2- أدلة كاذبة على نظرية التطور

في فيلمنا الأول من سلسلة "أدلة كاذبة على نظرية التطور" رأينا بعض الأدلة المزيفة التي يقدمها بعض علماء التطور ليُبقوا هذه النظرية على قيد الحياة.

وشاهدنا كيف قام العلماء بإبطال نظرية التطور في كل خطوة وكيف أنها خدعة أقيمت بواسطة عدة دلائل كاذبة من أجل إخفاء حقيقة الخلق.

وهذا هو الجزء الثاني من السلسلة التي تكشف الوجه الحقيقي لنظرية التطور، وفيه سنستمر في استعراض الحيل التي يبتدعها بعض دعاة مذهب التطور.

في هذا الفيلم سيصيبنا الخوف مما سنعرفه.

كيف انتهت التجارب المعملية التي أدّاها علماء التطور لتقديم شرح تطوري يدعم كيفية نشوء الحياة لأول مرة بإخفاق تام.

كيف قاموا بعمل حفريات مزيفة عن طريق لصق عظام حفريات لمخلوقات حية وجدت في عصور مختلفة.

كيف قام صياد السمك بالإمساك بعينات حية من أسماك سيلكانث، التي يزعم علماء التطور أنها ما يسمى بالشكل الوسيط، نصف سمكة ونصف زاحف، في المرحلة الانتقالية من الماء إلى الأرض، والوضع  السخيف الذي وجد علماء التطور أنفسهم فيه عندما ظهر أنها ليست أكثر من عينات لأسماك عادية.

كيف حاولوا اقتراح أن حفريات لتمساح أمريكي منقرض كانت من الأشكال الوسيطة.

كيف ضللوا الناس بعرض حفريات وهمية من عظام بلاستيكية، بتصويرها كشكل من الأشكال الوسيطة، في المتاحف لنحو مائة عام.

كيف جمعوا بين الاحتيال والهمجية باختطافهم قزمًا أفريقيًا وحبسه في قفص في حدائق الحيوانات في أمريكا، وعرضه كدليل حي على نظرية التطور.

 

تجربة ميلر

عادة يشير علماء التطور بحماقة إلى تجربة ميلر كدليل على كذبتهم المتعلقة بإثبات أن ما يشيرون إليه بالحياة البدائية كان قد ظهر على الأرض بشكل عفوي.

والحقيقة مع ذلك، هي أن هذه التجربة التي تم القيام بها منذ حوالي نصف قرن مضى، فقدت مصداقيتها في مواجهة الاكتشافات العلمية اللاحقة.

في عام 1953، قام عالم الكيمياء الأمريكي ستانلي ميلر بعمل تجربة من أجل دعم سيناريو التطور الجزيئي.

وافترض ميلر أن الغلاف الجوي الأولي كان يحتوي على غازات الميثان والأمونيا والهيدروجين.

 ثم جمع هذه الغازات في جهاز اختبار وقام بتمرير تيار كهربائي خلالها، وبعد حوالي أسبوع رأى القليل من الأحماض الأمينية قد تكونت في جزء من جهاز اختبار يسمى بالمصيدة الباردة.

وقد سبب هذا فرحًا شديدًا لعلماء التطور.

وعلى مدار السنوات العشرين التالية، حاول بعض علماء التطور مثل سيدني فوكس وسيريل بونامبيروما الاستمرار على نهج ميلر.

وبالرغم من هذا فالاكتشافات التي تمت في السبعينات أبطلت مساعي كل هؤلاء العلماء، والمعروفة باسم "تجارب الغلاف الجوي الأولي".

لأن اكتشافات العلماء أظهرت أن الغلاف الجوي في هذا الوقت لم يحتوِ على غازات الميثان والأمونيا كما افترض ميلر، ولكن على غازات الهيدروجين وثاني أكسيد الكربون وبخار الماء.

اختار ميلر في تجربته هذه الغازات بعناية لأنها كانت مناسبة تمامًا لتكوين الأحماض الأمينية.

ومع ذلك، فتركيب الغلاف الجوي في ذلك الوقت بالتأكيد لم يكن ملائمًا لظهور الأحماض الأمينية، كما تم إدراك وجود مستوى مرتفع من الأكسجين الحر في الغلاف الجوي وقتها.

وقد أبطل هذا سيناريو علماء التطور لأنه كان واضحًا أن هذا الأكسجين الحر سيقوم على الفور بتحليل الأحماض الأمينية.

وبالإضافة إلى ذلك، فقد تدخل ميلر في التجربة بشكل متعمد في عدة آليات، مثل المصيدة الباردة، بطريقة تمكن بها من فصل الأحماض الأمينية التي تشكلت قبل أن تتحلل مرة أخرى.

ولولا وجود جهاز مثل المصيدة الباردة، مصدر للشرر ومواد كيميائية أخرى ظهرت خلال مدة التجربة، لكانت الأحماض الأمينية التي ظهرت قد تحللت على الفور.

وبهذه الطريقة قام ميلر بنفسه بتحطيم افتراض علماء التطور بخصوص كون الأحماض الأمينية قادرة على التكون بطريقة عفوية في ظروف طبيعية.

لأنه لم يكن هناك آلية منظمة قادرة على فصل الأحماض الأمينية التي قد تتكون قبل أن يتم تحليلها.

في الختام، وبعيدًا عن توثيق أن الحياة يمكن أن تكون قد نشأت في الطبيعة بشكل عفوي، فكل هذه الجهود في الحقيقة قد أظهرت أنه لا يمكن حتى أن يتم صنعها في ظروف معملية.

في ضوء هذه الاكتشافات، اعترف العالم العلمي في الثمانينات أن تجربة ميلر و"تجارب الغلاف الجوي الأولي" لهؤلاء الذين أتوا بعده كانت في الحقيقة بلا معنى.

وبعد فترة صمت طويلة، اعترف ميلر نفسه أن هذه التجربة التي قام بها عام 1953 كانت بعيدة كل البعد عن تفسير أصل الحياة.

هارولد أوري العالم المؤيد لمذهب التطور، والذي أدى تلك التجربة مع ميلر، قدم الاعترافات التالية:

 

كل واحد منا يقوم بدراسة أصل الحياة يجد أنه كلما تمعنّا في الأمر أكثر كلما شعرنا أنه أكثر تعقيدًا من أن نكون قد تطورنا إلى أي شيء. جميعنا يعتقد كمسألة إيمانية أن الحياة قد نشأت من مواد جامدة، والأمر هو أن درجة تعقيدها عظيمة للغاية، ما يجعل من الصعب علينا أن نتخيل أنها قد تطورت. )إعادة النظر في أصل المخلوقات، و ر بيرد  ص.325).

 

وعلى الرغم من أن نصف قرن قد مضى منذ تجربة ميلر، لا يزال علماء التطور لا يملكون إجابة لسؤال كيفية ظهور الحياة، وقد أثبت العلم الآن أنه لا يمكن حتى لبروتين واحد أن يظهر إلى الوجود عن طريق الصدفة، وقد سبب هذا ضربة قاتلة لنظرية التطور

مع ذلك فتجربة ميلر لا تزال توصف في عدد كبير من الكتب على أنها الدليل العلمي على التطور.

 

طيور دينو (الأركيورابتور)

 

أعلن مقال تم نشره في مجلة علمية مشهورة في عام 1999 اكتشاف أحفور في الصين يعرف باسم الأركيورابتور.

واحتوى التقرير على عقائد علماء التطور على غرار "بالطريقة نفسها التي تجعلنا متأكدين أن البشر من الثدييات، يمكن أن نتأكد من أن الطيور تنتمي إلى الثيروبودا (عائلة كبيرة من الديناصورات) ومع ذلك فهذه الدعاية الإعلانية التقليدية لمذهب التطور لم تكن قادرة على إخفاء الكذب المتضمن.

الحفريات التي اكتشفت تم تصويرها على أنها دليل قاطع على كذبة أن الطيور تطورت من الديناصورات.

هذه الفصائل التي قيل عنها أنها عاشت منذ حوالي 125 مليون عام، أطلق عليها اسم أركيورابتور ليا ونِنجنسز.

التصوير التخيلي في المجلات أظهر ديناصورات مغطاة بالريش تقوم بالقفز ثم تبدأ بالطيران بأجنحة متنامية بها.

مع ذلك فهذه الحفريات والتي أعلنت عنها المجلة بجلبة شديدة، أصبحت مصدر إحراج شديد لها.

وفي الحقيقة، فالحفريات لم تنتمِ لفصائل تظهر سمات الطيور والديناصورات معًا كما تم الادّعاء.

ومع أن الأحفور كان لديه منقار وأسنان وجسد شبيه بالطائر، يشبه ذيله ذيل الديناصور المعروف باسم الدرومايصور.

كان الأحفور في الحقيقة خدعة.

تم تجميعها بتعمد من أكثر من أحفور واحد بطريقة تعطي انطباعًا بأنها تمثّل ما يفترض أنه شكل وسيط يُستخدم كدليل على نظرية التطور.

لم يتعلم علماء التطور شيئًا من قضية بلتدوان مان، حيث تم تجميع عظام إنسان وإنسان الغاب وتركيبها معًا، وصورا هذه المرة أحفورًا مخادعًا مكونًا من عظام ديناصور وطائر، كدليل على نظرية التطور.

 

أسماك سيلكانث

 

حفريات الأسماك التي تنتمي لفئة السيلكانث تم تصويرها ذات مرة كدليل قوي على أسطورة الانتقال من الماء إلى الأرض.

وبناء على الأحفور المتبقي من هذا الحيوان، اقترح علماء الأحياء المؤمنون بالتطور أن هناك رئة بدائية قد تطورت داخل جسم هذا المخلوق.

وقد ذكرت هذه الأسطورة في عدد واسع من المصادر المرجعية، حتى أنه تم نشر صور تظهر أسماك السيلكانث أثناء مرحلة خروجها من الماء إلى الأرض الجافة.

وكل هذا كان مبنيًا على افتراض أن هذا المخلوق قد انقرض.

ومع ذلك، فقد تم التوصل إلى اكتشاف أكثر إثارة للاهتمام في المحيط الهندي في 22 ديسمبر 1938.

وهو كائن حي من نوع لاتِميريا ينتمي إلى عائلة السيلكانث، تم وصفه كشكل وسيط منقرض عاش منذ 70 مليون عام، وقد عثر عليه في عرض البحر.

وقد كان اكتشاف كائن حي من نوع سيلكانث صدمة كبيرة لعلماء التطور.

أعلن عالم الحفريات ج ل ب سميث، والمؤمن بمذهب التطور أنه لم يكن سيندهش أكثر لو كان قد صادف ديناصورًا في الشارع.

في الأعوام التالية لذلك تم العثور على أكثر من 200 سمكة من نوع سيلكانث في مناطق أخرى.

ومع الإمساك بهذه الأسماك تبين أن كل هذه التوقعات بشأن هذه الحيوانات كانت غير واقعية.

وعلى عكس ما كان مقترحًا، فأسماك السيلكانث لم يكن لديها لا رئة بدائية ولا أدمغة كبيرة.

ولم يكن الهيكل الذي تخيل علماء التطور أنه رئة بدائية سوى كيس دهني في جسم السمكة.

بالإضافة إلى ذلك، فأسماك السيلكانث التي صورت على أنها "زواحف تستعد للانتقال من الماء إلى اليابسة"، وجد أنها أسماك تعيش في أعمق نقطة من قاع المحيط وغالبًا لا ترتفع أكثر من 180 مترًا من القاع.

وهنا، اختفت في الحال شعبية أسماك السيلكانث عند دعاة التطور، وقال عالم الحفريات بيتر فوري في مقال له:

"اكتشاف اللاتِميريا (السيلكانث) زاد الأمل في جمع معلومات مباشرة عن تحول الأسماك إلى برمائيات، حيث كان هناك اعتقاد دام لفترة طويلة بأن أسماك السيلكانث كانت أقرب إلى سلالة رباعي القائم، ولكن دراسات علم التشريح وعلم وظائف الأعضاء على اللاتِميريا وجدت أن نظرية هذه العلاقة ناقصة، وأن سمعة أسماك السيلكانث الحية كحلقة مفقودة تبدو ظالمة". ( ب ل فوري).

وهكذا فالشكل الأكثر استخدامًا والذي يفترض أنه وسيط بين الأسماك والبرمائيات قد فقد مصداقيته نهائيًا.

 

أحفور كاذب لنظرية كاذبة "تيكتاليك روسية"

 

تم اكتشافه في 2004 وقدر أنه يبلغ من العمر 385 مليون سنة، أعلن الداروينيون عن سمكة تيكتاليك روسية  كأحفور وسيط في مرحلة الانتقال من الماء إلى اليابسة، ولكن هذه كانت خدعة أخرى.

