التناغم في الكون

المُقدم:

كشفت الأبحاث العلمية أن بناءً غاية في الدقة الحسابية والتفاصيل يسود الكون الذي نعيش فيه. تتأصل الكثير من الأشياء، المرئية وغير المرئية من لزوجة الماء إلى سرعة الضوء ومن بنية الذرة إلى الجاذبية الأرضية، من تلك الخاصية في الكون.

يصف العالم الشهير ألبرت أينشتاين ذلك التناغم الواضح في كل شيء يُحيط بنا بأنه عظمة السبب المؤدي إلى فرضية التكوين الفيزيائي للكون.  يتصور بعض العلماء أن ذلك البناء الكوني الرائع ناتج عن علاقة سبب ونتيجة تطورت على مر الزمان.

يعتمد تمثيل الحياة والموجودات المادية على أساس علاقة السبب والنتيجة على تفاعل المادة في الزمن. على الرغم من وجود وقت لم يكن هناك مادة ولا طاقة ولا حتى زمن.  يواجه بعض العلماء اليوم صعوبات وتحديات كبيرة لعدم استطاعتهم تحديد سبب أية مادة حتى تلك اللحظة. نقطة بداية الكون هي السبب وراء تلك الصعوبة، الانفجار العظيم أو ما يسمى بالبيج بانج.

وصلت الفيزياء الفلكية إلى تعريف استنتاجي وهو أن الكون أجمع نشأ في لحظة صفرية عن طريق انفجار ضخم، أثبتت نظرية الانفجار الأعظم "بيج بانج" أن الكون نشأ من انفجار نقطة أحادية في اللا شيء. حقيقة وجود شمس لتدفئة الأرض بدون إحراقها ووجود ماء يعمل كمنظم حرارة دقيق على سطح الأرض يصبح ممكنًا ببنية النواة الحالية.

حُددت تلك البنية للنواة في اللحظات الأولى من الانفجار لتمثيل بداية الكون. بمعنى آخر، حُددت كل الخصائص الفيزيائية والكيميائية للماء منذ زمن بعيد قبل وجود الأرض والمخلوقات عليها. وفي تلك الحالة، يمكن القول أن قوانين الفيزياء والحياة وكل المخلوقات والبشر هم جزء من مخطط تسير عليه الخليقة.

في كتاب "القوى الخارقة" يقول بروفيسور الفيزياء الأمريكي "باول ديفيس":

"إذا كان من الممكن لأحسن العقول في العالم أن تكشف بصعوبة تفاصيل كيف تعمل الطبيعة، كيف يكون ممكنًا أن تعمل تلك الأشياء بشكل حادثة غير منطقية أو نتاج فرصة عمياء؟ "(باول ديفيس، القوى الخارقة، صفحة 235-236).

تعتقد الدوائر العلمية الآن أن للكون غرض بشري. وعلى هذا الأساس، فإن الكون لم يُخلق بلا غاية. للكون غاية. خلقت جميع الاتزانات الفيزيائية في الكون بحساسية تلائم الحياة البشرية. لكل تفصيلة في الكون غرض متعلق بالحياة البشرية. يعتبر ذلك دليلًا على عظمة الخالق الذي خلق كل تفصيلة في الكون. الخالق هو الله، ملك كل شيء. يقول الله في الآية:

(وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ

فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ) (سورة الأنعام – 59).

أنت على وشك أن تشاهد في ذلك الفيلم مثالًا على التناغم المحكم في الكون، والشاهد على إبداع خلق الله.

خُلق الكون ليُلائم حياة البشر

تكشف كل التحقيقات والأبحاث في ميدان العلم أن الكون الذي نحيا فيه له بنية منطقية وقابلة للقياس والحساب.

تم وصف كل الخواص المثالية، من لزوجة الماء إلى الجهاز العصبي، سواء كنا ندركه أو لا ندركه، بمصطلح "عقلانية/منطقية الكون".

أخذ آينشتاين فرضية العقلانية بالعلم كفرض مُسبق لشرح الوضع الحالي للكون:

 

"كل من مر بالتجربة العميقة للتطور الناجح في هذا المجال، يشعر بإجلال عميق للعقلانية الواضحة في الكون، وعظمة العقل المتجسدة في الوجود" (ألبرت آينشتاين، العلم، الفلسفة، والدين، ندوة).

 

لم يُخلق الكون بدون سبب، خُلق لغاية.

جميع التوازنات الفيزيائية في الكون تم ضبطها بدقة للحياة.

كل تفصيلة في الكون خُلقت لغرض يخص الحياة.

يقول الله تعالى في إحدى الآيات إنه ملك كل شيء:

 

(الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا) (سورة الفرقان – الآية 2).

 

للكون قوانين غير قابلة للتغيير ولها تأثير على كل الكائنات الحية وغير الحية.

مثل الكائنات الحية التي تسكنه، تدل تلك القوانين غير المتغيرة على خلق الكون بإحكام ودقة.

تظهر لنا تلك العلامات، والتي صارت اليوم مصدر اهتمام الفيزيائيين، على هيئة قوانين تحكم حياة المواد.

الكثير من القوانين التي يعتبرها الناس "قوانين الفيزياء" ويعتبرونها عادية ليست إلا إثباتًا على دقة خلق الله.

ظهرت كل تلك التفاصيل بعد الانفجار الأعظم والذي أدى للهيئة التي يأخذها الكون اليوم.

يُشير العالم العلمي إلى تلك التفاصيل باسم "ثوابت الطبيعة".

عدد الذرات وكل جزيئاتها الفرعية في الكون، النسبة بين كتلة الإلكترون والبروتون، الشحنة الكهربية للبروتون والإلكترون أو سرعة الضوء هي كلها بعض من ثوابت الطبيعة.

وجود كل تلك الأشياء بنسب محددة تسمح للغاز الأصلي بالتكثف إلى سديم ونجوم، والتي تأتي في النهاية لتثير كوكبنا، هي حقيقة علمية.

وأي تغيير طفيف في تلك الثوابت قد يعني أن النظام في الكون سوف يختل، وربما لما وجدنا.

 

 

يقوم العلماء باكتشاف العقلية السامية التي تتخلل الكون

د.سير جون إيكلس

(عالم وظائف الأعصاب، حصل على الدكتوراه في الفلسفة من جامعة أكسفورد، حصل على جائزة نوبل في الطب عام 1963).

"إذا كنت لا تؤمن بالغاية والتصميم، سيكون بمقدورك حينها أن تجادل أنها صدفة وضرورة. ولكنه من الغباء أن تكون موجود من قبيل الصدفة والضرورة، كل الحياة والبشر جزء من خطة نشأة الحياة". (هنري مارجينو وروي أ.فارغيسي،  سيرة الكون، ثيوس، 1992).

 

أهمية الاحتكاك

المُقدم: في أغلب الظن أنك فكرت كثيرًا في الاحتكاك، الذي نواجهه يوميًا في حياتنا عند محاولة دفع الأشياء، فهي تسبب الكثير من الصعوبات.

كيف سيكون العالم بدون احتكاك بين الأجسام والأسطح؟

لانزلق القلم الذي نكتب به من أيدينا، ولوقعت الكتب والدفاتر من على المنضدة إلى الأرض، ولانزلقت المنضدة على الأرض واصطدمت بالحائط، وفي النهاية سوف تنزلق وتقع جميع الأجسام حتى تستقر في نفس المستوى.   

في عالم بدون احتكاك، لحلت ربطات المسامير نفسها، ووقعت المفكات والمسامير من مكانها، ولما استطاعت السيارات الدوران عند الزوايا، ولما كُبِحَت مكابح السيارة، ولما توقف تردد الصوت ولكنه سيستمر في الصدى من حائط لآخر.            

تُثبت لنا كل قوانين الفيزياء التي تخضع للنظام في الكون، أن الكون خُلق لمنفعة الكائنات الحية الموجودة على الأرض، خلق الله القوانين الثابتة التي تتحكم في نظام الأرض وأخضع الله لنا تلك القوانين لخدمتنا حتى نستطيع التفكر وفهم عظمته وشكره على نعمه التي أنعمها علينا.

الأمثال على عظمة ونظام الله لا حصر لها، كل شيء من نشأة الكون إلى يومنا هذا تم بعلم الله وتحت سلطانه.

 

يقوم العلماء باكتشاف العقلية السامية التي تتخلل الكون

هنري مارجينيو

(فيزيائي وفيلسوف في العلوم، جامعة ييل).

"إن قوانين الطبيعة لم تكن لتتطور من قبيل الصدفة أو المفاجئة. ما هي الإجابة إذًا على السؤال الخاص بأصل القوانين التي لا تُعد ولا تُحصى المتعلقة بالطبيعة؟ إنني أعرف إجابة واحدة فقط تتناسب مع سريان تلك القوانين مع الكون: الكون من صنع الله، الله قاهرٌ عليم". (هنري مارجينو وروي أ.فارغيسي،  سيرة الكون، ثيوس، 1992).

 

توازن القوى

 

المُقدم: ماذا لو زادت قوة الجاذبية الأرضية عما هي عليه اليوم؟

سيصبح الجري وربما حتى السير مستحيلًا.

سيستهلك الإنسان والحيوان المزيد من الطاقة ليقوموا بنفس الأعمال التي يقومون بها في يومنا هذا بطاقة أقل كثيرًا.

إذا حدث ذلك، ربما ستنتهي مصادر الطاقة الموجودة في يومنا هذا، وبالأخص الغذاء.

و ماذا لو كانت قوة الجاذبية أقل قليلًا؟

في تلك الحالة، سيصعب بقاء الأجسام الخفيفة في مكانها.

ستتبعثر الأتربة والجزيئات متناهية الصغر بأقل نَفَس من الإنسان وربما يستغرق الأمر ساعات لتعود لسكونها.

ستمطر حبات المياه بسرعة أقل كثيرًا، وربما تتبخر مرة أخرى قبل أن تصل إلى الأرض.

ستبطئ الأنهار، ويُصبح من الصعب الحصول على الطاقة الكهرومائية منها.

تلك الخاصية مبنية على قانون نيوتن للجاذبية الكونية، والتي تنُص على أن قوة الجاذبية تقل عندما تتباعد الأجسام عن بعضها البعض.

ووفقًا لذلك القانون، إذا تباعدت المسافة بين جسمين سماويين ثلاثة أضعاف، سوف تقل قوة الجاذبية بينهم إلى تسعة أضعاف. أو إذا قلت المسافة للنصف، سوف تزيد القوة أربعة أضعاف.

يشرح لنا ذلك القانون سبب انتظام حركة دوران الأرض والقمر والكواكب.

إذا لم تكن هناك تلك القوانين وإذا انخفضت قوة جذب نجمة ما ببُعد المسافة، لما كان مدار الكواكب بيضاوي الشكل، ولأصبح حلزونيَا، وسيؤدي ذلك إلى وقوع الكواكب في اتجاه الشمس. وإذ حدث العكس، لأخفت جاذبية الكواكب البعيدة جاذبية الشمس، ولجذبت تلك الكواكب الأرض إليها بعيدًا عن الشمس.

وإذا حدث ذلك، لاحترقت الأرض باقترابها من الشمس، أو تجمدت ببعدها عن الشمس عند درجة صفر مئوية.

 

يقوم العلماء باكتشاف العقلية السامية التي تتخلل الكون

بروفيسور توماس س.إيميل

"تعتبر نظرية الانفجار الأعظم الحالية هي أفضل تفسير بالنسبة لي، فإن مبدأ وجود الله هو نتيجة منطقية لدراسة الكون الهائل المحيط بنا". هنري مارجينو وروي أ.فارغيسي،  سيرة الكون، ثيوس، 1992.

 

القياس الدقيق في شحنة البروتون

تحمل كل البروتونات الموجودة في الكون شحنة موجبة مقدارها  1.6 x 1019.

يسمح ذلك للبروتونات المختلفة في الذرة بالنفور من بعضهم البعض.

إلا أن البروتونات لا تنفصل عن بعضها البعض لأن قوة الجذب بينهم أكبر 100 ضعف من قوة النفور.

تزن كتلة البروتون 1836 أضعاف كتلة الإلكترون. إلا أنه، ولسبب غير معلوم، شحنة الإلكترون الكهربية مساوية لشحنة البروتون:   1.6 x 1019

لو كانت شحنة البروتونات أقل قليلًا مما هي عليه الآن، لزادت قوة الجاذبية كثيرًا، وستنجذب حينها البروتونات لبعضها البعض بقوة.

إذًا، كيف كان ليؤثر ذلك التغيير على حياتنا؟

لو كانت الشحنة بروتونات أقل قليلًا مما هي عليه الآن، لزادت معدلات احتراق الوقود في قلب النجوم ولماتت النجوم في ما يقرب من 100 مليون عام.

في تلك الحالة، كانت ستختلف حالة النجوم والكون عن حالتهما الحالية، ومن الواضح أن الحياة في تلك الحالة ستكون مستحيلة.

قدر الله العليم تلك القيم بالدرجة المناسبة، وهي  1.6 x 1019.

الله العظيم عالم كل شيء

 

 

يقوم العلماء باكتشاف العقلية السامية التي تتخلل الكون

بروفيسور أولريش ج.بيكر

"بروفيسور الفيزياء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، مجال اهتمامه هو فيزياء الجزيئات ذات الطاقة العالية".

"كيف لي أن أتواجد بدون وجود خالق؟ إنني لا أدرك أية إجابة أعطيت لي من قبل".

(هنري مارجينو وروي أ.فارغيسي،  سيرة الكون، ثيوس، 1992).

بروفيسور جون إيريك فورناس

(بروفيسور في قسم العلوم الرياضية في جامعة برينجتون)

"إنني أؤمن بوجود الله وأن الله خلق الكون وبنيته في كل شيء، من الجزيئات الأساسية المكونة إلى الكائنات الحية إلى مجموعات المجرات".

(هنري مارجينو وروي أ.فارغيسي،  سيرة الكون، ثيوس، 1992)

 

 

لا يعلم النيوترون كمية الكتلة التي يحتاجها!

 

لدى النيترونات كتلة ثابتة تزن 1.67 x 10-24   جرامًا.

إذا كانت كتلة النيترون أكبر بـ 2% من كتلتها الحالية، في تلك الحالة سوف سوف تنكمش النيترونات بسرعة وتفقد الذرات اتزانها.

في تلك الحالة لاستحالة وجود المواد الأساسية، وأصبح الهيدروجين هو المادة الوحيدة الموجودة في الكون.

عاى الجانب الآخر، عندما تكون كتلة النيترون أقل قليلًا، سيفقد البروتون اتزانه.

يعني ذلك أن كتلة البروتون ستزيد عن كتلة النيترون في النواة، وبالتالي يتحول البروتون إلى نيترون.

يقول الفيزيائيون أنه إذا كانت كتلة النيترون أقل بجزئين من الألف مما هي عليه الآن، لاستحال للذرة أن تأخذ الهيئة التي هي عليها الآن.

باختصار، لما وجدت الحياة.

 

 

العلم يستكشف العقلانية التي تتخلل الكون

بروفيسور روبرت أ.نعمان

"بروفيسور متفرغ في الكيمياء والفيزياء بجامعة برنجتون، حصل على جائزة ألكسندر فون همبولدت شتيفتونج الأمريكية).

"يَحمِل السؤال المطروح حاليًا في علم الكونيات وجزيئات الفيزياء الأساسية وعلم الأحياء الدقيقة شيئًا من الغيبيات والجوانب الدينية، يتطلب وجود الكون اعتبار وجود الله".

(هنري مارجينو وروي أ.فارغيسي، سيرة الكون، ثيوس، 1992).

 

لماذا يسير الضوء بسرعة عالية جدًا؟

يسير الضوء بسرعة 300000 كم في الثانية.

مَثل آينشتاين سرعة الضوء في معادلته المشهورة بالثابتc  على النحو التالي: E=mc2.

يُمثل الرمزE  في المعادلة كمية الطاقة المنبعثة عند تحول مادة في التفاعل النووي الحراري في النجوم إلى طاقة.

إذا زادت سرعة الضوء بشكل طفيف عن سرعتها الحالية، لزادت الطاقة الناتجة عن التفاعل النووي الحراري عشرات الآلاف عما هي عليه الآن. 

ستنفذ الطاقة الموجودة في قلب النجوم بشكل أسرع، ولغرق الكون في الظلام منذ ملايين السنين.

و ماذا لو انخفضت سرعة الضوء قليلًا؟

سوف تكون بداية نشأة الكون في تلك الحالة أبطأ كثيرًا ولما استطاعت الجاذبية الأرضية البقاء ولتلاشى الكون في تلك الحالة.

بمعنى آخر، لاستحالت الحياة في تلك الحالة.

 

 

العلم يستكشف العقلانية التي تتخلل الكون

بروفيسور وولفجانج سميث

(بروفيسور الرياضيات في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة كليفورنيا لوس أنجلوس. دكتوراه في الرياضيات في جامعة كولومبيا).

"إنني أعارض النظرية الداروينية، أو من الأفضل لي أن أقول إنني معارض لنظرية التحول، أيًا كانت الآلية أو السبب الذي يتخذه الشخص في فرضية التطور بتلك الدرجة. إنني مُقتنع تمامًا أن النظرية الداروينية ليست نظرية علمية من الأساس، ولكنها فرضية شبه ميتافيزيقية مُزينة بزي علمي. لا شيء أكثر إقناعًا ووضوحًا من حقيقة وجود الله".

(هنري مارجينو وروي أ.فارغيسي،  سيرة الكون، ثيوس، 1992).

 

الترتيب الدقيق في الطول الموجي للضوء

المُقدمة: تسمح لنا أعيننا بالرؤية عن طريق إدراك الأشعة الكونية ذات الطول الموجي القصير فقط.

تعمل الأجهزة مثل المايكروسكوب والتليسكوب دائمًا وفقًا لبنية العين والضوء التي تستطيع العين إدراكه.

إذا اختلفت خواص الضوء اختلافًا طفيف، لاستحال الشف عن الأجهزة مثل المايكروسكوب والتليسكوب.

صُممت أعيننا بطريقة تستطيع من خلالها التعرُف على الضوء الساقط من الشمس والذي يُعطي الحياة لكوكبنا.

تجعل حقيقة أن الضوء المرئي يسير بطول موجي قصير، تجعل الحياة البيولوجية سهلة لنا للتعايش معها.

يجب أن نمتلك أعينًا في حجم هوائيات الأقمار الصناعية من أجل رؤية موجات الراديو، وكشف أعيننا للأشعة تحت الحمراء لا يخدم أي غرض.

في تلك الحالة سوف نُشتت باستمرار، لأن أي شيء يبعث ضوءًا سوف يبعثه بنفس ذلك الطول الموجي.

إذا كان بإمكاننا رؤية الأشعة تحت الحمراء، لأشعّت الغرفة التي تجلس فيها من عاليها لسافلها.

العين تصدر الأشعة تحت الحمراء بسبب حرارتها.

مما لا شك فيه أن الرؤية بتلك الطريقة قد تجعل العالم غير صالح للحياة بالنسبة لنا.

تتكون الألوان المرئية من أشعة مضيئة وملونة لها أطوال موجية مختلفة.

تتراوح تلك الأطوال الموجية من 39 إلى 75 جزءًا من المليون من السنتيمتر.

