حتى البكتريا، والتي يعرفها مناصرو نظرية التطور بأنها الكائن الأساسي، هي كائن حي غاية في التعقيد. وهو ما يعني بكل بساطة، بحسب اقتراح التطوريين، أن الكائنات غير الحية لا تستطيع أن تنتظم فيما بينها ولا تستطيع توليد حياة.
وفي محاولة منهم لتكوين فهم أفضل عن الحد الأدنى من التعقيد في الكائنات الحية، قام أخصائيو الكيمياء الحيوية بتحليل التسلسلات الجينية التي تم اكتشافها حتى الآن، وقد توصلوا إلى أن نوعًا من أنواع البكتريا يسمى بلاجيرباكتر يبيك هو الكائن الذي يمتلك الحد الأدنى من التعقيد. فهذا النوع من البكتريا يحتوي على 1354 منتجًا جينيًا، ويوجد به العديد من المكونات مثل البروتينات، الريبوسومات، ونقل الحمض النووي الريبوزي – أو مايُعرف بالرناوات.
لا تستطيع نظرية التطور تفسير كيف أن خلية بروتينية واحدة قد جاءت للوجود. في حين أن هذا الوضع يحتم على نظرية التطور إيجاد تفسير لكيفية تجمع 1354 منتجًا جينيًا مع بعضهم البعض لتوليد أول كائن حي. ومن المؤكد أنه لا يخفى على أحد أن هذا شيء أقرب للمستحيل.
بالمفهوم الكيميائي فإن أول كائن حي جاء إلى الوجود على سطح الأرض كان غاية في التعقيد. فقد اكتشف الباحثون أنه حتى في أدق الأشكال للكائنات الحية يتواجد عدد مذهل من البروتينات والتي تحتاج إلى أن تنتظم فيما بينها داخل الخلية الواحدة.
وفي الوقت الذي لا تستطيع فيه نظرية التطور تفسير كيفية مجيء خلية بروتينية واحدة للوجود، فهي بكل تأكيد لا تستطيع أن تفسر المزاعم حول كيفية تجمع مئات البروتينات مع بعضها لتكوين أول خلية "بدائية" أحادية والتي جاءت من خلالها الكائنات الحية للوجود.