تم التحضير لترميم أحفور التيكتاليك روسية، وعرض هذه الترميمات الخيالية في المتاحف، والتي كانت توصف في الكتب لسنوات عديدة كشكل وسيط، هي في الواقع تحتوي فقط على عظام جمجمة.

لم تكن أي من العظام التي أضيفت للجمجمة تنتمي لهذا الشكل من الحياة على الإطلاق، بل كانت تحتوي على عظام من أشكال أخرى للحياة اكتشفت في نفس الطبقة، وقد أصبح التزوير الذي حصل علامة سوداء في التاريخ العلمي.

تنتمي كل السمات الموجودة في الجمجمة إلى التماسيح، من حيث تقارب العينين من بعضهما ووقوعهما بأعلى الرأس، والجمجمة المسطحة، وقدرتها على التحرك بشكل مستقل عن الجسد، والأسنان الحادة وشكلها العام، كلها صفات خاصة بالتماسيح.

الحقيقة هي أن التيكتاليك روسية تمساح مكتمل الشكل، وأمثلته موجودة إلى اليوم، وقد عاش منذ 385 مليون سنة، وهو مطابق للتماسيح الموجودة هذه الأيام.

 

إنسان النياندرتال

 

تم إثبات أن النياندرتال والذي يصفه علماء التطور بأنه "الإنسان البدائي الأول"، هو جنس بشري مفقود.

النياندرتال هم مجموعة من البشر ظهروا فجأة في أوروبا منذ حوالي 100,000 سنة، واختفوا كذلك فجأة وفي هدوء منذ 35000 سنة، أو أنهم قد انضموا إلى أجناس أخرى.

الفرق الوحيد بينهم وبين الإنسان المعاصر أن هياكلهم العظمية كانت أقوى قليلًا وجماجمهم كانت أكبر قليلًا.

النياندرتال كانوا جنسًا بشريًا، وهو الآن أمر متفق عليه من الجميع تقريبًا.

بذل علماء التطور جهدًا كبيرًا لإظهار هذه المجموعة من البشر كـ "كائنات بدائية"، ولكن كل الاكتشافات قد أظهرت أن النياندرتال لم يكونوا مختلفين عن أي شخص قوي البنية يمشي في الشارع اليوم.

النياندرتال قريب الشبه جدًا برجال الإسكيمو الذين يعيشون اليوم في الأجواء الباردة.

وقد أظهرت الاكتشافات أن النياندرتال كانوا يدفنون موتاهم، ويصنعون الآلات الموسيقية بمختلف أنواعها، وأنهم أقاموا حضارة متطورة جدًا مع الإنسان العاقل.

يقول إريك ترينكوس، عالم الحفريات في جامعة نيو مكسيكو، والذي يعتبر خبيرًا في الموضوع:

المقارنات المفصلة حول بقايا الهيكل العظمي للنياندرتال والهيكل العظمي للإنسان الحديث لا تظهر في تشريح النياندرتال قدرات حركية أو يدوية أو عقلية أو لغوية أقل من قدرات الإنسان الحديث.

 (إريك ترينكوس، "أيام صعبة مع إنسان النياندرتال". ر. ل. هولواي، "عقل إنسان النياندرتال: ما الذي كان بدائيًا؟").

ومع ذلك، فالعلماء والباحثون اليوم يجمعون على أن إنسان النياندرتال لم يكن سوى جنس بشري قد انقرض الآن.

إذًا فهذا كان دليلًا كاذبًا آخر حاول علماء التطور لسنين تصويره كحلقة وصل لما يفترض أنه تطور لإنسان قد اختفى من المشهد.

 

أوتا بينغا

 

بعض علماء التطور الذين يبحثون عن حفريات وهمية لنصف قرد – نصف إنسان، ذهبوا إلى ما هو أبعد من مجرد تصنيع حفريات مزيفة تدعم نظرياتهم.

كما تخيلوا أيضًا أنهم قد يقدرون على إيجاد كائنات حية لهذا الدليل الذي يحتاجونه، في مختلف أنحاء العالم.

نتيجة المحاولات المجنونة التي قام بها علماء التطور لإيجاد دليل حي على نظرية التطور كشفت مرة أخرى عن إخلاصهم المتعصب الذي يشعرون به تجاه نظريتهم، بأسلوب مخيف للغاية.

