بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم 

أسماء الله الحسنى

من الذين خلقنا ؟ من وهبنا هذه البنية السوية، من أعطى العينين لونها وللشعر صبغة.. وللبشرة شكلها؟ من خلق الإنسان في أحسن تقويم .

من خلق بقية الاشياء ؟ السموات والأرض  وما بينهما من كائنات..

من أوجد الكواكب السيارة ، والمجموعة الشمسية والنجوم في أعماق الفضاء؟

يجيب أكثر الناس الجواب نفسه لهذا السؤال: (الله سبحانه وتعالى هو الخالق).

وبلا شك هذا هو الجواب الصحيح لهذه الأسئلة؟

فإذاً..

على أي مدى نعرف الله سبحانه الذي خلقنا وخلق الكائنات كلّها حتى أصغر ذرة في هذا الوجود؟.

هذه الحلقة التي نتابعها، يظهر لنا بما بينه القرآن الكريم من صفات ربنا الذي هو أقرب إلينا من حبل الوريد .

غاية هذه الحلقة أن نقدّر الله القدير سبحانه وتعالى حق قدره وأن نتقرب منه سبحانه وتعالى ..

الأول

{هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم} (سورة الحديد)

هل لهذا الوجود بداية؟ .. تبحث البشرية عن جواب لهذا السؤال طيلة القرون الماضية ..

إن لهذا النظام الرائع للكون خالقاً، بهذا يعتقد من آمن من البشر، ويضدقون أن له بداية..

فقط قسم من البشر ممن لا يعتقدون بوجود خالق ، لا يقبلون أن يكون لهذا الوجود خالق بادعائهم بقدم هذا الوجود وأنه باق إلى الأبد.

وقد بين ما توصل إليه العلمُ اليومَ إذ قدّم أدلة بأن هؤلاء في ضلال مبين لقد ذكرت نظريات عديدة عن تشكل هذا الكون ولكن اتفقت الأوساط العلمية على نقطة واحدة ، لأن اكتشاف العلم القريبة أعطت تفسيراً لذاك الموقف..

في عام 1929 تقرر بأن الكون في اتساع مستمر.

استنتج (أدوين هوبل ) (Edwin Hubble) نتيجة مهمة بعد ذلك : لو أردنا الزمان عكساًً..

فنصل إلى نتيجة هي: إن هذا الزمان حسب مفهومة في الوجود والذي يضيق سيصل حتماً إلى نقطة البدء وحده، يعني : قد تشكلت صورتها من انفجار هائل.

وبكلمة مختصرة عنده الكائنات والكون له بداية. وهذا يدلنا على أن لها خالقاً أزلياً وأنه هو الذي أوجدها، ومالك القدرة اللامتناهية هو الله سبحانه وتعالى أوجد الأحياء – الكواكب السيارة والمجرات.

وحده هو كامل – قبل أن يخلق الوجود، وقبل أن يوجد الزمان ، لأنه وحده هو الأول.

ويمكن أن نتخيل أن الكون الواسع تحت الضغط يتقلص كنجمة..

العدل (العادل ويأمر بالعدل)

{يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى، واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون} (المائدة: 8).

إن الله سبحانه خير من يعدل، أحاط علمه بكل الوجود، وسيري عباده عدالته في الدنيا والآخرة، يعلم يقيناً كل شيء، ويعلم ظاهر الشيء وباطنه، وقد أحاط بكل شيء علماً فهو الحكم العادل.

سيقوّم لكل إنسان عمله مدى عمره عدالة الله المطلقة يوم القيامة.

أعلمنا الله سبحانه في القرآن الكريم : أنه لن يبقى ظلم الظالمين بلا جزاء، وسيجازى الإحسان بالإحسان ولو كانت كلمة طيبة. لا يستوي الطيب والخبيث عند الله إذ يحكم بالعدل بينهما.

والآخرة : هي الدار التي ستظهر فيها عدالة الله المطلقة وتجلياتها، وهو بلا شك لا ينسى أي شيء وهو أصدق من وَعَد ، سيلاقي كل إنسان بلا استثناء ما عمله في الدنيا غداً. وهكذا ..

فمن عمل السيئات في الدنيا سيتحمل تبعاتها. ومن آمن بالله وعمل صالحاً سيلاقي أحسن الجزاء وأوفاه من الله سبحانه.

العفو (كثير العفو)

{إن تبدوا خيرأً أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فإن الله كان عفواً قديراً}ْ (النساء: 149)

إن الإنسان حسب تكوينه، عنده استعداد لأن يرتكب السيئات، ويمكن بتفكيره القاصر في كثير من الأمور كل لحظة أن يتخذ قراراً خاطئاً، وينشر بحثاً خاطئاً ، الله الذي خلقه فقط يعلم هذا الضعف منه ويعفو عن سيئاته، ولو لم يعف عنها لكان دخول الجنة مستحيلاً..

علينا ألا ننسى أنه يعفو عن عباده المخلصين. المهم أن يكون الإنسان مخلصاً مظهراً عجزه، فيتوب إلى الله خالقه، إذا أناب الناس إلى الله خالقهم فإنه يعفو عن الخطيئات ويصفح عنهم وقد بينت آية من القرآن الكريم هذه الحقيقة:

{إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله غفوراً رحيماً} (سورة النساء17).

العليم (بكل شيء عليم)

{إن الله عالم غيب السموات والأرض إنه عليم بذات الصدور} (فاطر1/3)

عندهم علم السموات والأرض وما بينهما من الأحياء وبقية الكائنات. وعلم ما يتعلق بها وما يحدث عنها، لأن الله خالق كل شيء وعلمه سبحانه مطلق بلا حدود، بالإضافة عنده علم ما يحصل على الإنسان من حياة أو موت، ويعلم عدد ما يسقط من الأوراق عن أي شجرة من الأرض، وفي الوقت ذاته يعلم عدد ما تحويه مليارات المجرات من مليارات النجوم وخوصية كل نجم ويعلم عدد ما لا يمكن أن يحصى من النجوم، وربنا يعلم ما يقع من أعمال البشر في الدنيا ويعلم ما في ما في الشيفرات الهوائية في نواة خلايا مليارات الناس والحيوان والنبات على الأرض ..

وهكذا ..

أخبرتنا آية من القرآن الكريم :

{وعندنا مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين} (سورة الإنعام 59).

وما يفعله سراً أو جهراً، إسحاساته الباطنية، تفكيراته، اضطراباته النفسية .. وما يظن الإنسان أنه في خلوه وأنه يملك أسراراً لا يطلع عليها أحد، ومشاعره وعواطفه الداخلية هو عين الخطأ ، فالله مطلع على ذلك كله، كما يعلم ظهار الإنسان وباطنه، كما يعلم أماكن وجود الكائنات وأسراراها، ويحكم على ذلك.

العظيم (ذو العظيمة والكبرياء)

{له ما في السموات وما في الأرض وهو العلي العظيم}(الشورى4).

عظمة الله وعلو شأنه أعظم بكثير من قوة الإنسان المحدودة، والإنسان بذاته يستطيع بعقله ولو كان محدوداً أن يدرك شيئاً من عظمة الله وقدرته ويفهمها، لأن الموجودات مليئة بالدلائل الكثيرة على هذه العظمة الإلهية. ولو فكر بعمق إحساسه الباطني فقط لكان كافياً على انه سبحانه هو الكبير المتعال.

تحمل السما أطناناً من الغيوم، الجمال تمتد إلىآلاف الأمتار، البحار تحتوي على ملاين الأنواع من الكائنات، والغابات... كل هذا وما لم يحصى من أعداد.. كلها دلائل واضحة على عظمة الله تعالى..

