البديع (هو الذي يخلق بلا سابق تشابه)

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَإِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ

(البقرة – الآية 117)

لدى البشر خمس حواس، ومن الصعب حتى أن نتخيل السادسة. بالإضافة إلى أنهم يمكنهم فقط استخدام الحواس التي لديهم بشكل محدود. مثلًا، يمكنهم فقط رؤية ألوان محددة وسماع أصوات بترددات معينة. وبالتالي فإنه من الصعب عليهم اكتشاف او تخيل او حتى التفكير بشيء غير موجود في العالم.

عندما ننظر إلى بعض الاكتشافات العلمية، نجد أن الناس أخذوا المخلوقات الحية التي أدركوها في الطبيعة كنماذج. على سبيل المثال، الأنف البارز للدولفين اتخذ كنموذج لصناعة مقدمات السفن الحديثة. فكرة نظام تشغيل الرادار هي نفسها فكرة نظام الاستشعار لدى الخفاش الذي يصدر موجات صوتية.

ولا يزال علم الله لا محدود. خلق الله تعالى كل شيء يراه الإنسان، أو لا يراه، كل ما يحيط بنا، بدون استخدام نماذج مسبقة الوجود. خلق الله نظامًا محكم الصنع بنيته النواة والذرات والخلايا والكائنات الحية والنباتات والنجوم والمجرات، في الوقت الذي لم يكن فيه كون أو مجرات أو نباتات أو كائنات حية أو حتى خلية واحدة، فقط خلقها بأمره كن فيكون.

أتى الله بهذا الكون بكل تفاصيله بلا وجود نموذج سابق. يظهر هذا في الآية:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بَدِيْعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُوْنُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيْمٌ  (الأنعام – الآية 101)