لم يكن علماء التطور ليتوقفوا عند أي شيء لإيجاد دليل، ولكن خطوتهم التالية كانت لتكون أكثر توحشًا بكثير من الخطوات السابقة.

الوحشية التي ارتكبها الباحث التطوري سامويل فيرنر عام 1904 جاءت نتيجة لبحثه عن دليل حي في الكونغو.

قام فيرنر بالإمساك بقزم أفريقي يعرف باسم أوتا بينغا، وهو رجل متزوج وأب لطفلين، صوره على أنه دليل أن البشر قد تطوروا من القرود.

وعلى الرغم من كونه إنسانًا، قد تم ربط أوتا بينغا مثل الحيوانات، وإبقاؤه في قفص وأخذه إلى أمريكا.

عند وصوله إلى أمريكا، وضع أوتا بينغا للعرض في قفص مع عدد من فصائل القرود في معرض سانت لويس العالمي.

أوتا بينغا الذي صور على أنه الشكل الوسيط الأقرب إلى الإنسان، تم نقله بعد سنتين إلى حديقة حيوانات برونكس في نيويورك.

وهناك وضع بدون رحمة للعرض كجد للإنسان مع غوريللا تدعى دينا وإنسان غاب يدعى دوونج.

بدأت المنشورات الداعمة للتطور في الحال بنشر مواضيع عن أوتا بينغا.

تدافع الناس بالآلاف إلى حديقة الحيوانات لإلقاء نظرة على أوتا بينغا، الذي كان يعامل بوحشية تمامًا مثل الحيوانات.

مدير حديقة الحيوانات، عالم التطور الدكتور وليام ت. هورنادي، ألقى عددًا من الخطابات يصف فيها فخره بامتلاك ما يقال عنه شكلًا وسيطًا في حديقته.

والحقيقة هي أن أوتا بينغا كان إنسانًا مثل هؤلاء الذين أتوا للتحديق فيه، وأن علماء التطور كانوا مسؤولين عن عمل وحشي هائل، نتيجة هذا العمل الوحشي كانت مروعة، وهي انتحار أوتا بينغا بعد أن أصبح غير قادر على تحمل المزيد من الإذلال.

 

 

خدعة "تطور الحصان"

 

أحد الادعاءات التي تبناها مؤيدو نظرية التطور لعدة سنين هي "سيناريو تطور الحصان".

وفقًا لهذا السيناريو، فما يفترض أنه أصل الحصان كان حيوانًا يشبه الكلب يعرف باسم إيوفيبس، وقد عاش في عصر الإيوسين منذ 55 مليون سنة تقريبًا.

الحيوان الشبيه بالكلب الذي زعم أنه قد تطور بعد ذلك، ليصبح أكثر تطورًا، ويتحول إلى شكل من الحياة أكثر شبهًا بالحصان.

وفي النهاية، وفقًا لهذه الأسطورة، فقد ظهر الحصان الموجود حاليًا.

مع ذلك، الإيوفيبس، وهو ما يقال عنه أصل الحصان وما يفترض أنه قد انقرض منذ ملايين السنين، في الحقيقة يتطابق تقريبًا مع حيوان يعرف باسم الوبر / أرنب الصخور، وهو ما يزال موجودًا في أفريقيا إلى اليوم، وهو لا علاقة له بالحصان ولا يتشابه معه في شيء.

بالإضافة إلى ذلك، فقد تم التأكد من أن حفريات سلالات الأحصنة  الموجودة اليوم قد وجدت في نفس الطبقة التي وجدت فيها الإيوفيبس.

وهذا يظهر أن الحصان الموجود اليوم كان يعيش في نفس الفترة مع ما يفترض أنه أصل الحصان، ومن ثم فهو دليل واضح على أنه لم يحصل أبدًا ما يسمى بعملية تطور الحصان.

أصبح بطلان أسطورة تطور الحصان أمرًا معترفًا به حتى عند الكثير من علماء التطور.

أفكار عالمي الحفريات دون بروثيرو ونيل شوبين المتعلقة بتسلسل الحصان هي كالتالي:

طوال تاريخ الأحصنة، فقد كان النوع مميزًا وثابتًا عبر ملايين السنين. وبدقة عالية، فالصورة التدريجية لتطور الحصان تصبح مجموعة متشابكة من الأنواع المتداخلة والمتقاربة من بعضها. (ستيفن جاي غولد، نيلز إلدريدج، "التوازن الدقيق يتحقق").

