مقتطف من محادثة حيَّة للسيد عدنان أوكتار بُثَّ على قناة A9TV بتاريخ 19 أغسطس/آب 2016
عدنان أوكتار: لا يستطيع المنافقون أن يجدوا الراحة بين الكافرين؛ لأنّهم عندما يكذبون يستخدم الكافرون أكاذيبهم ضدهم على الفور. بعبارة أخرى، يستهزئ الكافرون بهم على الفور. إلا أن المنافقين هم كائنات تكذب باستمرار وبإفراط، أو بعبارة أخرى: إنهم ضالّون، كما أنهم طائشون وعديمو الأخلاق. عندما يلقى الكافرون مثل هذه السلوكيات من المنافقين، فإنهم يحقرونهم ويضربونهم ويلعنونهم ويطردونهم. لذا، لا يستطيع المنافقون أن يعيشوا بين الكافرين. على سبيل المثال، لا يمكن أن يتسامح الكافرون مع كسل المنافقين، فيحطون من قدرهم على الفور. كما لا يمكن أن يتسامحوا أيضًا مع مكر الكافرين، بل يستهزئون بهم في الحال. يجد المنافقون راحتهم بين المسلمين. بعبارة أخرى، لا يستطيعون أن يحيوا حياة مريحة إلا بين المسلمين، حيث يمكنهم أن يكذبوا ويخدعوا بسهولة، لأنهم يدركون الحقيقة التي تشير إلى أن المسلمين سوف يعاملونهم بكل تواضع ومودة كي لا يكسروا قلوبهم أو يسيئوا إليهم. لذا، يسعى المنافقون لأن يستغلوا أدب المسلمين، أما هم أنفسهم، فلديهم سريرة ملوثة، لكنهم لا يبدون ما في صدورهم أبدًا.
إنهم يمتنعون عن العبادة عندما يختلون بأنفسهم، مما يعني أنهم لا يتعبدون في الأماكن البعيدة عن أنظار العامة، لكنهم يتعبدون في العلن. وعندما يكونون بين الكافرين، يوقع الكافرون بهم ويكشفونهم على الفور. لكن المؤمنين صبورون وعازمون على اجتذاب الآخرين؛ ولهذا السبب يعاملون المنافقين بلطف ورحمة واعتدال. لذا، يجد المنافقون العيش بين المسلمين أسهل. على سبيل المثال، عندما يحاول المنافقون أن يخدعوا الكافرين، يجعلهم الكافرون يعانون من أجل ذلك على الفور، لكن المؤمنين لا يريدون أن يكسروا قلوب المنافقين، رغم ذلك يبقون على أسلوبهم الحذِر. ويسعى المنافقون لأن يبقوا بين المسلمين لأطول فترة ممكنة؛ حتى يستفيدوا من أدب واحترام المسلمين، ولكن قلوبهم دائمًا مع الكافرين، كما أنهم أحيانًا ينشقون إلى جانب الكافرين. يقول الله تعالى في كتابه الكريم: "مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَٰلِكَ لَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ وَلَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ ۚ". إنهم في المنتصف، ويتحركون مثل بيادق الشطرنج إلى الجانب الذي يعتبرونه أقوى. بعبارة أخرى، إنهم يحاولون التصرف حسب الظروف. لا ينضم المنافقون إلى المشركين مباشرةً، كما يفضلون العزلة عادةً. بكلمات أخرى، لديهم طبيعة مريضة، كما أنهم مرضى نفسيون. ومن المؤكد أن الكافرين يلحظونهم عندما يرون نفس السمات الشخصية التي لديهم عند المنافقين، فالكافرون ليسوا دخلاء على مثل هذه الأشياء. على سبيل المثال، عندما يكتشفون نظرةً أو سلوكًا حقيرًا من المنافقين، يوقعون بهم على الفور، والمنافقون أنفسهم مدركون لهذه الحقيقة. ومن أجل هذا السبب، لا يمكن أن يجد المنافقون الراحة الحقيقية بين الكافرين على الإطلاق.