مرحبًا بكم أعزّائي المُشاهدين.
أنا أمره أَجار، وأنا دمْلا بَامير. نحن معكم من جديد في برنامج "الإسلام دين الجمال". في حلقتنا لهذا الأسبوع سوف نتحدّث عن اِستحقاق المُسلمين لأجمل النّعم، ونتحدّث عن نعمتي السّعادة والبهجة من خلال الآيات القرآنية وأحاديث النّبيّ محمد عليه الصّلاة والسّلام.
أمره أجار: مثلما بيّنّا في الحلقات السّابقة فإن بعض الأشخاص المتعصبين لديهم فهم للإسلام يختلف تمامًا عن الفهم الذي بيّنه القرآن الكريم وشرحه النّبيّ عليه الصّلاة والسلام. وهؤلاء الأشخاص لا يعتمدون في فهمهم على القرآن والسنّة بل على الخرافات والبدع. ونتيجة لذلك فإن كثيرًا من النّعم التي أحلّها الله تعالى تعتبر غير مناسبة للمسلمين في رأيهم، فحرّموُها ومنعُوها. وقلوبهم خالية من المحبّة والتّفاهم. وهم يعيشون بعيدين عن الجمال، ويُريدون من النّاس أن يبقُوا بعيدين عن المطعم الجميل والملبس الجميل والفنّ والمُوسيقى والبهجة والعلم والتقنية، وباختصار بعيدين عن جميع أنواع النّعم. والحال أن ربّنا سبحانه وتعالى الرّحمن الرّحيم أنعم بنعمه على جميع عِباده، وكل لحظة يمُدّنا برزقٍ لا حدُود له، وجمال ورفاهية عظيمين.
دملا بامير: لقد وهب الله الإنسان في الحياة الدّنيا جميع أنواع الجمال التي يستخدمها ويتمتّع بها. وكلّ ما يُحيط بنا يزخر بالنّعم التي خلقها الله لأجلنا. والإنسان هو صاحبُ هذه النّعم والمتصرّف فيها بإذنه تعالى.
لقد خلق الله تعالى جميع ما نأكل من أطعمة وما نشربه ونلبسه وما يحيط بنا من تقنيات وضروب من الجمال والفنون والموسيقى وما لا نقدر على إحصائه من النّعم، وهو يخلق نعمًا جديدة كل لحظة.
وقد أوضح القرآن الكريم في سورة النحل نعم الله التي لا تُعدّ ولا تُحصى، على النحو التالي، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ الله لاَ تُحْصُوهَا إنَّ الله لَغَفُورٌ رَحِيمٌ". (سورة النحل، 18).
أمره أجَارْ: إنّ الإسلام الحقيقيّ، كما أخبر الله تعالى في القرآن الكريم هو الإسلام الذي شرحه النّبي عليه الصلاة والسلام، وكما عاشه هو نفسه في حياته، والمسلمون مطالبون بأن يعيشوا وفقا للقرآن وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، وليس وفق الخرافات والبدع. فالمقياسُ في حياة المسلم هو القرآن والسّنة وليست الخرافات.
كانت حياة النبي عليه الصلاة والسلام نموذجا مثاليا لكل مسلم، فقد كان شفوقا، يعبقُ قلبه بالمحبة ومبتهجًا ومتقنا في عمله، ويُولي أهمّية كبيرةً للفن الأصيل والجمال والإبداع. وحبيبنا النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام يعرفُ أنّ الله تعالى هو الذي أنعم بهذه النّعم، ولذلك يستخدمها من أجل مرضاته.
دملا بامير: إنّه لشركٌ عظيمٌ الادّعاء بتحريم شيء ما دون دليل من القرآن الكريم، والمتعصّبون يزعُمون أنهم مسلمون. وهم يفسّرون الإسلام على طريقتهم الخاصة منذ سنين، وقد أنشأوا لأنفسهم دينًا خاصا بهم.
وعندما يُسألون عن مصدر هذه الخرافات التي أقحموها في الدّين لا يقدرون أبدًا على الإتيان بدليل. وكثير منهم يَحرمُّون على أنفسهم وعلى المسلمين ضُروبًا من الجمال اِمتدحها الله تعالى في القرآن الكريم، أعوذ بالله من الشّيطان الرّجيم "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ " (سورة المائدة، 87). وهم يتصرفون خلافا لهذه الآية.
وفي آيةٍ أخرى يُخبر القرآن الكريم أن هؤلاء يختلقون الكذب على الله تعالى: "وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ " (سورة النحل، 116).