يصف أحد أشهر علماء القرن العشرين، ويُدعى إسحاق أسيموف، أهمية الترتيب الحساس للأطوال الموجية للضوء بقوله:

قِصَر الطول الموجي في غاية الأهمية. سبب سريان الموجات الضوئية في خطوط مستقيمة واختراقها للحواف الحادة والضيقة هو أنها أصغر بكثير من الأجسام الأخرى. تلتف الموجات حول الجسم في حالة أن طوله الموجي يتقارب مع الطول الموجي للضوء. حتى البكتيريا أكبر من الطول الموجي للضوء، ولذلك يُمكن للضوء أن يكشف البكتيريا تحت المجهر (إسحاق أسيموف، دليل أسيمو الجديد في العلوم، 1984، صفحة 372).

إذا كان الطول الموجي للأشعة المكونة للضوء المرئي أقصر مما هو عليه، لما استطعنا رؤية حبة الرمل على الشاطئ ولا الأجسام متناهية الصغر تحت المجهر.

 

 

العلم يستكشف العقلانية التي تتخلل الكون

بروفيسور  والتر ثيرينج

(معهد الفيزياء النظرية، جامعة فيينا)

"أعتقد أن العلماء الذين يكرسون حياتهم لاستكشاف التناغم لا يستطيعون رؤية الخطة الإلهية في ذلك التناغم".

(هنري مارجينو وروي أ.فارغيسي،  سيرة الكون، ثيوس، 1992).

بروفيسور شويشي يوشيكاوا

(بروفيسور في قسم الفيزياء الفلكية في جامعة برينستون، حاصل على الدكتوراه في الهندسة النووية من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)

"أعتقد أن الله خلق الكون والحياة. خلق الله الإنسان".

(هنري مارجينو وروي أ.فارغيسي،  سيرة الكون، ثيوس، 1992)

 

خُلقت الظلال حتى يتسنى لنا الرؤية

الظل الذي يظهر عندما يُحجب الضوء هوأحد الدلائل الواضحة على دقة تصميم الضوء.

في الحياة اليومية، يظهر الضوء بشكل سلبي يجعل من الصعب علينا رؤية الأشياء.

الحقيقة أن تلك الظلال هي شيء أساسي في رؤيتنا.

بدون الظلال، لما عرفنا أحجام الأجسام، ولما استطعنا إدراكهم إطلاقًا.

لولا وجود الظلال والظلام لما كان هناك التباين في الضوء الساقط على الأشياء وتحول كل شيء إلى مسطح أسود داكن يسقط عليه ظلام الظلال، كشف الله لنا تلك النعمة التي أنعم بها علينا في القرآن في قوله:

(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ) (سورة الأنعام – الآية 1).

 

 

العلم يستكشف العقلانية التي تتخلل الكون

بروفيسور جاي روث

(أستاذ جامعي فخري في علم أحياء الخلايا والجزيئات، جامعة كونكتيكوت، دكتوراة في الكيمياء العضوية من جامعة بريدو)

"يوجد الكثير في الطبيعة المادية للكون الذي نحيا فيه، يوجد فيه الاتزانات الدقيقة التي يجب أن تتوافر من أجل حياة البشر، كل شيء له أهميته الضرورية من أجل نشأة نجم مستقر مع كوكب به قابلية الحياة. ترجح لي تلك الخواص المادية للكون وجود مصمم وخالق. لو أخذنا في عين الاعتبار بروتينًا واحدًا، الجليكوجين فسفوريلاز على سبيل المثال، يظهر لنا تعقيدًا هائلًا يحير العقل. وإذا أخذنا في عين الاعتبار عملية تخليق البروتين، ستترك المعرفة بتلك العملية رعبًا في النفس".

(هنري مارجينو وروي أ.فارغيسي،  سيرة الكون، ثيوس، 1992)

 

 

الكرات الزجاجية؟ أو الموج الذي يضرب السواحل؟

المُقدم: ما هي خصائص الضوء التي تجعلنا قادرين على رؤية العالم أو رؤية الجزء من العالم الذي نعيش فيه؟

لم يستطع العلماء الباحثون عن إجابة لذلك السؤال الوصول إلى إجابة واضحة ومحددة برغم السنين التي قضوها في البحث.

كون جزيئات الضوء المنبعثة المسماة بالفوتونات جزيئات أم أمواج هي نقطة الجدال الأساسية بشأن الضوء.