لقد تم حساب أن الأبعاد الحقيقية للكائنات الحية التي صورت على أنها بدايات الحصان، ورتبت بتسلسل زمني بناء على حجمها، من الأصغر إلى الأكبر، في هذا السياق، قد تم تحريفها.

في هذا الكتاب، أسطورة التطور الكبيرة، يصف الكاتب المؤيد للتطور، جوردن راترى تايلور، يصف هذا الاحتيال بهذه الكلمات:

 

حقيقة أن السلالة بداية من الإيوفيبس حتى الإيكوس (الحصان الموجود حاليًا) متضاربة بشدة، وهناك زعمٌ بأنه يبدي ازديادًا مستمرًا في الحجم، ولكنّ الحقيقة هي أن بعض الأنواع كانت أصغر من الإيوفيبس وليس أكبر. (جوردن راتري تايلور، أسطورة التطور الكبيرة، ص230)

 

في نوفمبر عام 1980، تم عقد مؤتمر لمدة أربعة أيام في متحف شيكاغو للتاريخ الطبيعي، بمشاركة 150 من علماء التطور، وفيه تمت مناقشة مشاكل نظرية التطور.

بويس رينسبرجر، أحد المتحدثين في المؤتمر، عبر عن أفكاره في تلك الكلمات:

 

المثال المتعارف عليه عن تطور الحصان، والذي يرجح تسلسلًا تدريجيًا من الانتقالات، بداية من المخلوق بحجم الثعلب ذي الأصابع الأربعة والذي عاش منذ حوالي 50 مليون سنة، وحتى الحصان الموجود حاليًا الأكبر حجمًا بكثير وذو الإصبع الواحد، أصبح معروفًا منذ زمن طويل بأنه غير صحيح. (بويس رينسبرجر)

                                                                          

د. نيلز إلدريدج، مدير المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي، كان لديه هذا التعليق في ذلك الموضوع.

 

لقد كان هناك عدد هائل من القصص، وبعضها أكثر خيالًا من البعض الآخر، عن طبيعة تاريخ هذه الحياة. والمثال الأكثر شهرة، الذي ما يزال يعرض في الطابق السفلي، هو رسم لتطور الحصان تم عمله منذ خمسين سنة تقريبًا. وهذا الرسم كان يقدم في الكتب على أنه الحقيقة المجردة، أنا الآن أعتقد أنه أمر مؤسف، خاصة أن هؤلاء الأشخاص الذين يقدمون هذه الأنواع من القصص قد يكونوا على علم بالطبيعة المتضاربة لبعض هذه الأمور. (تم تسجيله في حوار مع لوثر سندرلاند، وكتابته في كتاب لغزداروين: حفريات ومشاكل أخرى، ص.78)

وقد كشفت كل هذه الحقائق أن الرسوم التوضيحية للتطور المفترض للحصان، والتى صورت على أنها أحد أدق الأدلة على التطور، هى فى الحقيقة تحتوى على تحريفات لا علاقة لها بالواقع.

 

الترميمات

 

وعلى الرغم من فشلهم الذريع عندما يتعلق الأمر بإيجاد دليل علمي يدعم نظريتهم، فعلماء التطور كانوا ناجحين بشكل خاص في مجال واحد، وهو الدعاية الإعلانية.

العنصر الأكثر أهمية في هذه الدعاية الإعلانية هو التصوير المزيف المعروف باسم "الترميمات".

كلمة الترميمات قائمة على مفهوم إعادة البناء، وهو إنشاء صورة أو نموذج لكائن حي قائم فقط على قطعة من عظام وكمية هائلة من التخيل.

في الحقيقة، كل "الرجال القرود" الذين يظهرون في المجلات والجرائد والأفلام هم ترميمات وهمية.

هذه الترميمات المستوحاة من الحفريات المتبقية تم تصميمها وصنعها تمامًا بهدف دعم أدلة نظرية التطور.

ولكنها بعيدة كل البعد عن الواقع.

الهدف من وراء ذلك هو استخدام الصور أو النماذج لإقناع الناس أن أشكال الحياة الخيالية هذه كانت موجودة بالفعل في يوم من الأيام.

