مقدمة
على الرغم من أن نظرية التطور قد فقدت مصداقيتها تمامًا في جميع مجالات العلوم بما في ذلك علم الأحياء، وعلم الحيوان، وعلم الوراثة، وعلم الحفريات، وعلم الآثار، وعلم الأحياء الدقيقة (علم الجراثيم) إلا أنه قد تم بذل الكثير من الجهود الدؤوبة لإبقائها على قيد الحياة – وذلك لأسباب أيديولوجية متنوعة – لأكثر من 150 عامًا.
أظهرت بعض الدراسات لأدب التطوريين كيف تم إنتاج ما يسمى بالبراهين من قبل هؤلاء التطوريين – وذلك في محاولة منهم لدعم وإثبات نظريتهم – إلا أنه في وقت لاحق تم إثبات أن هذه البراهين إما مزورة، أو أنها باطلة علميًّا.
حتى أن هناك بعض التطوريين البارزين قد اتفقوا الآن على حقيقة أن نظرية التطور لا تمتلك أي دليل علمي ملموس، وأن جميع البراهين المفترضة التي تم إنتاجها حتى يومنا هذا فهي غير صحيحة وغير علمية.
هناك العديد من الاعترافات التي كُتبت بواسطة التطوريين بخصوص عدم صحة نظرية التطور وهي كافية لملء العديد من المجلدات.
مازالت نظرية التطور تلقى العديد من الدعم حتى الآن، وهو الدعم الذي فشل العلم في إعطائه لها، فالدعم هذه المرة يأتي من أوساط أيديولوجية مختلفة، هذا بجانب الدعم الذي يأتي من قبل بعض وسائل الإعلام وهي – وسائل الإعلام – التي تتولى مسؤولية الترويج للدعاية لهذه الأوساط الأيديولوجية السابق ذكرها.
تستمر هذه الأوساط في ترويج الدلائل الخاطئة والمُضللة – من خلال الصحافة والإعلام – وهي الدلائل التي تم محوها حتى من أدبيات التطوريين والتي تم الإثبات بما لا يدع مجالًا للشك عدم صلاحيتها، ورغم ذلك فهم مازالوا يقدمون هذه الدلائل على أنها حقائق علمية.
هدفهم من كل هذا هو إبعاد البشر عن حقيقة أن الله عز وجل هو الذي خلقهم، وبالتالي إقناعهم بتصديق الكذبة التي تُقال بأنهم جاءوا إلى الوجود عن طريق الصدفة وأنهم ينحدرون من سلالة القردة.
تتبدل في المجتمعات التي تتكون من أفراد يصدقون كذب نظرية التطور بعض الفضائل الرفيعة مثل المحبة، وتقدير الآخرين، والمودة، والشفقة، والاحترام، والتفاهم وتحل محلها صفات أخرى مثل الأنانية، والقسوة، والكره، وحالة من انعدام المحبة. لذلك فإن انتشار مثل هذه الأفكار يعنى ضمنيًا هدم جميع القيم التي تحافظ على المجتمع متماسكًا وبالتالي فهي بداية النهاية للمجتمع، لذلك فإن واحدة من الأشياء ذات الأهمية الكبرى هي إخبار الناس بعدم صلاحية نظرية التطور.
لا تعتمد نظرية التطور على العلم والاستنتاجات الصلبة وإنما على الخرافات والكم الهائل من الدلائل الخاطئة.
في هذا الفيلم سنقوم بفحص ودراسة بعض الأدلة الخاطئة والمُضللة، بالإضافة إلى الخداع والمغالطات التي أتى بها بعض التطوريين من أجل أن يقودوا البشر إلى الضلال على مدى السنوات المئة الماضية.
خدعة "إنسان بلتداون"
في عام 1912، ادعى فريق بحثي بقيادة عالم حفريات بريطاني هاوٍ يُدعى تشارلز داوسون اكتشاف حفرية. وقد كان لعظام الفك التي تم عرضها آنذاك خصائص تشبه عظام فك القرد، وذلك على الرغم من أن الجمجمة نفسها كانت تمتلك صفات الإنسان.
وقد تم إطلاق اسم إنسان بلتداون على هذه الحفرية والتي عُرضت في أهم متاحف العالم لأكثر من 40 عامًا متتالية على أنها دليل قاطع على صحة نظرية التطور.