هل يسير الضوء من مكان لآخر مثل الكرات الزجاجية أم مثل الموجات التي تضرب الشاطئ؟

في بعض الأوقات، يُرى الضوء مثل الأمواج التي تتكون على سطح الماء عندما يقوم أحد بإلقاء حجارة في حمام السباحة، وفي أوقات أخرى، يبدو أن الضوء يحمل خواص جزيئات المادة التي تضرب على فترات مثل حبات المطر التي تنزل على النافذة.

لا ينطبق ذلك الموقف على الضوء فقط، ولكنه ينطبق على الإلكترون أيضًا، إحدى الجزيئات الفرعية الأساسية للذرة.

الإلكترون أيضًا حمل خواص الجزيء والموجة.

ذلك الموقف خلق تضارب في عالم العلم.

تم حل ذلك التضارب على النحو التالي، وفقًا لرأي بروفيسور الفيزياء النظرية الشهير ريتشارد ب.فينمان:

"نعرف الآن كيف تتصرف الإلكترونات والضوء، ولكن كيف يمكننا أن نسميها؟ إذا قُلت أنها تتصرف مثل الجزيئات فإنني أعطيها الوصف الخاطئ، وينطبق ذلك عند تسميتها بالموجات. إنها تتصرف وفقًا لنظامها الذي لا يضاهيه شيء، والتي يمكن تسميتها عمليًا بطريقة الميكانيكة الكمية. إنها تتصرف بطريقة لا مثيل لها وليس كمثل شيء رأيناه من قبل، لا تتصرف الذرة ككتلة معلقة وتتأرجح على زنبرك، ولا تتصرف أيضًا مثل النظام الشمسي عند تمثيله بشكل مصغر للكواكب وهي تدور في مداراتها، ولا تظهر أيضًا كسحب أو ضباب يحيط بالنواة. إنها تتصرف مثل شيء لم تره من قبل. يوجد على الأقل تبسيط واحد، تتصرف الإلكترونات في ذلك الصدد مثل الفوتونات تمامًا، كلاهما يدور بشكل لولبي، وبنفس الطريقة، إذًا، كيفية تصرفها تأخد منا الكثير من الخيال، لأننا سوف نصف شيئًا يختلف عن كل ما عرفناه من قبل".

(خاصية القوانين الفيزيائية، النسخة التركية:

 صفحة 149-150).

بسبب عدم القدرة على تلك الخاصية للإلكترون، أعطاها العلماء اسمًا جديدًا "حركة الميكانيكة الكمية". بروفيسور فينمان يصف الدقة هنا بقوله:

"لا تستمر في سؤال نفسك إذا كان بإمكانك أن تتجنب ذلك التساؤل "كيف يمكن أن يكون هكذا؟" لأنك ستستنزف وتؤخذ إلى طريق مسدود لم يستطع أحد حتى الآن الخروج منه. لا أحد يعلم كيف يمكن أن يكون هكذا".

(خاصية القوانين الفيزيائية، النسخة التركية:

 صفحة 151).

المُقدم: مع أن ما يذكره فاينمان هنا بوصفه "طريقًا مسدودًا" ليس في الحقيقة كما هو.

السبب وراء تشتت بعض الناس حتى الآن هو أنه بالرغم من كل الدلائل الواضحة، إلا أنهم يرفضون قبول وجود خالق لتلك النظم الاستثنائية وجعلها متزنة للحياة.

إلا أن الوضع واضح وجلي:

خلق الله الكون من العدم، وفقًا لاتزانات دقيقة وبلا سابق وجود.

الإجابة على السؤال الذي لا يستطيع متبعو نظرية داروين تجاوزه أو فهمه ويستمر هؤلاء العلماء طرحه، "كيف بدأ ذلك؟" يكمن في حقيقة أن الله خالق كل شيء وأن الحياة وجدت عن طريق قوله "كن!". 

كشف الله تلك الحقيقة في القرآن:

"بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ" (سورة البقرة – الآية 117).