الجميع من أجل الفرد والفرد من أجل الجميع

كانت القمة الـ 13 لمنظمة التعاون الإسلامي التي عقدت في إسطنبول، في شهر أبريل، في غاية الأهمية، لأنها لفتت الانتباه إلى ضرورة الوحدة التي يحتاجها العالم الإسلامي على وجه السرعة.

اتفق الزعماء المسلمون على أن أكبر العقبات التي تواجه الاتحاد الإسلامي هي الانقسام الطائفي والإرهاب. كما أكد الرئيس أردوغان على حقيقة أن المسلمين دائمًا هم الذين يعانون أكثر من غيرهم بسبب هذه الصراعات، وأن المسؤولية تقع على عاتقنا جميعًا للتعاون من أجل حلها بأنفسنا دون انتظار أي دعم من قوى خارجية، وكانت هذه نقطة مهمة جدًا.

من الواضح أن العالم الإسلامي ملتهب، وأن أول شيء يتوجب علينا القيام به هو معرفة الأسباب الجذرية لذلك، والتركيز على الحلول. أكبر أسباب هذه المحنة هو الفرقة بين الدول الإسلامية؛ لأن الله يحذرنا في القرآن الكريم أنه إذا لم يتحد المسلمون، فسوف يكون هناك صراعات كبيرة وسوف يترتب على ذلك إثارة الاضطرابات في العالم (8:73).

وهذا هو بالضبط ما نعيشه اليوم. وبالتالي، ينبغي أن ننحي جميع الخلافات الأخرى جانبًا، وأن نركز على القواسم المشتركة وأن نشكل وحدة قوية.

كيف لنا أن نفترق إذا كنا نؤمن بإله واحد، وكتاب واحد، وبنفس الأنبياء، ونتوجه عندما نصلي إلى ذات القبلة؟ يحظر و(يحرم) على المسلمين هذا التمزق، وواجب و(فرض) عليهم العمل متحدين، وأن يكونوا أخوة.

وهذه الوحدة سوف تكون مختلفة عن تلك الموجودة، حيث تعمل الدول بحرية لصالح شؤونها الداخلية، ولن يكون هناك تدخل في حدودها أو شؤونها المحلية. ومع ذلك، فعندما يقع تهديد، فإنها ستكون بمثابة جسد واحد، وستصبح قوة رادعة ضد أية تهديدات وشيكة.

من واجبنا كمسلمين الوفاء بهذا الالتزام. إذا تم تشكيل اتحاد قوي، فسوف يتم حل المشاكل الحالية بسهولة. وفيما يتعلق بهذه المسألة، صرح الرئيس أردوغان بما يلي:

"أعتقد أن التحدي الأكبر الذي نحن بحاجة إلى التغلب عليه هو الطائفية. ديني ليس دين السنة، ولا دين الشيعة، ديني هو الإسلام. ينبغي لنا أن نتوحد، بعيدًا عن هذه الصراعات، وهذا الظلم، لا يعاني في هذا سوى المسلمون".

التقى الرئيس أردوغان والرئيس روحاني واتفقا على نقاط مهمة لتحقيق هذا الهدف المهم. وبشأن هذه المسألة صرح روحاني بما يلي "عقدنا سلسلة من الصفقات والشراكات بشأن التطرف ومكافحة الإرهاب. علينا أن نقول للعالم "هويتنا هي الإسلام"، هويتنا ليست الشيعة أو السنة أو أية طائفة أخرى، هويتنا هي الإسلام، الذي يسع المحبة والإخاء. ويحدونا الأمل في بلوغ هدفنا هذا مع تركيا".

يدرك الجميع المشكلات التي نتجت عن الانقسام بين السنة والشيعة في الماضي. لذلك، فإن الاستماع إلى الزعماء المسلمين وهم يتفقون على القيام بكل ما يلزم لتغيير هذا الوضع، يعد تطورًا له ما بعده.

يدرك كلا البلدين القوة التي من الممكن أن تتحقق لهم وسهولة إنهاء الإرهاب وسفك الدماء حال اتحادهم. إيران وتركيا على علم بالتأثيرات المدمرة الني تسببها الصراعات الطائفية في العالم، وكلاهما على استعداد للعمل في مشاريع مشتركة، تؤدي إلى تدعيم هويتنا الحقيقية، وهي الإسلام.

أحكَم ما ينبغي القيام به من أجل العالم الإسلامي هو تنحية الخلافات جانبًا، والتركيز على ما لدينا من قواسم مشتركة. ومن المهم التأكيد دائمًا على أن جميع المسلمين يحبون الله ويخشونه، ويحبون النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، والقرآن الكريم، ويتمنون تحقيق وحدة عاجلة، عن طريق إنهاء الانقسامات، مثل سنة وشيعة.