ويجب أن يكون الأمر واضحًا للغاية أن السمات العامة فقط للحفريات هي التي يمكن أن يتم تحديدها من العظام المتبقية.

من المستحيل أن يتم بناءً على هذه العظام المتبقية، استخلاص أية نتائج حول المظهر الجسدي والبشرة والأنسجة العضلية وخطوط الوجه والأنف والأذنين والعينين والشعر والسمات المشابهة للكائن الحي.

الحقيقة هي أن التفاصيل التي تحدد المظهر الجسدي هي الأنسجة الرقيقة والتي تتلاشى بالتدريج مع مرور الزمن.

من السهل على بعض الأشخاص الذين يريدون تقديم أدلة كاذبة على نظرية التطور أن يقوموا بترتيب هذه الأنسجة الرقيقة كيفما يريدون للتوصل إلى شكل وهمي من أشكال الحياة.

يصف إرنست ألبير هووتن من جامعة هارفارد الموقف بقوله:

محاولة استرجاع الأجزاء الرقيقة هو أمر أكثر خطورة، فالشفتين والعينين والأذنين وأطراف الأنف لا تعطي دليلًا على الأجزاء العظمية السفلية، ويمكنك بتسهيلات مناسبة أن تصمم على جمجمة لإنسان النياندرتال معالم شامبانزي أو ملامح فيلسوف، وهذه الترميمات المزعومة لأنواع قديمة من البشر، لديها قيمة علمية ضئيلة جدًا إن وجدت أصلًا، وغالبًا هي موجودة فقط لتضليل الناس، لذلك فلا تضع ثقتك في الترميمات. (إيرنست هووتن، خديعة التطور، ص.332)

يذهب علماء التطور بعيدًا جدًا لتمييز تعابير وجه مختلفة للغاية للجمجمة نفسها.

أحد الأمثلة المشهورة على ذلك، هو الرسوم التوضيحية الثلاثة المختلفة تمامًا عن بعضها، والتي تم تقديمها على الأحفور المعروف باسم أوسترالوبيثيكوس روبوستوس (أو بارانثروبوس).

يلتقط علماء التطور فراشي تلوينهم ويرسمون مخلوقات خيالية، ومن ثم يحاولون تقديم دليل كاذب على نظرياتهم، التي تخلو في الحقيقة من أي برهان علمي.

مع ذلك، في الواقع، لا يوجد هناك أي أحفور كدليل ملموس يثبت الصورة الخيالية لـ "الرجل القرد" التي كثيرًا ما تظهر في منشوارت دعاة التطور.

الطريقة التي يلجأون بها إلى ترميمات خيالية هي إشارة هامة إلى فشل علماء التطور الذريع في إيجاد أي دليل حقيقي.

 

إكتيوصور

 

واحدة من الصعوبات الأكثر أهمية التي يواجهها علماء التطور في سعيهم للإبقاء على نظرية داروين حية وبصورة جيدة، هي غياب أية حفريات يمكن أن توصف بأنها شكل وسيط.

منذ أن طرحت نظرية التطور للمرة الأولى، لجأ علماء التطور اليائسين أكثر من مرة إلى صنع حفريات مزيفة خاصة بهم.

ولكن هذه المحاولات كانت دائمًا تنتهي بفشل ذريع.

أحد الأمثلة على ذلك هو أحفور كان قد عرض في متحف ويلز لمدة 116 عامًا على أنه شكل وسيط.

وفي عام 1884 قام أحد الهواة المؤمنين بالتطور يدعى سامويل ألين، بالتبرع لمتحف ويلز بما يفترض أنه شكل وسيط يدعم نظرية التطور.

تخيل العاملون في المتحف أن هذا الأحفور والذي أطلق عليه اسم إكتيوصور، كان مثالًا ممتازًا على الزواحف البحرية.

وفي عام 2000 تم نقل الأحفور لإجراء صيانة عاملة عليه، وفي هذا الوقت تبين أنه كان مزيفًا.

مع ذلك فمئات الآلاف من الأشخاص الذين زاروا المتحف في ذلك الوقت كانوا مقتنعين بأن هذا الأحفور يمثل دليلًا يؤيد نظرية التطور.

أعلن تقرير نشرته جريدة أخبار بريطانية في 8 ديسمبر 2000 أن هذا الأحفور، الذي عرض على أنه دليل على نظرية التطور لمدة 116 عامًا، كان في الحقيقة خدعة، وأن هذا المخلوق الشبيه بالدولفين تم صنعه عن طريق وضع مخلوقين بحريين مختلفين معًا.