ومع ذلك، فقد امتلكت الحفرية عددًا من السمات المحيرة والمربكة جدًا.
وعلى الرغم من أن حجم الجمجمة كان كبيرًا بشكل ملحوظ، إلا أن عظام الفك كانت تشبه تلك التي يمتلكها إنسان الغاب، وكانت تحتوي على ضرسين مشابهين أيضًا لتلك الضروس التي يمتلكها البشر.
وقد أذهلت هذه الصفات الأوساط العلمية حول العالم.
وقد أُنتج في وقت قريب تصنيف علمي لهذه الحفرية والذي عُرف باسم الإنسان الفجري الدوسوني، والذي بدأ يُشار إليه على أنه إنسان بلتداون.
والتي قُدر عمرها بحوالي 500 ألف عام.
وبالتالي فقد صُورت على أنها دليل محتمل للكذبة التي يقال بأن البشر والقرود ينحدرون من الجد نفسه.
وعلى الفور، سادت أجواء من البهجة على جميع مطبوعات التطوريين
وقد كان لهذه الحفرية صدى هائل على عالم الحفريات.
كان صداها هائلًا حتى أن ما يقرب من 500 أطروحة للدكتوراه تمت كتابتها عن هذا الأمر لمدة 40 عامًا قادمة حتى تم الكشف عن أن الأمر برمته هو خدعة.
هذه الحفرية – والتي كانت رمزًا لانتصار نظرية التطور المزعومة – وُضعت للعرض والمشاهدة في المتحف البريطاني والذي يعتبر واحدًا من أشهر المؤسسات في العالم.
تم فحصها ودراستها ليس فقط من قبل أشهر العلماء من جميع أنحاء العالم، بل وأيضًا من قبل أعداد لا تُحصى من الزائرين، ولكن لم يكن مقدرًا لانتصار إنسان بلتداون أن يعيش طويلًا.
في عام 1949، استطاع كينيث أوكلي من قسم الحفريات في المتحف البريطاني أن يطور طريقة جديدة لتحديد أعمار الحفريات.
وقد بدأ باستخدام هذه التقنية – والتي أُطلق عليها اختبار الفلوريد – على الحفريات الموجودة داخل المتحف.
وقد ذُهل أوكلي بالحقيقة التي أظهرها الاختبار الذي تم إجراؤه هلى جمجمة إنسان بلتداون، فقد كانت عظام الفك خالية من مادة الفلوريد، بينما احتوت الجمجمة على نسبة صغيرة منه.
مما يعني أن عظام الفك لا يتجاوز عمرها بضع سنوات، والجمجمة لا يتجاوز عمرها بضع المئات من السنين على أقصى تقدير.
ومع تكثيف التحقيقات، فقد تم إظهار كم هائل من الحقائق: فالحفرية التي تم تصويرها على أنها أفضل دليل تم التوصل إليه لإثبات نظرية التطور كانت في الحقيقة محض كذبة تامة.
فعظام الفك تنتمي إلى إنسان الغاب المتوفى حديثًا، والجمجمة تنتمي إلى إنسان متوفٍّ منذ فترة قاربت 500 عام.
ومن خلال الفحص عن قرب فإنه يمكن رؤية أن الأسنان قد تم إرفاقها بعظام الفك في وقتٍ لاحق، وقد تم استخدام أداة صلبة لكشطها، وفي النهاية تم غمرها في سائل ثنائي كرومات البوتاسيوم وذلك لإعطائها مظهرًا قديمًا.
أثبتت التحاليل المفصلة التي أجراها جوزيف وينر بما لا يدع مجالًا للشك أن هذه الحفرية كانت مجرد خدعة.
وقد كان بروفيسور لو جروس كلارك – أستاذ التشريح بجامعة أوكسفورد – واحدًا من هؤلاء العلماء الذين كشفوا هذا الغش والاحتيال.
وفي نهاية التحقيقات التي قام بها، قال لو جروس:
بالفعل فإنه يبدو جليًا افتعال هذه الخدوش، ويبدو أنه من الجيد طرح السؤال الأهم وهو – كيف أن هذه الخدوش لم يتم ملاحظتها من قبل؟ ... إنهم لم يبحثوا عن هذا الأمر من قبل... لم يقم أي شخص في السابق ممن فحصوا عظام فك بلتداون بوضع فكرة وجود تزييف محتمل نُصب عينيه، إنه تلفيق متعمد.
