يسعى المنافقون للحب لإشباع غرورهم فقط

مُقتطف من البث المباشر لحوار عدنان أوكطار على قناة A9TV بتاريخ 8 يونيو 2016

 

عدنان أوكطار: يتمنى كل مسلم أن يُحاط بالحب، لكن المنافقين يستخدمون الحب كرمز للتفوق، ويفترض المسلمون ممن يغيب عنهم ملاحظة هذا الخيط الرفيع - الدافع الحقيقي للمنافقين - أنَّ رغبتهم صادقة.

ويُظهر المؤمنون الحب الصادق للمنافقين لأنَّهم يفترضون صدق المنافقين، يقول الله تعالى: "هَا أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ"، لأن المنافقين لا يعرفون شيئًا عن الحب الحقيقي، ويريدونه فقط من أجل تحقيق التفوق، والارتقاء بالسمعة، وهذا كل شيء.

المنافسة هي أحد العناصر الحيوية لشخصية المنافق، انظر مثلًا إلى السامري، لقد جاء من مكان بعيد جدًا حتى يُنافس سيدنا موسى (عليه السلام)، عَبَرَ الصحاري، ودبَّر خطة كبيرة حتى يُسيطر على اليهود، تمعّن في حجم المجهود الذي بذله، وكمّ الخدع التي وظّفها.

إنَّه هناك ليسيطر على المسلمين، ويُخطط لتولي زمام الأمور، والتسبب في هلاك المسلمين - باعتباره رئيس الفتن - إذا ما حلت عليهم كارثة ما، وحدث خلالها شيء لسيدنا موسى (عليه السلام).

لهذا السبب، يجب علينا التحلي بالحرص الشديد، وعدم نسيان مقدار طموح المنافقين، فالمنافقون دائمًا ما يسعون للسيطرة، ويحبون أن يُصبحوا أكثر شخص مهم في عصرهم، الشخص الذي يحظى بأغلب الاهتمام.

ويبنون حياتهم كلها حول هذا الهدف، ويضعون مخططاتهم وفقًا لهذا، وهذا هو السبب وراء رغبتهم في التقرب من المسلمين.

أوكطار بابونا: لقد قلت سابقًا، أنَّ الله ذكر في القرآن أنَّ كرههم موجه في الأساس نحو الأنبياء، والرسل، والأئمة، يقول الله في القرآن، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: "وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ ۚ" (سورة التوبة آية 74).

عدنان أوكطار: بالفعل، فعلى سبيل المثال، يغتني المنافقون، ويوفر الرسول أو إمام عصرهم الحياة المريحة لهم، ويعيشون في ثراء، لكن هذا يغذي فقط كراهيتهم أكثر، لكن لو انتبهت، تجد أنَّ لهجة سورة سيدنا يوسف تستند على الحب.

هذا معناه أنَّ كل هذا اللؤم، والأفعال اللا أخلاقية التي يمارسها المنافقون، مبنية على الحب، من أجل الحب، لكن يكشف القرآن الحقيقة، نحن نفهم أنَّ المنافقين يستغلون الحب فقط كرمز للأنانية والتفوق.

لذا، تصبح ماهية السلاح الأساسي للمنافقين جليةً في القرآن، وكذلك غايتهم. فمثلًا، نستطيع رؤية أنَّ السامري أراد بدوره أنْ يكون أكثر المحبوبين، وأكثر الأنانيين، واستهدف أنْ يكون الأعظم، والأبرز، ونستطيع أنْ نرى أنَّ إخوة سيدنا يوسف (عليه السلام) كانت نفس الأهداف تدور في أذهانهم، وكذلك المرأة التي مكثت مع سيدنا يوسف (عليه السلام). 

ونحن نفهم أنَّ السبب وراء توظيفهم للفتنة هو الحصول على الحب، لكنَّهم يريدون الحب الممزوج بمسحة شريرة من الغرور، ولهذا السبب، نفهم أن انعدام الأخلاق ولؤم المنافقين، ينبعان من الحب، أو بمعنى أدق، نقصانه، يقدمون الحب دائمًا كمبرر لارتكاب الخيانة، والأفعال اللا أخلاقية، لماذا لا يُبدون أي اهتمام نحوي؟

لماذا لا يُظهرون أي اهتمام بي؟ لهذا يسعى المنافقون دائمًا نحو الخسة، وحقيقةُ تَمَكُّننا من رؤية هذه الحقيقة في كل من التوراة والقرآن علامة مهمة من الله لنا، يُمكننا فهم المسألة برمتها، وحل المشكلة كلها باستعراض العلامات في القرآن.

في وقتنا هذا، قدّر الله لنا تحليل صفات المنافقين بعمق في كتابي عن المنافقين الذي سيصدر قريبًا، لا يوجد كتاب يُقدم مثل هذا التحليل المستفيض، وقد قارب الكتاب المتوقع صدوره قريبًا على الانتهاء، وسنُقدمه للنشر في غضون أربعة أيام، هذا الكتاب هو الأول من نوعه في التاريخ، وفي التاريخ الإسلامي أيضًا، هذا كتاب شامل للغاية.