الحمض النووي DNA هو العنصر الوحيد الذي يبين كل مراحل الحياة و فيزيولوجيا كل أجسام الكائنات الحية ،فهو تسلسل خاص جدا يرمِّز البروتينات التي تؤدي هذه الوظائف الموجودة هناك أي ترمز محركات النانو.
أما الذي يجعل الحمض النووي مهما بهذه الدرجة هو أنه يحمل في داخله معلومات حول البروتينات التي تعتبر محركات صغيرة تشغل أعمال الجسم. وتوجد هذه المعلومات في الحمض النووي دون أي خلل، لكن دعاة نظرية التطور لا يعطون أي أهمية لهذه الحالة لأن وجود جميع البروتينات في الحمض النووي بشكل دقيق وعدم تقديمه أية معلومات خاطئة، وعدم تشكل أعضاء جديدة وأنسجة جديدة وكائنات حية جديدة وبروتينات جديدة وأنزيمات جديدة في شكل طفرات هي أشياء لا يرغب فيها أبدا دعاة نظرية التطور. هكذا إذن تمثل هذه الحالة ونقصد بها تكامل الحمض النووي واحدا من أهم النقاط المظلمة التي تحير نظرية التطور لأن الحمض النووي موجود في كل كائن حي، ويعمل طوال حياة ذلك الكائن الحي . فلو يقع أي خطأ يموت الكائن الحي.
مثال على ذلك يوجد الانسولين عند الانسان وعند كل كائن حي. ويتولى الانسولين وظيفة توازن نسبة السكر في الدم، فإذا انعدم مثل هذا البروتيين أو وقع فيه اي خلل يحدث في البداية مرض السكر ثم بعد ذلك يكون سببا في الموت. اما معلومة تسلسل الحامض الأميني التي توفر الأنسولين فهي موجودة في الحمض النووي. انظروا ، يهتم انسولين الانسان بتسلسل α (ألفا ) وتسلسل (β) بيتا المكونين من 50 ألف حامض أميني. فبعد أن يتم تحليل هذا الانسولين في الدم من قبل تسلسل β بيتا الموجود في الأمعاء يتم بعد ذلك إدراكه أثناء دورانه في الدم من قبل الخلايا الموجودة في دمنا ويتم تقييم سكر الدم بواسطة اخذه داخل السكر أي بأخذه داخل السكر الموجود في الدم.
غير أن هناك حاجة إلى جهاز استقبال يدرك الإنسولين حتى يتمكن من معرفة دوران الانسولين في الدم ومعرفة أي خلية . بمعنى حسب مزاعم نظرية التطور فإن أي بروتين حياتي مثل الانسولين يتشكل صدفة ، لنفكر بعد ذلك مثلا في جهاز الاستقبال الذي سيدرك هذا الانسولين فهو عبارة عن جهاز يقوم بالبث. فكما أن الانسولين هو البث الذي يتم القيام به من جهاز البث فإن هناك ايضا يوجد جهاز استقبال انسولين يلتقط هذا البث. لذلك فإن ذلك الجهاز الذي يلتقط البث الموجود في جهاز البث ويحوله إلى شاشاتنا في شكل صور يحتل في جسمنا وضعية مستقبل الأنسولين. فجهاز الاستقبال هذا يعني البروتين الذي يدرك الانسولين موجود في جدران الخلايا وتتكون السلسلة الواحدة من 713 حامض نووي وسلسلة أخرى من 627 حامض نووي. وتجتمع هذه الخلايا مع بعضها وتشكل أجهزة الاستقبال المتلقطة للأنسولين وتدركه عنده وصوله، وتتم الأوامر مع مجي الانسولين أي تبدأ الخلية في أخذ السكر غلى الداخل. إذن فآلية الحياة هذه هي من أجل توازن السكر الموجود في أجسامنا فقط. فهذا وماشباهه من انظمة يتم تنفيذها في كل لحظة وفي كل ثانية من اجل توزان جميع المواد الموجودة في الدم. بمعنى أن هناك حاجة كبيرة الى نظام حامض نووي دقيق يعمل كل في لحظة وفي كل ثانية لجميع الكائنات الحية الموجودة في الانسان وفي الكائنات الحية. فاذا انعدم وجود نظام الحمض النووي هذا أو وقع فيه أي اختلال تكون النتيجة هي الموت. كذلك نفس الشيء بالنسبة الى الزواحف والثدييات والطيور وفي كل الكائنات الحية.
يتم ترميز كل تفاصيل حياة الكائن الحي في الحمض النووي. وتبدأ أول خلية للكائن الحي من حالة البيضة الملقحة وتستمر الصفحات الموجودة في بطن الام طوال فترة الجنين، ثم بعد ذلك يتم تسجيل جميع احتياجات الجسم من فترة الولادة إلى لحظة الموت. يحدث هذا كله عند الانسان وذوات الخلايا الواحدة وكذلك عند الطيور بما فيها الفيروسات أيضا ، بمعنى إننا نحن أمام شفرة حمض نووي بشكل متكامل جدا وغير ناقص.