هذا هو الإنسان بتفكيره دقيقة أو اثنتين يميز عبوديته لله الخالق، خالقنا وخالق مليارات النجوم مليارات المجرات وأنها تحت مراقبة الله وضبطه.

البارئ: (الخالق الموجد بدون نقصان)

هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم. (الحشر24).

التناسب والتوازن لكل شيء في هذا الكون الي نحن فيه ..

وكلما تقدمت البحوث العلمية في هذا المجال أظهرت دقائق تؤكد هذه الحقيقة لم تكن معروفة من قبل.

لكل مخلوق أسلوب حياة ونمط موجود، والذي هو من إبداع عليم خبير، وقد أوجده العليم بصورة تأخذ بالألباب، فكل جسم في الوجود، ومليارات الكائنات الحية فوق الأرض يستمر على وجوده في وسط ملائم يتكيف فيه ويستمر على شكله ذاته دون أن يتبدل أو يتغير ما خلق في الطيبعة منذ ملايين السنين. إنهذا التناسب المدهش والتلاؤم لكل جسم في الوجود ولكل كائن حي فوق الأرض لهو دليل واضح على أنه من خلق الله وصنعته.

الجبار

{هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون} (سوره الحشر 23).

التكبر على الله أعظم ذنب من الناس تجاه خالقهم ، وغرورهم بغيره سبحانه وذلك نتيجة دواعٍ نفسيرة بانهم وجود لا علاقة له بالرب وظنهم المريب بذلك ولو انه وقف قليلاً وتفكر برهة لعلم وارتاحت نفسه أنه ما جاء إلى الوجود برغبته، وحتى تبلغ حياته نهايته؟ وأنه لا يملك أية خصوصية لوجوده، وأنه ما اختار لنفسه معطياتها وخصوصياتها، هذه الحقائق وأمثالها تجعل الإنسان ألا يتكبر على خالقه وتربه ادعاءه بالعظمة والتكبر غير منطقي أبداً. مع أنه عليه أن يعرف أن الله خالقه قد أوجده من العدم وكل شيء وأنه هو العظيم وحده بالإضافة أنه لو أراد أن يمنع من النعمة التي وهبها له. وعليه ألا ينسى ما مخلوق حيّ إلا وسيموت ، وأن يسلّم بأن الله هو ا لباقي وأنه هو الاواحد، وأنه هو القادر الجبار على أن يجعل كل من يتكبر عليه خاضعاً لإرادته رغم أنفه.

الحق (الثابت الذي لا يتغير ولا يتبدل)

{ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل وأن الله هو العلي الكبير) (لقمان 30).

الزمان والمكان ، الأحياء والجمادات، وأمثالها كلها مفاهيم مخلوقة.

قبل أن يوجد الزمان والمكان خلقت المادة، ومن عالم المادة تلك حصل مفهوم الزمان والمكان.

سنصل إلى حد للزمان وإذا رجعنا لخلف ولن نجتاز ما بعد ذلك الحد وأقدم تعبير نستخدمه لهذا لحظة الخلق الحد أثبته العلم الحديث أنه من لحظة ابتدا الخلق 10 430 ثانية، ويعرّف قبل ذلك زمان ولا مكان.

يبرز إلينا حقيقة مفهومي الزمان والمكان وأن الإنسان محدد بهما وصار من الواضح أنهما خلقا في لحظة فلم يكون موجوداً الزمان والمكان قبل هذا الخلق. لذلك فالله الذي خلق هذا الوجود بائن عن خلقه ويتنزه عن الصفات التي تتحدد بها مخلوقاته وهو الوجود الحق لا يتبدل ولا يتغير ، وجود غير سبحانه – قد صل بقوله /كن، فكان .

القهار (يغلب ويحكم كل شيء ويقهره كما يريد)

{يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار} (إبراهيم 48).

كما أنه اله يُسعد القلوب أو يزيل البأساء عنها فهو قادر على أن يأخذ الناس بعذاب كبير.. وفي القرآن أمثلة تذكر عن هلاك أقوام كثيرة بعذاب من عند الله ، تلك الأقوام التي تكبرت على الله خالقها قد أخذت بغتة وأزيلت بالعقوبات التي صُبّت عليهم من حيث لا يشعرون، وهذه نتيجة تقابل الأعمال التي عملوها في الدنيا فقط . والحق أن هذه لمن لا يرجوا رحمة الله الواسعة ، ولا يقدر الله حق قدره ، وينكر النعم التي وهبها له فيسعى على الأرض فساداً، ولهم في الآخرة عذاب مستمر أبداً.

القدوس: (المنزه عن الغفلة ، عن كل نقص والبعيد عن التقصيرة والأخطاء).

{يسبح لله ما في السموات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم} (الجمعة1).

الواحد هو الذي خلق ما على الأرض وما على السماء وما في الفضاء والممتد الواسع، وما تحت الأرض وما في باطنهاو ويرجع إلى الله مما يمكن أن يراه الإنسان من قانون أو تلاؤم في الوجود، وتخضع له أيضاً كل العوالم التي لا يستطيع الإنسان أن يراها أو يدركها .

آية في القرآن الكريم تقول:

{إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده } (فاطر 41) وتقرر أنه ربنا يجعل كل الكائنات قائمة وموجودة بإرادته.

الإنسان عبدٌ لله ، عاجز ، خطاء، ناسٍ ينحرف ويغفل . والناس (جسماً وروحاً) في عجز ضعف يضطرون لأن يهتموا بأبدانهم مدى الحياة، فلو أتعبوا أبدانهم بالأعمال فوق ما يستطيعون، وأمضوا أياماً بلا نوم، وأبقوا أجسامهم بلا ماء ولو يوماً واحداً لشعروا أنهم في موقف الضعف وأنهم عاجون جدا.

هذه وأمثالها قد أوجدت لتخص فك رالإنسان وذهنه فيأخذ العبرة منها. والله الذي خلقها له الأسماء الحسنى منزه كلياً عنها وعن كل نقص.

مالك الملك (مالك كل موجود وصاحبه المطلق)

{قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير }(آل عمران26).

لكل شيء ترونه حولكم من مكان وجودكم في هذه اللحظة مالك ، الكرسي الذي تجلسون عليه يتكون من ذرات أوجده الخالق الزهرة التي في المزهرية قائمة بما هيأ لها صاحبها من شمس وماء مالكهما، والبحر الذي يرى من النافذة وما يحويه من الأحياء تعيش وتوجد هناك كما أراد مالكها وصاحبها مالك كل هذه الأشياء والموجودات هو الله رب العالمين حتى أجسامنا تحت تصر مالكنا .. كل خلية من خلايانا أثر من علم الله المالك الأعظم وما كانت هذه المعدودات قد تصور نوها من قبل وأوجدتموها من بعدُ.

حين فتحتم أعينكم على الدنيا ولضعف أبدانكم ، ولضعف دنياكم التي وجدتم فيها أيضاً ولضعف كل ما قابلتم من الموجودات شعرتم أنكم ما تملكتموها من قبل ولا تستطيعون أن تمتلكوها من بعدُ. عند ذلك : ملك كل شيء لخالقنا حقيقةٌن يعني كل شيء لله سبحانه وتعالى وهو مالكه..

الرحمن الرحيم (من يرحمُ ويجزي بأفضل لمن يشكره على نعمه)

{هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم} (الحشر22).

تتجلى رحمته التي وسعت كل شيء ولطفه بنعمه التي ترى والتي لا تُرى وتدوم حياة الإنسان بالنعم التي ترى والتي لا ترى إذ وسعت رحمته سبحانه كل شيء.

نموذج ذلك : الله يخرج ملايين البذور في التراب كل يوم وتغطي ويخفى برحمته تلكالحرارة العظمة وكتلتها التي تبلغ درجة حرارتها (4500) درجة. بالقتراب الخصب. وينز من السماء بالأطنان ماءاً زلالاً ويرزق الكائنات الحية التي تزيد على المليارات على وجه الأرض .. ويمدنا في كل حين بالأوكسجين الذي يملأ رئاتنا ويحيطنا ويحيط مخلوقاته بنعم لا تحصى.

هو الله الذي خلق الخلية الإنسانية ولاتي تربوا في أجادنا على مئة تريليون خلية ويخصص لكل خلية وظيفتها التي تختلف عن خصائص الأخرى، وأبقى في داخلها معلومات لو كتبت احتاجت إلى مليون صفحة من الورق منها (O N A) المورثات وغير صالحاً هو أصغر من مليمتر واحد فيحتوي على السمن والبروتين وذرات الماء التي يستخدمها الإناسن أسباب وجوده واستمرار بقائه.

والإنسان من حيث تشكله في رحم أمه إلى إعادته تراباً يعترف بما أنعم الله عليه وأن يعيش بها آمن أو لم يؤمن فقد أو خضع للخالق فهو المؤمن ، ومن جحد ولم يشكر فهذا يولي وجهه عن خالقه، ومع ذلك فإن الله باسمه الرحمن يتجلى عليهم بأفضل صورة وأكمل وجه. وغير المؤمن وإن كان يستفيد من نعم الله كتنفسه من الهواء ظاهر وغير ظاهر ينكر لله فضله الذي يمده بالأولداد ويملكه البيوت الفخحة وغيرها، ويرزقهم وإياهم ويمدهم بالصحة بالقوة وبالجمال وهذا من تجلة صفة الرحمن سبحانه، يذكر الله غير المؤمنين بالنعم علّهم أن يرجعوا إلى اله بتفكير وعقلانية فيشكروا بذلك، عليهم ألا ينسوا أن الذي يولون وجوههم عن الخالق سيأخذون من نعم الله في الدنيا فقط. لأن نعم الله كلياً ستكون لمن يتوجهون إلى الله ويبحثون عن رضاه ويشكرونه وهذا من تجلي الله باسم الرحيم وصفته سبحانه وتعالى.

الرزاق: (يرزق الناس وينعم عليهم بنعم حمة مفيدة)

{إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين} (الذارايات 58).

يرأف الله بعباده ويرحمهم قد جعل لهم النعم التي لا تحصى. حين يلقي الإنسان بذرة في الأض ، تصبح مخضرة تعطي محصولاً وفيرة وسنابل عديدة منها الأصفر والأحمر والأخضر، وتخرج الفواكه العضة والثمار بلذاتها وألوانها المختلفة وكذلك البحر الذي يحتو على لحوم السمك الطرية الطيبة المذاق.

قد أنعم الله للإنسان هذه كلها فهو الرزاق وحده.وما عددناه من النعم هو للإنسان مدى الحياة الدنيا ولكن هناك أجمل منها وأحسن في الجنة للمؤمنين كما تقول الآية الكريمة من سورة السجدة (أفلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون) (الآية17) يشد الأبناء بهذه الآية إلى النعم الفائقة في الجنة .

الشافي: (يشفي ويعطي الشفاء)

{وغذا مرضت فهو يشفين (الشعراء : 80).

إن لحظات ضعف الإنسان واحتاجاته تظهر للعيان دون شك عندما تظهر أوقات المرض. ومن حكمته ليرى الإنسان ضعفه قد أوجد مئات الأمراض والعلل. وكل مرض يثر على الشخص بدنياً أو روحياً يختلف عن الآخر.

ولكنه دليل على أنه مخلوق لحكمة دالة على ضعفه، فالفيروس الذي لا يرى بالعين المجردة يوقع الإنسان في حالة لا يكاد يعرف فيهاز وكذلك الجرثوم الذي يدخل الجسد ولا يعرف ماهيته..

هذا أوضح دليل على قدرة الله .. وكذلك التجارب والأبحاث المستمرة لرفع فيروس وحد من الوسط الحياتي تضع أمام الأعين بساط بحث على أن الله هو الأعلى .

خلق أسباب المرض هو الذي يزيل ها المرض فقط وهو الله سبحانه إذ يتجلى باسمه الشافي إذا اراد الشفاء. ولن لم يرد فلو اجتمع أطباء الدنيا ومعهم جميع الأجهزة  العلمية وآخر ما اكتشف من الدواء على مرض لما استطاعوا شفاءه . وما استعمل من الأدوية إن هو إلا وسيلة من إحدى الوسائل فإذا أراد الشافي هيأ المريض للدواء المناسب، وإذا لم يأذن بالشفاء فقد يكون أي مرض بسيط سبباً للموت.

ينبغي على الإنسان أن يظهر عجزه ويرجو العون من قدرة اله المطلق وأن يدعو ليكشف ما به من ضر فلا تنسوا أنه لا ولي ولا معين لأحد غير الله تعالى.

التواب: (يقبل التوبة ويعفو عن السيئات)

{إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم} (البقرة 162).

للإنسان نفسي يمكن لها أن تخطيئ وترتكب السيئات وتقع في الضعف كل لحظة، وله عدو يسوقه إلى العصيان ويدفعه بالوساوس إلى الذنوب في كل وقت وهو الشيطان..

ولكن هناك وسيلة واحدة للخلاص من المعاصي وطريق واحد لا غيره: هو التوبة فقط كما قلنا سابقاً يتعرض الإنسان إلى المعاصي ويرتكب الذنوب أو يقع فريسة للوساوس ومهما كان الخطأ عظيماً والذنب كبيراً فإن هناك طريقاً للعودة والمآب (طريق التوبة).

إذ يقبل الله سبحانه من رجع إلى الله صادقاً مخلصاً، نادماً على عمله ، ويصفح عنه وعلى المرء ألا ييأس من عفو الله ويقنط من رحمته سبحانه وتعالى مهما كانت ذنوبه وماضيه.

الولي : (حبيب عباد الصالحين)

{الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} (البقرة: 257).

للمؤمن ولي صادق في الدنيا والآخرة ، لا يترك هذا الحبيب إياه أبداً . هو معه في كل صعوبة يعينه، من ولادته إلى مماته هو بصحبته . يحفظه من أعدائه ، مؤتمن عنده، ينعم عليه بلا مقابل دائماً بلا شك هذا الولي لا شريك له : هو الله سبحانه.

إنالله يثق بالمؤمنين أقرب ولي إليهم، يطهرهم من جميع المعاصي والتقصير. يهجم حياة طيبة في الدنيا ويسعدهم في الآخرة بنعيم لا حدود له.

بينما الغافل في بحث مستمر طوال حياته عمّن يكشف ضره من إنسان أو قوة، في بحثه هذا ينسى خالقه ، وينسى من يحفظ له أسباب الحياة ينسى ذا القوة العظمى القادر على كل شيء.

ويتخذ صديقاً لا يدله إلا أن يستزيد من السوء في الحياة. ويحول بينه وبين أن يحصل على نصيب له في الجنة، ذلك الصديق يسمى الشيطان.هذا هو الطريق: بداية النهاية، مدخل في ظلمات الدنيا:

من يؤمن بالله وكان صادقاً يعش في حياة خيرة لا حزن فيها وعزة مستمرة وشرف دائم إذ وعد الله بالنجاة والفوز، وقد أعد أحسن الثواب يوم القيامة ، فالله هو الولي الوحيد للمؤمنين في الدنيا والآخرة.

{هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم. هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون هوالله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم} (الحشر 22-24).