التزييف الذي يمارسة التطوريون: إنتاج رجل وهمي من أنثى خنزير

كان هنري فيرفيلد أوزبورن رئيسًا لقسم الحفريات بالمتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي والذي يقع في مدينة نيويورك. أعلن الدكتور فيرفيلد في عام 1922 عن اكتشافه حفرية لضرس يعود تاريخه إلى الحقبة البليوسينية. وطبقًا للمزاعم التي تم ترويجها آنذاك فقد قيل إن هذا الضرس يمتلك صفات مشتركة لكل من البشر، والقرود. وقد سُميت الحفرية التي سببت هذا الجدل الهائل "بإنسان نبراسكا" وتُعرف علميًا باسم: هسبيروبايثيكوس هارولدكوكي.

تم إجراء العديد من الرسومات لإعادة بناء جمجمة وجسد إنسان نبراسكا وذلك اعتمادًا على ضرس واحد فقط. بالإضافة إلى ذلك، فقد تم نشر العديد من الصور التوضيحية للبيئة الطبيعية التي من المفترض أن تنتمي لها عائلة إنسان نبراسكا.   

جميع هذه السيناريوهات تم إنتاجها اعتمادًا على ضرس واحد فقط. ومع ذلك، فقد تم العثور على المكونات الأخرى للجمجمة وذلك عام 1927 والتي أظهرت أن هذه الحفرية لا تنتمي إلى بشر أو قرد. وقد اتضح أن هذا الضرس في الحقيقة ينتمي إلى فصيلة منقرضة من الخنازير البرية تسمى "بروستينوبس".

يشرح هانك هانوجراف، وهو محرر علمي، كيف أن التطوريين قاموا بإنتاج نصف قرد، ونصف إنسان اعتمادًا على أنثى خنزير:

في عام 1922 تم اكتشاف ضرس في نبراسكا، وباستخدام القليل من التخيل فقد تم ربط هذا الضرس بعظام فك بطريقة أسطورية، وبعد ذلك تم ربط هذا الفك بجمجمة، و بعد ذلك تم ربط الجمجمة بهيكل عظمي، وبعد ذلك تم إعطاء وجه، وملامح، وفراء لهذا الهيكل. وبمرور الوقت تم نشر القصة في إحدى الصحف البريطانية، ولم يكتفوا فقط بنشر صورة "لإنسان نبراسكا" بل أيضا تم نشر صورة "لوالدة إنسان نبراسكا". كل هذا تم إنتاجه بناءً على ضرس واحد، فتخيل ماذا كان سيحدث لو استطاعوا اكتشاف هيكل كامل، وقتها كان من الممكن أن يتم نشر مجلد العام عن هذا الأمر! (هانك هانوجراف، عيوب فادحة "ما لا يريدك التطوريون أن تعرفه"، دار w للنشر، 2003، صفحات 31-32.)  

وفي النهاية، وبدلا من محو الصور والرسومات الخاصة بإنسان نبراسكا وعائلته من المؤلفات العلمية فإنه حتى الآن يتم الإشارة إلى مدى أهمية هذا الحدث التاريخي باعتباره علامة على مدى أهمية الداروينية التي استطاعت إنتاج سيناريو تطور تخيلي اعتمادًا على ضرسٍ واحد.