أمره أجار: وفقا للإسلام فإن مظاهر الجمال مُخصّصة لأحبّاء الله، أما المتعصّبون فهم أولئك الذين يبقون بعيدين عن جميع النّعم في الدنيا، ويرون أنّ محبّة النّعم والتعلّق بها تتعارض مع الإسلام، وهم لا يقدرُون على معايشة الحياة المعاصرة بما فيها من جمال المسكن والملبس ويسر، ومع ما جلبته التّكنولوجيا والحداثة.
حسب هؤلاء الأشخاص فإنّ الحياة المنعّمة لم توجد لهم، إنّما وُجدت لمن هم بعيدون عن الله تعالى، وهم بصورة خاصة يعتبرون أنّ المرأة لا تستحق الجمال والتمتّع بالنّعم. ويحرصون على إظهار الدّين كما لو أنّه عبارة عن تعذيب النّفس في الفقر والخصاصة والعنت وحرمانها من النّعم.
بعض إخواننا المسلمين، بسبب عدم معرفتهم بالقرآن الكريم معرفةً جيّدةً، وبسبب نقص ما عندهم من المعلُومات يُصدّقون ما يُورده المتعصّبُون من خرافاتٍ ويُفضّلون الحياة بعيدًا عن النّعم.
ولاشك أنّه بسبب الجهل يفلح المتعصبون في استمالة العديد من المؤمنين من إخواننا. وعلى جميع المسلمين أن يعرفوا أن الله تعالى خلق جميع النّعم الرّائعة للمُؤمنين من عباده.
وفي إحدى الآيات يذكر الله تعالى أن هناك من يسعى إلى تحريم نعم الله، بينما جميع النعم في الدينا والآخرة هي خالصة للمؤمنين، أما الكافرون فلن يمنحهم الله شيئا من تلك النعم في الآخرة، أعوذ بالله من الشيطان الرّجيم "قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ" (سورة الأعراف، 32).
دملا بامير: إن المسلم محبّ للجَمال والبهجة والسّعادة والحداثة والرّحمة، وينبغي أن يكون كذلك، وهذا هو نموذج المسلم في القرآن الكريم.
إنّ المسلمين الذين تحدّث عنهم القرآن أناس عُقلاء ومتعلّمون، معاصرون لزمنهم منفتحُون على الآخر، مُتقنون لأعمالهم. المُسلم في القرآن يطرد الكراهية ويجلبُ المحبّة، يبحث عن السّعادة لا عن الحُزن، ويحثّ على السّلام لا على الخصام.
المسلم الذي ذُكر في القرآن الكريم جميل يحبّ الجمال، مرتّب المظهر ويحبّ الملبس الحسن والرّائحة الطيّبة، والمسكن النّظيف. ولا فرق في ذلك أن يكون غنيًّا أو فقيرًا، أو أن تكون المرأة متحجّبةً أو سافرةً.
إنّ الجمال والحداثة والأصالة والجَودة تتبدّى في الملبس الحسن، والجِسم النّظيف والأسلوب الجيّد، وكل ذلك ينعكسُ بشكل طبيعيّ على الوجه نورًا وحيويّةً. والمؤمنون عندما ينظرون إلى جميع النّعم المحيطة بهم يُدركون أكثرَ قدرة الله التي لا حدُود لها، وعلمَه وحاكميّته، ويزيد إيمانهم أكثر وأكثر. ومعرفتهم بأنّ جميع تفاصيل هذه النّعم هي رحمة من الله تعالى تجعل أرواحهم تسبح في بحار من السّعادة والبهجة.
المؤمنُ يرى تجلّيات ما خلقه الله تعالى من جمال، ومدى عظمة هذا الجمال وروعته وكونه لا شبيه له ولا مثيل، فيستحوذُ كلّ ذلك على ذاته كلّها.
أمره أجار: إنّ النّاس الطّاهرين الذين يتميّزون بالجمال، والمنظر الرّائع والملابس الأنيقة، والآثار الفنّية والموسيقى الجميلة والمركب أوالبيت الفاخر، أوالحيوان الأليف، والمذاقات العذبة في الطّعام والشراب، كلّ ذلك هي نعم عظيمة وجدت لأجل المسلم.
المسلمون يَعتبرون أنّ كلّ هذه النّعم لطفٌ من الله عزّ وجلّ، وكلّما رَأوا هذه النّعم قابلوها بالسّعادة والشّكر والعِرفان. ولا يمكن للإنسان أن ينعم بأية لذّة مادّية كانت أو معنويّة إلاّ إذا رافقها الإيمان. والإنسان المؤمن يعني أنّه إنسان يُفكر ويتأمّل.
