنه ليس هناك مسيحي أو يهودي يستطيع أن يتفوه بمثل هذا الاتهام، فليس هناك مسيحي أو يهودي ذا إيمان صادق يمكنه أن يصف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بأنه كاذب. إن أصدقائي الماسونيين يزورونا هنا، ويوجد مسيحيون، كاثوليك وبروتستانت، وكثير من الآخرين بينهم، إنني أسألهم عن نبينا (صلى الله عليه وسلم)، إنهم يقرؤون ويدرسون عنه ويقولون "إنه لا يكذب، إنه ليس شخصًا يكذب". ماذا يعني هذا؟ إنه يعني أنهم يقولون إنهم مسلمون. فأنا أتساءل عن الحالة العقلية لمن يصف نبينا (صلى الله عليه وسلم) بأنه كاذب، فهو بكل تأكيد فوق هذه الأفكار، لا يمكن لأي شخص أن يقدم مثل هذا التأكيد، لقد قامت حياته كلها على الصدق والود واللطف، وهو شخص عانى كثيرًا في هذا الاتجاه، فلم يناقض نفسه مرة واحدة طيلة حياته.

على سبيل المثال، قالت له زوجته حضرة السيدة خديجة (رضي الله عنها): "إنك تقول الصدق"، عندما رأى نبينا (صلى الله عليه وسلم) الملاك لأول مرة، لم يصدق الأمر، فقد تشكك في نفسه، وقال: "هل هناك شيء خاطئ يحدث لي؟ هل يمكنني أن أثق في حقيقة الأشياء التي أراها وأسمعها؟ هل يمكنني أن أثق في هذا؟" لقد سأل حضرة السيدة خديجة (رضي الله عنها) "هل تثقين في؟ ماذا تعتقدين في هذا؟" فأجابت حضرة السيدة خديجة رضي الله عنها قائلة إلى نبينا (صلى الله عليه وسلم) "دعني أخبرك بأنك نبي الله، وما تراه حقيقي، إنك صادق، ولن تكذب أبدًا". ثم أخبر رسول الله سيدنا أبا بكر (رضي الله عنه)، فقال له "إنك شخص أمين، وأنت رسول الله، وما رأيته هو جبريل الأمين". لماذا قد يتحمل كل هذه الآلام العظيمة كي يكذب في هذا؟ لقد كان يحيا بالفعل حياةً عادية، لماذا يُدخل نفسه في كل هذه المشاكل كي يكذب في هذا؟ لماذا قد يفعل ذلك؟ فكل شيء أخبر عنه في القرآن الكريم تحقق.