القصة المذهلة لنبات يمتص العناصر المناسبة من التربة

مقتطف من محادثة حيّة للسيد عدنان أوكتار، بُثَّت على قناة A9TV بتاريخ 15 فبراير/ شباط 2017

 

عدنان أوكتار: تنمو جذور هذه الزهرة تحت التربة، فتترسخ جذورها في الطين، بعبارة أخرى: في التربة الرطبة. تعتبر هذه الجذور أنحف من أي خيط حريري، حتى أن بعضها أنحف من أي خصلة شعر. إنها تمتص الماء، والبوتاسيوم، والماغنيسيوم، والكالسيوم، والنحاس، والزنك، والكوبلت، والنيكل، فهي باختصار تمتص جميع المعادن المفيدة من التربة، إلا أنها لا تمتص أي ميكروبات، إذ تتم التنقية من الفيروسات والميكروبات. تُفكَك هذه المعادن إلى قطع ذرية. على سبيل المثال، إن كانت تمتص ذرة من البوتاسيوم، فإنها تحمل المعادن بمساعدة المياه التي امتصتها حتى تصل إلى تويجة الزهرة. من فضلكم اعرضوا التويجة. يتم الحصول على كل هذه الألوان من المعادن؛ إذ إنها تستخدم المعادن والمواد الكيماوية المناظرة حتى تصل إلى ذلك اللون الأصفر الذي نراه. كما أنها تضبط الكمية ضبطًا سليمًا؛ فهي لا تصل إلى درجة نمو أكبر أو أصغر، بل تُبقي على الكمية الصحيحة. ثم تتحرك على الأجزاء ذات اللون الأزرق الداكن، وبعد ذلك تطلي التويجة باللون الفيروزي الفاتح، ثم تتحرك نحو طلاء كل بوصة، وكل ألياف التويجة مستخدمةً المواد الكيماوية التي تحتاجها في عملية الطلاء، فتستخدم الكروم والحديد من أجل الألوان المرتبطة بهما. على سبيل المثال، إن كانت تحتاج اللون الأحمر، فهي تستخدم الحديد. لاحظوا هذا، إنها تعرف الذرة تمامًا، فإذا طُلِب منا أن نختار الذرات لن نستطيع، لا يمكن رؤية ذرات الحديد ولو حتى عبر مجاهر الإلكترونات، لكن هذا النبات قادر على الوصول إليه في التربة، فهو يمتص ذرات الحديد في جسيمات مفردة، وينقلها إلى أجزاء الزهرة المرتبطة بها ويستخدمها هناك لكي يحظى باللون الأحمر. وبكل تأكيد، لا تكفي الذرة وحدها. في البداية، تنتج الزهرة مركبًا كيماويًا ثم تستخدم هذه البنية لتضع ذرة الحديد في المكان المناسب، وبعد أن تطلي التويجة تمامًا كما لو كان طلاءً زيتيًا تم طلاؤه بطريقة أنيقة ومنظمة رغم أنها تفتقر إلى الرؤية، فإنها تتوقف عن عملية الطلاء. ثم تُبعد صناديق الطلاء. وفيما بعد، عندما تبدأ براعم جديدة في الإزهار، تبدأ الزهرة في عملية طلاء هذه الزهور الجديدة مرة أخرى؛ إذ إنها تطلي كل واحدة منها على حدة كما لو كانت رسامًا بارعًا. وهذه الزهور لا تنمو أكبر أو أصغر، بل إنها تبقى بنفس الحجم المناسب، غير أن زهور البنفسج لديها دورة حياة قصيرة هي والزهور الأخرى المشابهة، فيموتون فيما بعد ويصيبهم الظمأ، إنها تفقد جميع ألوانها وجمالها، بنفس الطريقة التي تحدث للبشر.