كل هذا الوقت والجهد الذي خصصه هؤلاء العلماء ما هو إلا وقتٍ قد كُرس لفحص وتفسير حفرية زُيفت باحترافية شديدة. وقد قام كلارك هاول – بروفيسر الأنثروبولوجيا (علم الإنسان) – بإطلاق هذا التعليق:
اكتُشفت بلتداون عام 1953 ولم تكن سوى عظام فك لقرد تم إدخالها على جمجمة إنسان، فهي خدعة قد تم وضعها عن عمد، فهم لم يقروا بشكل واضح عما ما إذا كان هذا الفك ينتمي لقرد أو إذا كانت الجمجمة تنتمي لإنسان وبدلًا من ذلك فقد أعلنوا أن كل جزء من الجزئين السابقين هو شيء في المنتصف ما بين القرد والإنسان. وقد أرجعوا تاريخه لحوالي 500 ألف عام مضت، وأطلقوا عليه اسم (الإنسان الفجرى الدوسوني أو إنسان داون)، وكُتب ما يقرب من 500 كتاب عن هذا الأمر. خدع هذا الاكتشاف علماء الحفريات لمدة 45 عامًا.
الرسوم التوضيحية المزيفة التي رسمها هيكل
يُعد مخطط مراحل تطور الجنين الزائف والذي رسمه عالم الأحياء التطوري إرنست هيكل واحدًا من أشهر الدلائل التي يقدمها التطوريون لبرهان نظريتهم.
وقد طلب دارون من صديقه المقرب هيكل أن يساهم في نظريته وذلك بإخباره أنه سيقوم بعمل رائع عن طريق نشر العقيدة التطورية.
لم يستطع هيكل أن يرفض هذا الطلب وخرج علينا بأطروحة وهمية محاولًا التأسيس لبعض الدلائل المفترضة والتي تصب في مصلحة نظرية التطور.
وقد أُطلق عليها اسم "نظرية التلخيص."
وطبقًا لهذه الأطروحة غير العلمية، فإنه وخلال المراحل التطويرية، تتعرض الأجنة الحية لمراحل تكرارية قصيرة من العمليات التطورية والتي من المفترض أن تخضع لها جميع الكائنات.
على سبيل المثال – وطبقًا لهذه الخرافة – فإن الجنين البشري في رحم أمه يظهر في المرحلة الأولى على هيئة سمكة، ثم بعد ذلك سيمتلك بعص سمات الزواحف وذلك قبل أن يتحول إلى شكله النهائي كإنسان.
ومع ذلك، فقد أظهرت الأبحاث والمشاهدات التي تمت في أحدث المعامل زيف جميع الرسومات الإيضاحية التي أخرجها هيكل في محاولة منه لدعم هذه النظرية.
نشرت مجلة علمية شهيرة في إصدارها بتاريخ 5 سبتمبر 1997 مقالًا بعنوان: "أجنة هيكل: إعادة اكتشاف التزييف"، وقد جاء فيها ما يلي:
لم يقم هيكل فقط بإضافة أو حذف بعض السمات – وذلك طبقًا للتقرير الذي أعده ريتشاردسون وزملاؤه – ولكنه أيضًا زيّف في المقاييس للمبالغة في التشابهات ما بين الأنواع حتى وإن كان هناك تباين في الأحجام يصل إلى 10 أضعاف. وقد أضاف هيكل المزيد من الضبابية على الاختلافات بين الأنواع عن طريق إهمال تسمية هذه الأنواع في معظم الأحيان كما لو أن مندوبًا واحدًا فقط كان بالدقة الكافية لتمثيل مجموعة كاملة من الحيوانات. ... وقد لخص ريتشاردسون الأمر في الآتي: "لقد اتضح لنا أنها – (رسومات هيكل) – واحدة من أشهر التلفيقات في علم الأحياء."
وقد سلطت مجلة علمية أخرى الضوء على هذا الموضوع في 16 أكتوبر 1999:
في الحقيقة فقد تم إظهار عدم صحة قانون هيكل الصارم في وقتٍ قريب، على سبيل المثال، فإنه لم يحدث أبدًا لأي جنين بشري في مراحل تكونه الأولى أن امتلك خياشيم مثل السمكة، ولم يظهر أبدًا أنه – الجنين البشري – مر بمراحل مشابهة لتلك التي مر بها أي من الزواحف أو القرد البالغ.
