في طريق العلم -5 الأحافير والأرض

سنقوم هذا الأسبوع في برنامج في طريق العلم بدراسة ماذا يوجد تحت الكرة الارضية التي نشئ عليها الأبنية ونطأ بأقدامنا عليها ابتداء من الحفريات انتهاء بجميع طبقات الكرة الارضية ، سندرس جميعها في هذا البرنامج. والآن سنبدأ برحلتنا على وجه الأرضية تجاه الطبقات السفلية للكرة الأرضية.

ومثلما ذكرت لكم فقد بدأنا بالنزول نحو أسفل الطبقات الأرضية. هناك كتلة ضخمة فوقنا، تعلمون جيدا ان الارض تتكون من طبقات ويبلغ طول الطبقة الواحدة حوالي 50 كلم. بإمكاننا ان نشبه هذا بتفاحة  حيث توجد كتلة صخرية بسمك قشرة التفاحة. ويبلغ اتساع القسم الصخري حوالي 50 كلم للكرة الارضية التي  نبني عليها المباني وندوس عليها بأقدامنا. ولها سوائل ستة تتكون من مواد منصهرة. كما يوجد لها أيضا مركز خاص مختلط بالنيكل والحديد ويشكل المجال المغناطيسي للأراضي الستة. نحن نزلنا قليلا  تحت أسفل الأرض. الشيء الذي أرد ان أظهره لكم هو الأحافير. انتبهوا وكأنه توجد جاذبية هنا ، و تبدو الكتل الصخرية المرصوفة فوق بعضها البعض في وضعية مريحة جدا. تشكل الأحافير في الأرض يكون بهذا الشكل. كما أن الأحافير تتشكل داخل هذه الطبقات.  سأقدم لكم مثالا على ذلك: يومنا هذا هو الصخور وكلما نزلنا نحو الأسفل يزداد العمر أي تتشكل الصخور القديمة تماما مثل قشرة الشجرة، ومع مرور الزمن تظهر طبقات صخرية جديدة بعضها فوق بعض. والآن لنأت إلى مسألة الاحافير ولنفكر في موت إحدى الكائنات الحية، ولنقل لو بقي جسده على هذه الطبقة فإنه على مدار الاف السنين ستتآكل بشكل عام الأجزاء الرخوة وتندثر لكن الذي سيبقى هو القسم الصلب وأقسامها الحجرية والتي تتحول الى بعد الى صخرية  كالعظم والأسنان والجمجمة والهيكل العظمي ، فعندما تكون في حالة ليونة مثلا تتغطى مع بعضها البعض عندما تكون في التراب ويغط بعضها على بعض بتشكل  طبقات جديدة مع مرور الزمن وتتكون مايسمى بردة الفعل عملية التحجر. هذه هي التي تسمى بـــــــــ       " التحفر"  . في بداية الامر تكون مرحلة الدفن في التراب وهي التي يطلق عليها اسم  " بيوستراتونومي" ، ثم تلي مرحلة الدفن مرحلة الضغط وتشكل ردة فعل عملية التحجر. هذه العملية كلها يطلق عليها اسم " التحفر" . وعندما نحفر في الأقسام السفلية تكون قد تشكلت ملايين الأحافير خلال تشكل الأقسام العلوية.

والان أريد أن أوضح لكم أن هناك فرقا جليا بين الطبقتين. يكون بين طبقات التحفر بمعنى أنه يوجد زمنان مختلفان بين الطبقتين. لذلك هناك زمن وحياة وجدت بين تلك الطبقة. فخلال تشكل الطبقة اي أثناء مجيء طبقة جديدة على الطبقة الموجودة في الاسفل نرى ان جميع العظام التي في تلك الطبقة قد تحجرت وتحفرت. يمكنني الان أن أريكم  عن قرب أكثر مابين الطبقات: مثلما ترون يمكننا القول عن هذا ان هناك شريحتين زمنيتين مختلفنين من حيث الكثافة واللون. وهكذا فنحن نرى الكائنات في هذه الشريحة الزمنية المختلفة، حيث يكون عمر جميعها مختلفا.

حين كتب داروين سنة 1859 كتابه المسمى " أصل الانواع"  قال في الفصل المعنون بصعوبات النظرية: " إذا كانت نظرية صحيحة فإنه يجب أن تكون هناك  مرحلة انتقالية لا يمكن اعتبارها". ويقول إن يجب ان تكون هذه الاحافير بمقادير لا تحصى في طبقة الأرض لا يمكن اعتبارها. ويواصل داروين قائلا :فإذا لم يتمكن من إيجادها فستظل اكبر تشكل اعتراض مستمر ضد نظريتي هذه. ونحن ايضا نعترض على داروين. من يعرف فقد تكون هناك عدة ملايين أحفورة في هذه الطبقات الصخرية. ونحن نقول إن نظرية داروين خاطئة وان علم المتحجرات وعلم الحيوان وجميع الاحافير الموجودة داخل هذه الطبقات تفند بشكل واضح هذه النظرية.

