أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ بِبَعْضِ ما كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ
(سورة آل عمران – الآية 155)
أنزل الله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كتابًا من عنده. هذا الكتاب، الذي مازالت تعليماته قائمة إلى يومنا هذا، هو آخر كتاب إلهي.
القرآن، نزل الله فيه الأوامر التي يجب على الناس الالتزام بها، والمحظورات التي يجب أن يجتنبوها. كما وعد الله الذين يقضون حياتهم في طاعة الله بدخول جنته خالدين فيها. كما وعد من يخالفون أوامره بالخلود في النار، بتفصيل أهوال ما سيرونه في النار.
ورغم علمهم بأن القرآن حق، إلا أن معظم الناس يرفضون قراءته. ويهملون الآيات التي أنزلها الله عليهم ويلهون عنها في لهو ومتع الحياة الدنيا. ولا يعلمون كيف سيكون حسابهم بعد موتهم وحياتهم بعد موتهم في الآخرة. وبنفس الطريقة التي يخفقون فيها بالامتثال لأوامر الله، يخفقون في العيش بالقيم والأخلاق التي أنزلها.
لا يساعدون أو يشاركون ما أنعم الله به عليهم مع غيرهم من المحتاجين. وحينما يقال لهم آمنوا، يقولون "نحن نعلم جيدًا ماذا نفعل".
ولكن الله، واسع الرحمة والمحبة، لا يعاقب الذين يعصونه على الفور. ولكنه ينعم عليهم بكل النعم في الدنيا ليعيشوا عيشة رغدة. ليعطي لهم الفرصة والوقت حتى يؤمنوا ويعودوا للحق.
جعل الله الإسلام دينًا يسهل العيش به؛ إنه يعلم أن الإنسان ضعيف، ولذلك هو لا يحملهم المسؤولية حين يخطئون أو ينسون. هو لا يحمل الأعمى المسؤولية ولا الأعرج أو المريض. هو يرفع الحمل عن كتف الإنسان بتعليمه الجلد والتسليم.