كما تشاهدون في هذا الفيلم، فإن النيازك تقوم بقصف الطبقات العليا من الغلاف الجوي.
تُشكل ملايين النيازك في الفضاء الفسيح خطرًا كبيرًا على الأرض.
قد يسقط نيزكٌ ما على الأرض في أيّة لحظة، ربما تحديدًا في ذات المنطقة التي أنتَ فيها الآن.
وهذا قد يعني نهاية البشرية جمعاء. إذ ستتعاقب الزلازل والحرائق وثورات البراکین بقسوة کنتیجةٍ لذلك الاصطدام، و لن تبقى حياةٌ على هذه الأرض.
ولكن هل فكرتَ يومًا بأنَّ أحدَ النيازك قد يكون مندفعًا في طريقه إليكَ حيث أنتَ الآن؟
نيزكٌ عملاقٌ، يقتربُ من الأرض
وفقَ تقريرٍ صدرَ مؤخرًا، فإنَّ نيزكًا يزِنُ 55 مليون طن يندفع مسرعًا نحو الأرض.
كما وقد أُعلن أنَّ هذا النيزك العملاق الذي اكتشفه الفلكيون منذ ستة أعوام، سَيَمرُّ بالقرب من الأرض في الثامن من تشرين الثاني / نوفمبر عام 2011.
وطبقًا للعمليات الحسابية، فإن هذا النيزك الذي سيمرُّ على بعد 35,000 من الأرض سيكون الأقربَ على الإطلاق.
لو أنَّ هذا النيزك الذي يُعرف برمز YU55 اصطدم بالأرض، لأحدث تأثيرًا يعادل تأثير 65 ألف طن من القنابل الذرية 65,000 ، ولَترك فوَّهةً عمقها ستمئة مترٍ..
في الأعوام السابقة مرَّ العديدُ من النيازك بالقرب من الأرض.
ففي 15 من مارس عام 2002، مرَّ نيزكٌ بقُطر 50 إلى 100 متر على مسافة 450,000 كيلو متر من الأرض ؛ ولو أنَّه اصطدم بها لأحدث انفجارًا مماثلًا لانفجار قنبلةٍ نوويّة.
كذلك في 22 الثاني والعشرين من حزيران / يونيو لعام 2002 م ، مرَّ نيزكٌ بحجم ملعبِ كرة قدم، على مسافةٍ أقربَ وهي 120,000 كيلو متر من الأرض، وبسرعة 37,000 كيلومتر في الساعة.
لا تنسَ أنَّ أيًّا من هذه النيازك لو أنه قد اصطدم بالأرض، بدلًا من المرور بجانبها، لما كنتَ تشاهد هذا الفيلم الآن.
غير أن الله القادرَ على كل شيء، وبرحمته التي وسعت كل شيء، يحمينا من أخطار كهذه. تلك الحماية التي تمثل مظهرًا من مظاهر رحمته ولطفه بنا.
فكما يقول الله في القرآن، فإن جميع الكائنات تبقى على قيد الحياة، فقط لأن الله يريد ذلك:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) (سورة فاطر، الآية: الواحدة والأربعين 41)
لا ريبَ أن الله قادرٌ على تدمير الكونِ بأكمله حين يريد ذلك. إلَّا أنّه قد حدّدَ ميعادًا ليوم الحساب، ذلك اليوم الذي سيعلن بِمجيئهِ نهاية العالم. ويبدو أنَّ النيازك التي تحيط بالأرض تندفع بسرعةٍ نحو ذلك اليوم.
وفي سورة الحج سبع آيات عن الساعة وأهوالها، بدءا من الآية الأولى : وقوله تعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ... )
وصولا إلى الآية السابعة من السورة نفسها، وقولِه تعالى:
مع ظهور سيّدنا المهدي عليه السلام، ستبدأ البشرية بالعودة إلى قيم وأخلاقيات القرآن للمرةِ الأخيرة. حينها ستكون مئات الآلاف من النيازك التي تحاصر الأرض مثلَ سحابة جاهزة للاصطدام بها في أيّةِ لحظة. وكما ورد في الأحاديث، فإن عام 1400 هجرية، هو تاريخ ظهور المهدي عليه السلام. وبالفعل فقد شهدت الأعوام الثلاثون الأخيرة أي منذ عام 1980 م ، الموافق لسنة 1400 هجرية ، وحتى عام 2010 ميلادية، شهدت زيادةً هائلة في أعداد النيازك حول الأرض.
ومن الجدير بالذكر أن تلك الأعداد بدأت بالتزايد بشكلٍ سريع منذ عامِ 1999 على وجه الخصوص.
الآية الرابعة والأربعون من سورة الطور تشير الآية إلى ارتفاع أعداد النيازك في عام 1999:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ) (الطور 44)
الحساب الأبجدي لهذه الآية يشير إلى تاريخ 1999.
في الواقع، فإن ارتفاع أعداد النيازك منذ سنة 1980، ثم استمرار هذا التزايد وبسرعةٍ ملحوظة حتى نهاية 1999، ما هو إلا بعض أشراط الساعة. والله أعلم.