المُسلم يستخدم عقله إزاء كلّ ما يعترضه في كلّ مكان وفي كلّ لحظة، وينظر إلى النّعم بكلّ وجدانه ويقيّمها وفقا لمشاعره الدّينيّة. وهو يبذل ما في وسعه من أجل تقدير كلّ جمال وكلّ نعمة حقّ قدرها.
والله عزّ وجلّ يمنح المُؤمن في حياته حظّا من السّعادة والبَركة في مُقابل ما يبذله من جهد. ومن بين مظاهر الجمال التي خلقها الله عزّ وجلّ للإنسان التّحابب والصّداقة، والثّقة المتبادلة، وكذلك الاستفادة من جميع النّعم في الحياة الدّنيا، سواء كانت هذه النّعم صغيرةً أو كبيرةً. والحياة عند هؤلاء الناس تزخر بنفائس لا تنتهي من المذاقات الرّوحيّة العميقة.
إنّ البهجة التي جعلها الله تعالى في أرواح المُؤمنين هي من العمق بحيث لا يُمكن حتّى مُقارنتها بما يشعر به النّاس الآخرون من لذّة آليّة محسُوسة.
دملا بامير: إنّ المُتعصّبين الّذين عرّفهم القرآن الكريم بأنّهم راضُون بالحياة الدّنيا وسعداء بها، ويعيشون وفقا للدّين الخُرافيّ يُولُّون وجُوههم عن جميع مظاهر الجمال الموجودة في الإيمان ويَرضوْن بحياة لا روح فيها، ونظرة سطحيّة لا تنفذ إلى أعماق الأشياء.
وقد عرّف الله عز وجلّ هؤلاء الأشخاص بقوله: "إِنَّ الّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالحَيَاةِ الدُّنيَا وَاطْمَأنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ" (سورة يونس، 6-7).
أمره أجار: إنّ كلّ إنسان يبتغي رحمة الله، ويستخدم عقله وضميره بشكل سليم، له في هذه الحياة الدّنيا نعمٌ لا تُحصى ولا تُعدّ.
الله تعالى سوف يمنح عباده الصّالحين في الآخرة ضُروبًا من الجمال والنّعم التي لا يمكن بحال مُقارنتُها بما يُوجد في الحياة الدّنيا. إنّ المُتعة التي يصيبها المؤمن في الجنة وما يشعر به من بهجة وسعادة هي فوق ما يتصوّره الإنسان بعقله.
الله تعالى بشّر المُؤمنين بالجنّة، وأخبر بأنّه يتقبّل صالح أعمالهم وأنّ ما ينتظرهم من جمال وسعادة قريبٌ جدًّا. والمُؤمن عندما يعرفُ أنّ رحمة الله العظيمة تحوطه وأنّ محبّته له غامرة، ويعرف أن الله سوف يُكافئه بالجنّة يمتلئ قلبه سعادة وبهجة.
دملا بامير: إلى جانب أنّ المؤمنين مبشرون بالجنة فإنّ لهم في هذه الدّينا حسنة وفي الآخرة حسنة بما أسلفوا من صالح أعمالهم.
فالقرآن دوما يُبشّر المؤمنين بحياة سعيدة، يقول الله عزّ وجلّ: "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" (سُورة النّحل، 97).
أمره أجار: هذه البشائر التي منحها الله للمؤمنين وذُكرت في القُرآن الكريم تجلّت كذلك لدى كثير من الأنبياء، فالله عزّ وجلّ نقل لنا دُعاء سليمان عليه السّلام: "قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ" (سورة ص، 35). وهكذا استجاب الله لدُعائه وأعطاه في الدنيا مُلكًا عظيمًا.
دملا باميرْ: أخبر الله عز وجل في الآية الثّامنة من سورة الضحى أنّه هو الذي أغنى النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام من فضله، "وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأْغْنَى". والله عزّ وجلّ أخبرنا أنّه أعطى مُلكًا عظيمًا لكلّ من داود وإبراهيم وذي القرنين عليهم السّلام.
الله تعالى خلق الجنّة برحمةٍ ولطفٍ من عنده، ووهب المُؤمنين في الحياة الدّنيا نعمًا المختلفة، ومعرفتُهُم أنّ جميع هذه النّعم فضل من عنده يزيد من شوقهم ورغبتهم في أن تشمل هذه الرّحمة أقرباءَ هم كذلك.
