في الآخرة وقبل الذهاب للجحيم سيُسأل المُجحدون عن النعيم الدنيوي الذي عاشوا فيه

مقتطف من الحوار المباشر لعدنان أوكطار على قناة A9TV بتاريخ 6 مارس/آذار لعام 2016 

 

 

عدنان أوكطار: يعتقد البعض أن يوم القيامة ستكون له قياسات إلكترونية دقيقة لحساب الناس ولكن الأمر بالطبع ليس كذلك. كنوع من التكريم سيكون حساب المؤمنين سريعًا بشكل ملحوظ، أما بالنسبة للكافرين فسيكون حسابهم لمئات السنين مُنهكًا، فعلى سبيل المثال سيسألهم الله عز وجل "لماذا آمنت بأن الصدفة هي من خلقت تلك التفاحة؟" فيجيب الكافر "لأنني وجدت قشرتها تشير إلى أنها كذا وكذا" فيقول الله تعالى "لماذ آمنت إذًا بأن الصدفة هي من خلقت بذرة تلك التفاحة وطعمها؟" وسيكون ذلك عسيرًا. "لماذا آمنت بأن الصدفة هي من خلقت رائحتها وما تحويه من معادن وسكريات؟" مما سيرهق الكافر الذي سيشعر بالخزي نظرًا لعدم استطاعته على الإجابة. سيكمل الله تعالى الحساب مسائلًا الكافر عن الأعناب وعناقيدها، طعمها وعذوبتها ورائحتها. يقول الله تعالى في القرآن "ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ". ويقول الله في آية أخرى "وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا" وسيحاول الكافر عدّ النعم ولكن بلا جدوى.

 

وسيستمر الله تعالى في سؤال الكافر حتى يتعرّق بشدة كما يذكر رسول الله في الحديث الشريف "إن الرجل ليفيض عرقًا حتى يسيح في الأرض قامة، ثم يرتفع حتى يبلغ أنفه" وسيمنّي النفس بأن ينتهي هذا الحساب ولكنه سريعًا ما سيلقى بعدها في الجحيم، وبذلك سيكون حُمقه شاهدًا عليه لآلاف بل لملايين المرات. وسيُسألون أيضًا عن الخلية والعين، العين التي تسمح لنا بإبصار الألوان والأبعاد الثلاثة. سيسألهم الله عز وجل "كيف تُبصر؟" و"من الذي يبصر الألوان؟" ولن يستطيع الكافر أن يفسّر من الذي يُبصر إذا كان على أحدهم أن يُبصر، وسيُسأل أيضًا عن رائحة كل زهرة، من الذي يشم ومن الذي يسمع؟ وكما يؤكد الله في الآية الكريمة فسيُسأل الكافرين عن التفاح والكمثرى والخبز ونبات العدس أو بعبارة أخرى سيُسألون عن كل الطعام والنعم التي وجدوها في الدنيا. وسيُسألون "كيف عساكم أن تقولوا أن الصدفة هي من خلقت كل هذا؟" وعند هذه النقطة سيُدرك الكافرون موقفهم وسيتبيّنون من جحودهم ليحق عليهم العذاب، وسيسألون الله متمنّين أن يردهم للحياة الدنيا ليدركوا ما فاتهم من إيمان وليصححوا ما ارتكبوا من جحود، فيقول الله فيهم "وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ"، فيُهيّأ للكافرين أنهم إذا عادوا للحياة الدنيا سيتذكرون يوم الآخرة تلك، ولكن يجيب الله تعالى "لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ" فوقتها - إذا رُدُّوا - لن يحتفظوا بذاكراتهم.