تجَنُّب الحسد

تتمثل بعض العوائق الرئيسية التي تقف أمام الاتحاد والإخاء بين الناس في الحسد، والتنافس، والعدائية.

أي تنافس يمكن أن يظهر بين المؤمنين نتيجة للجشع سيقلل المحبة في قلوبهم.

إبداء الحسد تجاه مسلم يعمل على نشر القيم الأخلاقية للقرآن، أو تجاه هذا الشخص باعتباره منافسًا، لا يُعدُّ تصرفًا يمكن صدوره عن مسلم حقيقي.

يجب على المرء تقديم الدعم، والشعور بالفخر من تصميم هذا الشخص، بدلًا من الشعور تجاهه بالحسد. وصف الداعية الإسلامي الشهير بديع الزمان سعيد النورسي في كتابه "مجموعة رسائل النور" كيف يجب على المؤمنين التصرف بأسلوب متناغم ومتكامل تجاه بعضهم البعض، بالضبط كتروس المصنع.

يُمكن الحصول في المصنع على المنتج المتقن الخالي من العيوب، عندما تعمل كل تروس ماكيناتِه في تناغم، داخل جو أبعد ما يكون عن التبارز. 

يجب على المؤمنين الذين يسعون جاهدين للقيام بالأعمال الميمونة لنيل رضا الله أن يعملوا بنفس روح الوفاق تلك.

يجب أن يجتهد الصادقون بدونِ النظر إلى النقائص أو العيوبِ في بعضهم البعض، بل يجب عليهم أيضًا تعويض العيوب الموجودة فيهم.

أكَّد الرسول أيضًا على القضاء على الغيرة، والحسد.

وأمر المؤمنين أن يُحبوا بعضهم البعض حبًا صادقًا، دون أن يخُصُّوا أنفسهم بالبحث عن منفعة، وألّا يغرسوا أفكار الكراهية، والغضب، والغيرة تجاه بعضهم البعض.

كان رسولنا صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة للمؤمنين في هذا الخصوص، وهو الموضوع الذي قام بتوجيه النصح والإرشاد في شأنه مرات عديدة، وإحدى الأمثلة على ذلك ما يلي:

 

"لاَ تَحَاسَدُوا وَلاَ تَنَاجَشُوا وَلاَ تَبَاغَضُوا وَلاَ تَدَابَرُوا وَلاَ يَبِعْ أَحَدُكُمْ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا".