الذين يتمسكون بالقيم الدنيوية لا يمكنهم الحصول على السعادة

مقتطفات من مقابلة على قناة A9TV في بث حي مع عدنان أوكتار، بتاريخ 28 مايو 2015

 

بولنت سيزجين: يقول سبحانه عز وجل في الآية الكريمة، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: "وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا ۚ وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ". (سورة القصص، الآية 60).

عدنان أوكتار: الدنيا لها مغرياتها أيضًا، لكنها سطحية، وهذا مصداقًا لقوله تعالى: "وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ"، لأن هذا العالم يعاني من البؤس والمشقة، وأقله عندما يشعر المرء بحكة بشرته، أو آلام الرأس، أو الشعور بالإرهاق، أو بالألم في الظهر، هذه الأمور خُلقت خصيصًا، أو شعوره بالتعب والنعاس، ليس هناك نهاية لهذه الأحاسيس.

بولنت سيزجين: السيد أوكتار، كما أشرتم، لا شيء أبدي في هذه الدنيا، كل شيء إلى زوال.

عدنان أوكتار: حتى الأماكن التي نعتبرها أكثر حيوية قد ذهب بريقها وتلاشت. أنظر إلى شيشلي، إتيلر، كل ما أراه فيها قد اندثر، حتى تلك البنايات التي شيدت قبل بضع سنوات فقط، هي في طريقها نحو الاندثار، بعد أن ساء وضعها. ألقي نظرة إلى المباني في بيبيك وأرى كيف أنها تلاشت، وكلها تسير بسرعة نحو الفناء، عندما نلتقي على سبيل المثال، بأشخاص كنا نعرفهم فيما مضى، لم نتلق بهم منذ أكثر من 30 عامًا، نلاحظ آثار التقدم في السن بادية عليهم ونلاحظ وهن أوضاعهم الصحية، وكأنهم على عتبة الموت.

وعندما نصادف أشخاصًا لم نرهم منذ 40 عامًا - 40 عامًا هي مجرد أربعة عقود تمر في رمشة العين - لا يمكننا حتى التعرف عليهم، ولا نستطيع التعرف عليها إلا بعد أن يقدموا أنفسهم لنا، لقد تحولوا إلى أشخاص مختلفين اختلافًا تامًا.

لدي أصدقاء من الكلية، عندما أشاهدهم على الفيسبوك، ألاحظ كم تقدموا في السن، لقد تجعد جلدهم، أصبحت بشرتهم شبه رمادية، أكاد لا أعرفهم بالنظر إلى صورهم في شبابهم، لأن معرفتي بهم كانت في تلك المرحلة من الشباب، أما الآن، يكاد أحدهم لا يشبه بتاتًا صورة ذلك الشاب الذي كان في زمن الصبا.

عندما أنظر إلى صور أقاربي، هنا أيضًا أكاد لا أعرفهم، أصبحوا أشخاصًا مختلفين تمامًا، عن صورة شبابهم وحيويتهم قبل عقود من الزمن، من المدهش تمامًا والمخيف بعض الشيء، مثل هذا التغيير الشديد.

كارتال غوكتان: السيد أوكتار، مثلما أشرتم، فإن الحياة الدنيوية قصيرة حقًا، ومع ذلك يعيشها الكفار كما لو كانت مديدة، والله يشير إلى ذلك في القرآن الكريم في قوله تعالى: "بَلْ مَتَّعْنَا هَٰؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ".

عدنان أوكتار: هذا شغلهم الشاغل، وإحدى هواجسهم، كل ما يسعون إليه هو تخطيطهم للزواج، وإنجاب أطفال وتكوين عائلة كبيرة، وعندما تسأل أحدهم بعد ذلك بسنوات، يجيبك ويقول لك، وكأن الأمر كان بالأمس فقط، لقد تقدموا في العمر، غير أنهم يقرون بأن مسار حياتهم سار بسرعة مذهلة، لكن الآن فات الأوان، كان عليك أن تفكر في ذلك في حينها، لأن السنوات تمر كالأيام، وقبل أن تدرك الأمر، تكون عقود قد تلاشت.

أوكتار بابونا: على الرغم من هذا، يتمسكون بكل حماس بهذا العالم، سبحان الله.

عدنان أوكتار: يفعلون ذلك بحماس، لكن في الواقع، إنها حماسة المحتضر المتألم. حياتهم، حياة مليئة بالدموع، والأنين، والانهيارات العصبية والعقاقير المضادة للقلق. أي حماسة في ظل مثل هذه الحياة!

إندر دابان: في آية من القرآن الكريم، يقول الله تعالى: "فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ التوبة" (الآية 55 من سورة التوبة)، في هذه الدنيا وفي الآخرة.

عدنان أوكتار: الله يحذر عباده بشكل مستمر، ما يقرب من أربعة أخماس القرآن الكريم مكرس لهذه التحذيرات، غير أن الخلق لا يولون أي اهتمام لتلك التحذيرات، يشدد المولى عز وجل مرارًا وتكرارًا حتى لا يجد العباد بعد ذلك ما يبررون به سهوهم وضلالهم.

ياسين غوك: يقول الله عزل وجل في القرآن الكريم، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:

"قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَىٰ قُلُوبِكُم مَّنْ إِلَٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِهِ ۗ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ" (سورة الأنعام، 46).

عدنان أوكتار: وفي يوم الآخرة سيقول هؤلاء: "كانت لدي أعين، فماذا حدث لي؟" هؤلاء الناس لا يؤمنون بالله وبالآخرة، ويعتقدون أنهم جاؤوا إلى الحياة من خلال عمليات طفرة وصدفة، ويبين الله لهم ما سيحدث لو كانت العينين قد تشكلت حقا من خلال الطفرات. ينظرون إلى براعة ذلك الخلق الفريد من تشكل العين ومثالية صياغتها، ومع ذلك، يتحدثون كما لو أنها نشأت عن طريق الطفرات الاعتباطية.

لا يمكن لمثل التكرار العشوائي الذي يتحدثون عنه أن يفضي إلى إنشاء مخلوقات مثالية الصنع؛ بل سيجعل المرء أعمى، ومن شأن هذه الطفرات أن تضعف جسم المخلوق إلى درجة لن يستطيع معه مجرد الوقوف. لن تسفر الطفرات إلا إلى العمى والصمم، ولن يؤدي ذلك إلا إلى تدمير النظام الحالي، ولا شيء غيره.

يمكن مشاهدة هذا المقطع من الشريط على الرابط التالي.