وقد امتد الخداع الذي مارسه هيكل إلى أبعد من ذلك. فهذا الجزء من الجنين – والذي ساوى هيكل بينه وبين الكيس المحي ( الحويصلة السرُية) – هو في الحقيقة الحويصلة التي تنتج الدماء للطفل. هذا الجزء الذي زعم هيكل أنه الذيل هو في الحقيقة العمود الفقري للإنسان وذلك ما تم معرفته لاحقًا، وقد تم تشبيه هذا الجزء بالذيل لأنه ظهر قبل أن تظهر الأرجل.
والأكثر أهمية من هذا، أنه اعترف بشكل شخصي قبل 100 عام بزيف هذه الرسومات الإيضاحية التي أنتجها لدعم أطروحته:
بعد هذا الاعتراف التوافقي بالتزييف كنت سأجد نفسي مجبرًا على إدانة نفسي وإفنائها لولا أن عزائي هو رؤية مئات من الزملاء المذنبين جنبًا إلى جنب معي في قفص الاتهام نفسه وذلك لأن بينهم العديد من المراقبين الأكثر ثقة وأكثر علماء الأحياء احترامًا وعظمة. يجب على الأغلبية العظمى بين كل هذه الرسومات الموجودة في أفضل الكتب الدراسية البيولوجية، والمؤلفات، والمجلات أن تتحمل نفس القدر من الاتهام بالتزييف، فكلها ليست بالدقة الكافية بالإضافة إلى احتوائها قدرًا أكثر أو أقل من التحريف، والترسيم، والتركيب.
أظهر الاعتراف الذي قام به هيكل أن تقنيات الزيف والكذب كان يتم اللجوء إليها بشكل دائم من قبل بعض التطوريين، وهم ليس لديهم أي تردد من ناحية الاستمرار في استخدامهما.
وحتى الآن، وبعد أن عرف الجميع زيف هذه الرسوم الإيضاحية، فمازالت تُدرس في الكتب الدراسية على أنها حقيقة علمية وذلك في جميع أنحاء العالم خلال القرن العشرين.
ومازال تدريسها والعمل بها مستمرًا بالصورة نفسها إلى يومنا هذا.
فضيحة "إنسان نبراسكا"
في عام 1922، كان هذا هو الوقت الذي بُذلت فيه جهود مكثفة بهدف الوصول لبرهان على نظرية التطور. أعلن هنري فيرفيلد أوزبورن – رئيس قسم الحفريات بالمتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي – عن اكتشافه حفرية لضرس يعود تاريخه إلى الحقبة البليوسينية بالقرب من وادي الأفاعي غرب نبراسكا.
وقد حدث توافق بشكل تام – بناءً على ضرس واحد فقط – أنه ينتمي إلى ما يسمى "بالرجل القرد."
وقد دارت العديد من النقاشات العلمية العميقة حول هذا الدليل المزعوم والذي لم يكن في الحقيقة أكثر من مجرد خيال.
وقد أُطلق على هذه الحفرية – والتي سببت جدلًا واسعًا – اسم "إنسان نبراسكا."
وسرعان ما تم إعطاء "اسم علمي" جديد لإنسان نبراسكا وهو هسبيروبايثيكوس هارولدكوكي
وقد أظهرت العديد من الجهات دعمها لأوزبورن
تم إجراء العديد من الرسومات لإعادة بناء جمجمة وجسد إنسان نبراسكا وذلك اعتمادًا على ضرس واحد فقط.
وقد ذهبوا إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث نُشرت العديد من الرسومات الإيضاحية لإنسان نبراسكا مع أولاده وزوجته في بيئتهم الطبيعية التخيلية .
بدأ التطوريون مره أخرى بحشد جميع الوسائل المتاحة لهم من أجل هذا السيناريو الوهمي.
وقد أقر ويليام براين – السياسي من ولاية نبراسكا – بصحة أن الدليل الذي يتعلق بمسألة إنسان نبراسكا هو دليل غير ملائم تمامًا، وأن الدليل المتاح لا يبرهن على أي شيء، وأن على هؤلاء الناس الانتظار مزيدًا من الوقت.
