هؤلاء الذين يعتقدون أنهم يرون النجوم البعيدة في السماء هم في الحقيقة يرون النجوم التي داخل عقولهم

مقتطف من محادثة حيَّة للسيد عدنان أوكتار، بُثَّت على قناة A9TV بتاريخ 13 أكتوبر/تشرين الأول 2016

 

عدنان أوكتار: كيف جاء الكون إلى الوجود؟ إن الشكل الحقيقي للكون يعتبر في الحقيقة غيبيًا، إذ لا يمكننا أن نخبر إلا عن الشيء الذي نراه، أو الشكل الذي يريدنا الله أن نراه، فإنه غيبي. عندما ننظر إلى الكون والفضاء، لا نرى سوى ما يدور في عقولنا. ما هو الكون؟ لا يمكن لأي شخص أن ينظر إلى الكون، لا يوجد أي شخص يمكنه أن يرى الكون.

كل شخص يرى ما يحمله عقله. فمنذ عهد النبي آدم (عليه السلام)، لا ترى كل الكائنات، بما فيها الملائكة والجن، سوى ما في عقولهم. لا يمكن لأي شخص أن يرى الكون، إننا نرى صورة الكون التي في عقولنا وحسب. يرفع الناس رؤوسهم وينظرون إلى السماء، ويقولون: "يا إلهي، انظروا إلى هذه النجوم الهائلة". لذا، أين ترون هذه الصورة؟ فيجيبون: "إننا نراها داخل عقولنا". ما الذي ترونه؟ إنك تتحدث عن الصورة داخل عقلك. وأين هو عقلك؟ فيقولون "إنها داخل الصورة أيضًا. لذا، يعني هذا أن هناك شيئًا غريبًا في هذا الشأن. بعبارة أخرى، الكون هو شيء لا يمكن للناس أن يحيطوا به حقًا. فالله موجود، وهذه حقيقة واضحة وجلية.

لكن الله يخفي نفسه خلف 70 ألف حجاب، والناس الذين يتصرفون وفقًا لما تمليه ضمائرهم يمكنهم أن يروه عبر كل هذه الحجب. وما عدا ذلك، يخفي الله نفسه عن المقصرين بهذه الطريقة. بعبارة أخرى، لا يستطيع المقصرون أن يروا الله، أما المؤمنون فيمكنهم أن يروا الله ويفهموه عن طريق كشف هذا الستار. إنهم يمتلكون القدرة على كشف هذا الستار، فالله يرفع هذا الستار للمؤمنين، لكن المقصرين يبقون خلف هذا الستار، فهم غير قادرين على رؤية الله.