تبدأ مغامرة الأحافير بالماء الجاري لأن عملية التحفر تعني التحجر وتشكل الحجر. وتتم عملية نقل المواد التي تشكل التحجر من قبل الماء الجاري. هذه المواد ضرورية جدا من تشكل فترة التوحد الاساسية المشكلة لهذه الكتل الصخرية الموجودة على سطح الأرض. فالكتل التي مازالت الى حد الان في حالة طينية او تلك التي هي في حالة ترابية وكذلك هطول المواد المكونة للصخر وتجمعها مثل الكلسيوم المسمى "بالسديمنت"، و الحديد والاليمنيوم والاوكسيد والاوكسيد الحيديدي،  الكبريت الحديدي، والبريت، والكالسيت ومابقي من الكائنات الحية هناك تتحجر مع الزمن وتكون سببا في التحفر.

فإن لم توجد بقايا كائنات حية فإن الصخرة المسطحة تكون سببا لتشكل نفسها ومع مرور الزمن تتجمع فوق بعضها البعض وتخرج الطبقات الصخرية المقابلة لنا والاحافير التي بين الصخور . وهكذا تكون مغامرة الأحافير بهذا الشكل.

تتحق اذن عملية الترسب في نهاية رحلة مواد السديمنت المشكل للأحافير  وتتشكل بعدها الأحافير والأحجار. وتنقسم الأحجار التي تضم في داخلها أحافير إلى أربعة انواع: الحجر الرملي، وحجر الصلصال، والحجر الكلسي، والحجر الطيني. انهيار هذه الاحجار أي ترسبها تتجمع عدة عناصر على كل انهيار وبعدها تتحول الى كتلة وتشد بقية الطبقات الموجود على هذه الكتل على بعضها مع مرور الزمن بواسطة القيام بالضغظ فتنتج عليها هذه الأشكال التي نراها في زمننا الراهن.  هناك أنواع عديدة من الصخور ونحن نرى لها ألوانا أيضا. مايوجد في داخلها شيء عجيب جدا. لقد أخفوا الأحافير التي كانت سببا في ولادة علم المتحجرات في القرنين 19 و20 م. وهذه نعمة تقدم في شكل أداة  إلى المؤمنين حتى يتم شرح وتناول اسم الله تعالى في هذه القرون. 

واليوم لدينا مئات الملايين من الأحافير. وهذه الأحافير تخبرنا بشكل جلي أن نظرية التطور لم تعد صالحة البتة. فعندما ندرس كل أحفور نجده يبرز وجود جسد كامل دون قصور ولا نقص في الخصائص المتعلقة بذلك الكائن الحي.  هذا الأمر يعرض امام اعيننا مدى خطإ نظرية دراوين وفكرة هذا الظهور المفاجي والمتكامل وغير الناقص.

والآن أريد أن أبرز لكم عملية حفر أحفور.  كيف يخرج الأحفور من بين الأحجار؟ انظروا يوجد هنا أحفور كنا قد وجدناه قبل قليل. هذا كائن حي صدفي. سأقرب الصورة اكثر حتى أريكم. هذا احفور يعود إلى كائن حي بحري صدفي. تمر هنا كلمة الصدفيات. هذه الكائنات لينة لها صدفة وليس  لها عمود فقري. توجد كثافة شديدة لأن هناك صدفة صلبة جدا وتحتوي على الكالسيوم. انظروا هذا الأحفور يوجد دائما بين كل طبقة. انتم ترون هنا طبقة مغطاة بغطاء نباتي علوي هنا ويوجد في مكان تحيط به الجبال الضخمة جدا. هذا المكان هو كتلة حجرية ويجد العديد من الأحافير الأخرى قريبة للأحفور الذي أخرجته قبل قليل في هذه الكتلة. ومثلما رأيتم يوجد في القسم السفلي ، ويوجد قليل في القسم الأيسر، حتى أنه يوجد بشكل قليل في القسم العلوي. 

طبعا هذه نماذج صغيرة ولكن باعتبار النتيجة  بإمكاننا العثور على أحفور حتى من الأشخاص الذين خرجوا في نزهة . هذه  الأحافير واضح انها لم يعتريها أي تغيير أبدا في الكائنات الحية التي تبرز خلق الله تعالى. يمكننا أيضا العثور على أدلة خلق الله تعالى حتى في مكان موجود في سفوح الجبال أو ختى في مكان داخل أي مدينة عادية.