ومع علمهم أنهم على شفا فقدان هذا الدليل المزعوم، فقد بدأ العلماء التطوريون على الفور في شن حملة مضادة عن طريق إصدار بيانات – والتي تضمنت الدعاية التطورية المعتادة – مفادها أن عقلية براين قد عفا عليها الزمن وبعيدة كل البعد عن كونها عقلية علمية.
وقد تم اكتشاف أجزاء أخرى من الهيكل العظمي وذلك في عام 1927.
والتي أظهرت أن هذا الضرس لا ينتمي إلى بشر أو قرد. وقد أدرك الناس في النهاية أن هذا الضرس ينتمي إلى فصيلة منقرضة من الخنازير البرية.
تم الإعلان عن هذا الخطأ في مقالة للكاتب ويليام جريجوري بعنوان "على ما يبدو فإن هسبيروبايثيكوس لم يكن قردًا أو إنسانًا".
و نتيجةً لهذا فقد تم محو هسبيروبايثيكوس هارولدكوكي وعائلته بشكل عاجل من الأدبيات ذات الصلة بهذا الموضوع.
ولكن، كالمعتاد، فالتطوريون مستمرون في التصرف مع الأمر وكأن شيئًا لم يحدث.
خدعة الأركوبتركس (الطائر الأول)
الدليل الوحيد الذي يشير إليه التطوريون ويصب في صالح كذبتهم التي تقول "إن الطيور تطورت من الديناصورات" هو حفرية يرجع عمرها إلى 150 مليون عام مضت لطائر أركوبتركس، وقد كانت هذه الحفرية التي أبقوا عليها عبارة عن نصف طائر ونصف ديناصور لا يستطيع الطيران بشكل جيد.
ومع ذلك، فإن جميع الدلائل التي وُجدت إلى يومنا هذا تُظهر أن الحيوان موضع التساؤلات هنا لم يكن شيئًا في المنتصف كما يُقال ولكنه مجرد فصيلة منقرضة من الطيور.
في الحقيقة هناك افتراضات تقول بأن افتقاره "لعظمة القص" – عظمة الصدر وهي المكان المرتبط به العضلات الأساسية اللازمة للطيران – هو الدليل الأهم الذي يوضح أنه غير قادر على الطيران.
اكتُشفت الحفرية السابعة للأركوبتركس عام 1992. ومع ذلك، فقد أظهرت – هذه الحفرية – أن هذا المخلوق يمتلك فعليًا هذه العظمة ويأتي هذا على العكس مما حاول التطوريون تصويره.
أثبت وجود هذه العظمة أن الأركوبتركس كان من الطيور المحلقة.
صور التطوريون وجود المخالب على أجنحة الأركوبتركس والأسنان الموجودة في فكه على أنها من الدلائل التي تشير إلى أنه كائن وسيط.
ولكن هذا كان تشويهًا للحقائق أكثر من كونه دليلًا.
امتلكت أيضًا طيور مثل التوراكو والهواتزين – والتي تعيش ليومنا هذا – المخالب والتي مكنتهم من الثبات على فروع الأشجار.
وأيضًا فقد امتلكت طيور أخرى ممن عاشت في الماضي أسنانًا.
يعُد امتلاك الأركوبتركس للريش غير المتماثل واحدًا من الإشارات المهمة التي تؤكد انتماءه للطيور، فقد كانت جميع الطيور المُحلقة تمتلك هذه الخاصية والتي مكنتها من الطيران عن طريق إعطائها البنية الديناميكية الهوائية اللازمة.
تُظهر جميع هذه النتائج أنه لا أساس للمزاعم التي يطلقها التطوريون بأن الأركوبتركس كان كائنًا وسيطًا.
على الرغم من كونه أحد العلماء التطوريين، إلا أن البروفيسور ألان فيدوتشيا – الأستاذ بجامعة كارولينا الشمالية وأحد أبرز علماء الطيور حول العالم – يعارض بشدة النظرية القائلة بأن هناك علاقة تربط الطيور بالديناصورات، وجاءت كلمات فيدوتشيا كالآتى:
حسنًا، لقد قمت بدراسة جماجم الطيور لمدة 25 عامًا ولم أرَ تشابهات على الإطلاق، ببساطة أنا لا أراها....فتلك الأشياء المسماة الأصول الثيروبوداية (قدم الوحش) للطيور هي في رأيي ستكون الشيء الأعظم إرباكًا وإحراجًا لعلماء الحفريات في القرن العشرين.