وقد أوضح الخبراء أن الجمجمة والجسمين كانوا في الحقيقة مدفونين في نوعين مختلفين من الصخور.

الجمجمة كانت تنتمي لنوع يعرف بالإكتيوصور الأصلي، والجسم لمخلوق بحري آخر يسمى ليبتونيكتيس فينيروستريس.

العظام الأخرى تم صنعها من الجبس ولصقها بداخل الصخرة لتعطي انطباعًا بأصالتها، كما كانت إحدى الزعانف مزيفة أيضًا.

ولكن لسبب ما، ومثل هذا الأحفور، فجميع الحفريات المزيفة التي زعم أنها تمثل دليلًا على التطور كانت تعرض في المتاحف لمئات السنين.

صفة أخرى تشترك فيها هذه الحفريات هي أنها لم يثبت أحد ما إن كانت أصلية أم لا. تقول الدكتورة كارولين بتلر مشرفة المتحف أنه على الرغم من سنواتها الكثيرة في هذه المهنة إلا أنها لم تصادف شيئًا مماثلًا وأن هذا كان تزويرًا كاملًا.

"عندما بدأ الجبس بالتفتت وقمنا بتعرية خمس طبقات من الطلاء، وجدنا أنه كان تزويرًا متقنًا، لقد كانت خليطًا من نوعين من الإكتيوصور بالإضافة إلى محاولة ذكية في الأجزاء المزيفة". (د. كارولين بتلر)

وعلى مدار أكثر من قرن كان قد تم خداع مئات الآلاف من الأشخاص بحفرية مزيفة صنعها علماء التطور.

ومع ذلك فلم يكن هذا أول ولا آخر الألاعيب التي يقوم بها علماء التطور.

ومنذ الوقت الذي بدأت فيه النظرية، فغياب أي دليل يدعمها كان عاملًا رئيسيًا دفع بعض علماء التطور لارتكاب مثل هذه الجرائم.

خاتمة

في هذه السلسلة المكونة من فيلمين، رأينا كيف أن بعض الأشخاص المؤيدين لنظرية التطور لم يكن لديهم أي انزعاج من اللجوء إلى جميع أنواع الخداع والتزييف لمحاولة إثبات صحة زعمهم.

وقد شاهدنا كيف أن بعض مؤيدي التطور الذين لم يكن ليوقفهم أي شيء في سبيل تحقيق أهدافهم، قد قاموا بتقديم نماذج وهمية، وتنفيذ تجارب مضللة، وتشويه الحفريات والجماجم التي اكتشفوها، وتبديل الحفريات التي في حوزتهم، بإضافة أشياء وإخفاء أشياء، بل إنهم قاموا بوضع إنسان في قفص من أجل تقديم دليل يدعم نظريتهم.

ورأينا أيضًا أن التطور عبارة عن نظرية قد سقط الآن غطاؤها العلمي، وهي خداع قائم على غسيل المخ، ودعاية إعلانية وتزوير، كما أنها لا تمتلك قيمة علمية على أي حال.

هناك هدف واحد فقط وراء المجهودات التي تسعى لدعم نظرية بعيدة تمامًا عن كونها علمية، وهذا يضع كذبة أن كل الكائنات الحية أو غير الحية، والبشر والحيوانات والنباتات والأرض والشمس والمجرات، وكل شيء باختصار، نشأ عن طريقة الصدفة.

الهدف هو تقديم أساس علمي لمذهب المادية والإلحاد الذي ينكر وجود الله تعالى وخلقه.

ولكن الحقيقة هي أن العلم قد أثبت أنه من المستحيل أن ينشأ عن طريق الصدفة شيء حي واحد أو حتى جزيء بروتين واحد به، ناهيك عن الكون نفسه.

كل شيء من حولنا، كبير أو صغير، مرئي أو غير مرئي، متحرك أو غير متحرك، هو من خلق الله تعالى العليم القدير، رب كل شيء.

هذه الحقيقة التي لا يمكن أن يفهمها حقًا سوى المؤمنين الذين يمتلكون العقل والمنطق، تتضح كما يلي في آيات الله سبحانه:

"إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (95) فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (96) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (97) وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ (98) وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (99)" سورة الأنعام.