مُقتطف من البث المباشر لحوار أ. عدنان أوكطار على قناة A9TV بتايخ 19 مايو 2016
عدنان أوكطار: يصب المنافقون كراهيتهم تجاه الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم) لسبب واحد، أنَّهم يحسدون رسولنا صلى الله عليه وسلم، بطريقة تدفعهم لمحاولة حرمانه من النعم التي أنعم الله بها عليه. يحاولون التحرش به ومضايقته، وتثبيط همته بطريقتهم الخاصة، يُحاولون إصابة وسائله لجمع المعلومات بالاضطراب، ويحاولون منعه من التعبير عن انتقاده، ويحاولون منعه من التواصل مع من يحبهم.
يُحاولون حرمانه من حياته المسالمة، فمثلًا عندما يستعد المسلمون لغزوة، يأتي المنافقون ويقولون: "الجو حار جدًا على القتال"، هدفهم الأول هو إزعاجه، وإغضابه، وإتعاسه، وإيذاؤه، وهز ثقة المسلمين في الرسول صلى الله عليه وسلم.
يرتكبون هذه الخطايا لكي يظهروا متفوقين. المنافقون غاية في الفسوق، وعقولهم الحمقاء تجعلهم يظنون أنهم محقون على طول الخط، عندما تراهم عابسين أو ساخطين، هذا يعني أنهم يُمثلون، إنَّهم ماهرون في التمثيل، يتظاهرون بالخوف، لكي يؤمروا بالانسحاب، وفي الباطن تقبع رغبتهم بإزعاج المسلمين، ويضعون خططهم الغادرة،
ويتظاهرون بأنهم هادئون، حزينون، خائفون، إلخ، في سبيل تحقيق أهدافهم. أو أنَّ الله قد ابتلاهم بالفعل بهذه المشاكل، لكن هدفهم الحقيقي هو إزعاج المسلمين، ومضايقتهم. فمثلًا يضعون تعبيرًا ميتًا على وجوههم، لماذا يفعلون ذلك؟ من أجل إخافة المسلمين، بالطبع، حتى ينظر المسلمون إلى وجوههم الخائفة، فيخافون بدورهم.
يسعون لصنع جو زائف من الرعب والذعر، ومن ثمّ يحاولون جر المسلمين إلى هذا المناخ العام، يهوّلون ويُبالغون حتى في المواقف العادية، ويصورونها للمسلمين كسبب للذعر. يقول الله في القرآن، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: "وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ"، يقول الله إنَّ الشيطان سيهزهم بخيله، وجنده.
بطريقته الخاصة، يقول الشيطان: "سأهزهم بخيلي وجندي"، ثم يقول الشيطان: "ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ" مما يعني أن المنافقين سيُحاولون دائمًا الاقتراب من المؤمنين، للتحريض على القلق، والخوف، والشك في أنفسهم.
سيحاولون إبراز ضعف المسلمين، يقول المنافقون: "لم يبق شيء أمامك تتمسك به"، ماذا يعني هذا؟ أو يقولون: "لا تعطهم مالًا حتى ينفصلوا"، هدف المنافقين هو تفريق المسلمين في أسرع وقت ممكن، وبما أنّه لا يُمكنهم المغادرة، يعتقدون أنهم إذا ما فرّقوا المسلمين سيتمكنون من الرحيل.
لذلك يظنون أن أفضل طريقة لتحقيق ذلك هي تفريق المسلمين، العقلية الدافعة وراء هذا السلوك من المنافقين هو الاعتقاد بأنه عند سقوط المسلمين، لن يكون هناك مجتمع متبق لمغادرته، ولهذا السبب لا يمكن للفرد حتى أن يبدأ في وصف غدر وجبن المنافقين. يصف القرآن مثل هذه الوسائل الخسيسة، والغادرة للمنافقين بتفاصيل واضحة.