آيا صوفيا

آيا صوفيا

مساء الخير

نحن الآن معكم مباشرة من أحد أهم الأماكن التاريخية في إسطنبول، من آيا صوفيا صاحبة الألف وخمسمائة عام، ذات الهيكل الغامض المليء بالأسرار.

إن الضوء الذي تسلطه آيا صوفيا على التاريخ، ليس فقط عبر مايمكنك رؤيته، بل أيضًا على ما يقبع تحتها.

تحتوي أنفاقها و ممراتها غير المكتشفة بعد على أسرار تنتمي للقرون الغابرة.

وسيتم كشف اللثام عن هذه الألغاز في عهد المهدي بإذن الله.

 بُنيت آيا صوفيا التي ترونها خلفي على يد جستنيان الأول بين عامي 532-537 قبل الميلاد. ثم تم تحويلها إلى مسجد في 1453 بعد فتح السلطان محمد الفاتح لإسطنبول، وتُعامَل كمتحف الآن.

كانت آيا صوفيا في حالة مزرية قبل تحويلها لمسجد على يد السلطان محمد الفاتح، الذي اعتنى بها بشكل خاص، وأصدر أوامره بإعادة بنائها وتحويلها إلى مسجد، ولكنه لم يغير اسمها.

أضيفت إحدى المآذن على يد السلطان بايزيد الثاني. وفي القرن السادس عشر قام السلطان سليمان القانوني بإحضار مصباحين عملاقين إليها من كنيسة هنغارية قام بفتحها، و لم تزل هذه المصابيح قائمة على جانبي المزار.

في عهد السلطان سليم الثاني ظهرت علامات تصدع آيا صوفيا، فقام المهندس المعماري العثماني سنان، أحد أوائل مهندسي الزلازل في العالم، بتعزيز صلابة المبنى عن طريق تعزيز الجدران الاستنادية الخارجية.

لعبت التعزيزات التي قام بها المهندس المعماري سنان دورًا مهمًا في بقاء المبنى حتى اليوم.

بالإضافة للجدران الاستنادية، قام المعماري سنان بملء التجاويف التي تحمل القبة والجدران الجانبية لتقوية القبة، كما أضاف مئذنتين واسعتين، مكان للتجمع السلطاني، وضريح السلطان سليم الثاني للمبنى.

تتضمن الإنشاءات التي تمت إضافتها لمبنى آيا صوفيا في العصر العثماني: منبر رخامي، رواق مفتوح على مكان التجمع السلطاني، شرفة احتفالات، ومنبر للوعظ.

كما قام السلطان مراد الثالث بوضع إنائين عملاقين من الخزف، يعودان للعصر الهيليني تم اكتشافهما في براغما، في صحن آيا صوفيا.

في عام 1739 أمر السلطان محمد بترميم المبنى، كما أضاف مكتبة ومدرسة، ومأوى للفقراء، وخزان مياه ونافورة بجوار المبنى. هكذا تحولت آيا صوفيا وما جاورها من مبانٍ إلى مركز اجتماعي.

يُعد ترميم آيا صوفيا الذي تم في الفترة بين 1847 و 1849 هو أشهر الترميمات التي جرت إبان العصر العثماني. وقد تم على يد المعماريين جاسبير وجوزيبي فوساتي ذوي الأصول السويدية-الإيطالية بأمر من السلطان عبدالمجيد.

بعد إتمام هذا الترميم، تم إعادة افتتاح مسجد آيا صوفيا للعامة في احتفالية مهيبة في 13 يونيو 1849.

تعتبر قبور أبناء السلطان، النافورة العامة، قبري السلطان مصطفى والسلطان إبراهيم بالإضافة إلى بيت المال ضمن الإنشاءات التي تمت إضافتها لمُجَّمَع آيا صوفيا في العصر العثماني.

أحد الأسباب التي دفعت العثمانيين للاهتمام بآيا صوفيا هو علمهم بأن سيدنا عيسى والمهدي سيصلُّون معًا في هذا المكان في آخر الزمان.

كشفت آيات القرآن والأحاديث عن عودة سيدنا عيسى للأرض، و عن دوره الرئيسي في انتصار الإسلام.

تشير الأحاديث عن تفاصيل عودة سيدنا عيسى وائتمامه بالمهدي مما سيعني خضوعه له وائتماره بأمر المهدي.

يقول أحد أحاديث صحيح مسلم عن هذا الأمر:

...في النهاية يقول المهدي، القائد الروحي للمسلمين، لعيسى ابن مريم:

 "تعال صل لنا. فيقول: لا. إن بعضكم على بعض أمراء، تكرمة من الله لهذه الأمة." (سيمنح منصب الإمام للمهدي) صحيح مسلم، المجلد الأول، ص 209

كما روى حديث آخر إمامة المهدي للصلاة مع سيدنا عيسى مثلما ذكر كتاب القول المختصر لعلامات المهدي المنتظر، لابن حجر الهيتمي:

"بينما هو والمؤمنون معه ببيت المقدس، تقدم يصلي بهم الصبح، إذ نزل عيسى بن مريم، فنكص القهقرى ليتقدم عيسى، فيضع عيسى يديه بين كتفيه، ثم يقول: تقدم فصلِّ، فإنها لك أقيمت، فيصلي بهم إمامهم وإمام عيسى."

(ابن حجر الهيتمي، القول المختصر لعلامات المهدي المنتظر، صـ25)

ذكرت هذه الأحاديث صلاة سيدنا عيسى مع المهدي في بيت المقدس. إلا إنهم سيصلون أيضا في الكعبة، وفي إسطنبول بإذن الله.

من الجائز أن تكون آيا صوفيا هي المكان الذي يصلي فيه المهدي وعيسى سويًا، الله أعلم بالحقيقة.

 سيكون هذا المكان الذي نذيع منه مباشرة الآن مفعمًا بالفرح والحماس الناتجين عن رؤية النبي المقدس بعد ألفي عام والمهدي، المُبَشَر بهم على لسان الأنبياء.

سيبزغ عصر أكثر استنارة بانتشار قيم الإسلام على يد المهدي وسيدنا عيسى. سيعرف العالم ماهية الصداقة الحقيقية، الحب الحقيقي، الحرية الحقيقية، كما ستسود الديمقراطية الكاملة وحرية الفكر.

سيصل العالم لأكثر مراحل العلم والأدب تقدمًا، بالإضافة إلى التقدم في التقنية والعمارة، وسيعيش البشر في رخاء وانسجام.

وسط هذه الأيام القاسية، حيث تحولت الأرض لساحة حرب، وازدادت معاناة معظم العالم الإسلامي، وساد الخوف واللا حب كل مكان، فإن دعاءنا هو أن يعجّل الله بهذه الأيام السعيدة.

على جميع المسلمين أن يوحدوا دعائهم بأن يمنحنا الله الوحدة الإسلامية، ويبعث لنا المهدي وسيدنا عيسى عليه السلام.