أمره أجار: من نعم الله كذلك أن يكون المرء سعيدًا ومبتهجًا؛ فلا وجود للحزن في الإسلام، فالإسلام دين البهجة والسعادة. والله تعالى يريد للمسلمين أن يكونوا دوما مستبشرين ضاحكين. وقد تحدث القرآن الكريم عن تعاسة غير المؤمنين، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: "قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ" (سورة المؤمنون، 106).
وفي آية أخرى يقول الله تعالى عن الكافرين: "فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ " (سورة التوبة، 82).
وهؤلاء لا يُريدون للمسلمين أن يضحكوا، بل ويطلبون منهم أن يبكُوا. يريدون من المسلمين أن يعيشوا في تعاسةٍ. والحالُ أنّ الله تعالى يُريد منهم أن يعيشوا سعداء.
يخبر القرآن الكريم أنّ النّعم تشعّ في وُجوه المُؤمنين، والسّعادة تكون بادية عليهم.
دملا بامير: المُسلمون مطالبون بأن يعيشوا في سعادة، ويتمتّعوا بالحياة وهم راضون عن الله تعالى، ولذلك فمن بين أكبر النّعم وأجلّها أن نضحك ونبتهج في حياتنا.
وعد الله المُؤمنين في هذه الدنيا دائما بالسّعادة والأمن، ووعدهم بأن يكونوا أصحاب قوّة واقتدار، وأن تسود الأخلاق القرآنية، فقال الله عز وجلّ: "وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ " (سورة النور، 55).
أمره أجار: هذا هو وعد الله للمؤمنين. أمّا ما ينبغي على المُؤمنين عمله، فهو تمجيد الله تعالى، وشكره وذكره على الدّوام. على المؤمنين أن تكون قلوبهم دومًا عامرة بالله، فهو الذي يمنحهم السّعادة والفرح والطمأنينة.
وهذا هو المقابل الذي يمنحه سبحانه وتعالى لأصحاب الإيمان الصّادق العميق، وهو نعمة عظيمة ولطف كبير. المؤمنون يرجون إجابة دعواتهم عندما يدعون الله تعالى، ويرجون أن يغفر الله لهم عندما يخطئون فيتوبون توبة نصوحًا.
هم يعيشون سعادة إدراك أن الله تعالى سوف يساعدهم. وأنّه سوف يمنّ عليهم بحلٍّ لكلّ مشاكلم، وأنّه سوف يكافؤهم على كلّ عمل يعملونه بأجر مثله أو أكثر من ذلك بكثير، وأنّهم سوف ينالون رحمة الله ورضوانه.
هذا هو مصدر سعادة المؤمنين، فضل من الله وإحسان عظيم عليهم.
دملا باميرْ: المُؤمنون يشرَعُون في التّمتع بسعادتهم في هذه الحياة الدّنيا، ثمّ عند دخولهم الجنة يُدركون السّعادة والخلاص بأتمّ معنى الكلمة.
المؤمنون سوف يبقون في هذه النعم التي لا مثيل لها إلى ما لا نهاية، في هذه الجنّات التي أعدّها الله لهم، بفضل ما كسبوه من محبة لله، فهم في هذه الجنات يتقلّبون في البهجة والنّعيم.
يقول الله تعالى في القرآن الكريم مبيّنا سعادة المؤمنين: "قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ" (سورة يونس، 58).
أمره أجار: إنّ رحمة الله وإحسانه العظيمين يتجلّيان لدى المؤمنين حتّى آخر لحظة في حياتهم. والجنة التي أعدها ربّنا عزّ وجلّ للمؤمنين مُهيّئةٌ بالنّعم، وسوف تكون خالصةً لهم إلى أبد الآبدين.
دملا بامير: أعزّائي المُشاهدين، إنّ كلّ شيء مُسخرٌ للمؤمنين، ويكفي أن ندرك أنّ كلّ ما نراه من مخلوقات هي نعم أنعم الله بها لأجلنا، ولذلك يتعيّن علينا شكر الله تعالى على هذه النّعم. وقد أخبر سُبحانه بأنّ زيادة النعم تكون مع الشّكر فقال: " لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكُمْ".
أمره أجار: أعزّائي المُشاهدين وصلنا إلى نهاية حلقتنا لهذا الأسبوع، وسوف أكون معكم في الأسبوع القادم رفقة زميلتي دملا بامير في موضوع جديد.
وإلى أن نلتقيَ بإذن الله في الأسبوع القادم نستودعكم الله. نسأل الله تعالى أن يُنعم على كافة المُسلمين في العالم الإسلامي والعالم كلّه بالأمن والطّمأنينة، وأن يملأ هذا الأسبوع بالجمال والسّعادة. في أمان الله.