أريد أن اخبركم بتطور جديد وجد في هذا العام 2014. يهاجر أي بروتين مؤلف داخل الخلايا ويذهب إلى المكان الذي سيؤدي فيه وظيفته، لكنه كيف يذهب وكيف يتجه إلى المكان الذي يجب أن يذهب إليه، وكيف يسبح في الفراغ أي في الوسط المائي داخل الخلايا ، إنه فعلا لغز بيولوجي كبير وإلى حد الان لم يتم حله. لكن هناك بروتين خاص يسمى سيك أ يعرف المكان الذي ستهاجر إليه الخلية والتسلسل الخاص الموجود هناك ويعرف إلى أين يجب عليه ان يذهب. هذا البروتين يدفع البروتين باستمرار بواسطة هياكل شبيهة بالمكبس الموجود في السيارة أو شبيه بالمكبس الموجود في الرافعات لكن بعد التعرف على البروتين فإن علماء البيولوجيا المجهرية الذين يتابعون اليوم التطورات الموجودة داخل الخلية ووصول ذلك البروتين الى تلك الحالة واخذه بقوة الدفع الى المكان سيذهب اليه قد نجحوا في مراقبته خلال سنة 2014. والان فإن لم يكن هناك سيك أ مثلا داخل هذه البروتينات فإن البروتين المؤلف لن يذهب الى المكان الذي سيؤدي فيه وظيفته. وفي حالة عدم ذهابه فإن الكائن الحي سيتلقى ضربة كبيرة جدا ويموت. هذه تفاصيل مهمة جدا.
يقول منظروا التطور إن بروتين سيك أ ولعل مئات أو آلاف البروتينات توجد في نفس اللحظة وفي نفس المكان عن طريق الصدفة في المكان الذي ستؤدي فيها وظيفتها ويطرأ عليها التحول بشكل ما ويستمر الكائن الحي في البقاء على قيد الحياة . وهذه في الحقيقة مخادعة كبيرة وخطأ كبير جدا.
علماء التطور الذين لم يجدوا الادلة التي يريدونها في عالم الأحافير أي في علم المتحجرات إدعوا انهم وجدوا هذه الأدلة بواسطة بعض التشوهات في الحمض النووي DNA. يزعمون أن هناك تشابها بين الانسان وقرد الشامبانزي بنسبة 96% ، والحال أن الأبحاث التي أجريت بالنظر في التسلسل المرمز فقط تؤكد أن الحمض النووي للانسان يشبه أيضا في نفس الوقت الديدان بنسبة 75%. ويمكننا أن نرى كذلك تشابها كبيرا جدا بين الكائنات الحية فيما بينها إذا نظرنا فقط الى التسلسل المرمز. كل الكائنات الحية تمتلك نفس الحروف الأبجدية أي أربعة حروف. وهذا الحروف الأبجدية المكونة من نفس أسماء A,G,S T هي نفسها. والان إنه من الخطإ الكبير جدا الادعاء بالتطور الى شيء آخر بسبب تشابه ذلك الكائن الحي من خلال إبراز الحروف المشابهة داخل تلك لها نفس الحروف الأبجدية لأن الوظائف الأساسية والفروق الأساسية والاجراءات الاساية التي في الكائن الحي يتم توضيحها من قبل البروتينات وعندما ننظر إلى البروتينات المؤلفة بين الانسان وقرد الشامبانزي يتبين ان هناك تشابها بنسبة 29% فقط.
لذلك ففرق 70% هو فرق يجعل الانسان انسانا. ووفق نظرية التطور فإن الكائنات الحية التي تعيش في البحر خرجت إلى اليابسة وتوجب الأمر تكوين الثدييات. هذا ما تدعيه نظرية التطور الخرافية وانتاج الخيال المزعوم. لكننا لو ننظر فقط من خلال الحمض النووي فإننا لن نلمح أبدا أي طفرة أو ظهور بروتين جديد أو أنزيم جديد . لنفكر قليلا في جميع الانزيمات الموجودة في أجسامنا أو في النماذج الموجودة في النظام العصبي أو في نظام جهاز المناعة نرى أن أي مشكلة داخلها سيتسبب في مشاكل كبيرة جدا لدى الكائن الحي.
دعاة نظرية التطور هم فقط الذين يزعمون أن البروتينات الجديدة تتشكل عن طريق الطفرة، ثم تتحول بعد ذلك إلى كائنات حية أخرى. لكن لم يلمح أبدا في أي اختبار أجري في المخابر التحليلية ظهور أي أنزيم جديد أو أي بروتين جديد عن طريق الطفرة الأمر الذي شكل أحد النقاط المظلمة التي تنسف كامل نظرية التطور هذه.