هذا بالإضافة إلى أن اكتشاف بعض الحفريات – والذي حدث في وقتٍ قريب – لأنواع من الطيور المحلقة والتي كانت تعيش في الوقت نفسه الذي عاش فيه الأركوبتركس قد كذب تمامًا فكرة أنه كائن وسيط في مرحلة انتقالية تخيلية من الديناصورات إلى الطيور.
من بين هذه الطيور التي امتلكت المنقار، والريش، والهيكل العظمي كان طائر الكونفيوشسورنيس البالغ من العمر 140 مليون عام - والذي تم اكتشافة في الصين عام 1995، وهو يمتلك العمر نفسه الذي يمتلكه الأركوبتركس يزيد أو يقل سنوات بسيطة – والذي ظهرت عليه الخصائص نفسها التي تمتلكها الطيور التي تعيش في يومنا هذا.
تكذب جميع الأشياء السابق ذكرها النظرية التي طرحها التطوريون بأن الأركوبتركس كان هو السلف البدائي الذي انحدرت منه جميع أنواع الطيور.
مرة أخرى، فقد تم اكتشاف حفرية يبلغ عمرها 130 مليون عام لطائر ليونينجورانس في الصين وذلك في نوفمبر عام 1996، وحفرية أخرى يبلغ عمرها 120 مليون عام لطائر إيللولفيش، وكلاهما متطابق مع الطيور التي تعيش في عصرنا هذا من حيث الهياكل والآليات، وكلاهما أيضًا امتلكا القدرة على التحليق بطريقة مثالية.
وقد ذكر البروفيسور ألان فيدوتشيا من خلال التحليل الذي نُشر في إحدى المجلات العلمية بأن اكتشاف حفرية طائراليونينجورانس دحض الأطروحة التي يتبناها التطوريون والقائلة بأن الطيور انحدرت من الديناصورات.
ما هو أصل الطيور؟ تخبرنا حفرية] اليونينجورانس[ بأنها ليست الديناصورات.
خرافة العثة المرقطة (العثة الداكنة)
تُصور حكاية "العثة المرقطة" على أنها واحدة من أهم الدلائل التي تصب في مصلحة التطور وذلك في جميع الكتب الدراسية لعلم الأحياء المخصصة للحديث عن نظرية التطور.
بُنيت هذه القصة على تجربة قام بها أحد علماء الأحياء التطوريون – وهو برنارد كيتلويل – في الخمسينيات والتي يمكن تلخصيها في الآتي:
في بداية الثورة الصناعية في بريطانيا كان اللحاء على الأشجار في محيط منطقة مانشستر فاتح اللون
لهذا السبب فقد كان من السهل رؤية العثة داكنة اللون المرابطة على جذوع تلك الأشجار من قبل الطيور التي تتغذى على هذه الفصيلة من العثة، وبالتالي قلت فرص النجاة لهذه الفصيلة.
لذلك، وبعد مرور 50 عامًا، فقد أدى خفوت اللون الفاتح للأشنة المتواجدة على لحاء الأشجار – نتيجة التلوث الصناعي – إلى أنها أصبحت أكثر قتامةً من حيث اللون.
وبناءً على ذلك، أصبحت العثة فاتحة اللون – في ذلك الوقت – هي الفريسة الأكثر انتشارًا بالنسبة للطيور عن تلك العثة ذات الألوان القاتمة.
وكان هذا هو الوقت الذي انخفضت فيه أعداد العثة الملونة، مقارنة بالعثة داكنة اللون والتي تضاعف عددها نتيجة أنها أصبحت غير مرئية.
أصر التطوريون – رغم عدم وجود أساس صلب يمكن الاعتماد عليه – أن هذا الشيء هو واحد من الأمور الرئيسية التي تؤكد مزاعم دارون بحدوث التطور نتيجة الانتخاب الطبيعي، وأن العثة الملونة تطورت تدريجيًا إلى أن أصبحت داكنة.
ولكن، هذا يُعد خداعًا.
وذلك لأن كلا النوعين من العثة كان موجودًا منذ البداية.
لذلك، فلا مجال للتساؤل عما إذا كانت هناك أنواع جديدة قد نشأت نتيجة التحول من شكل إلى آخر.
ما حدث برمته كان تغيرًا في أعداد العثة التي كانت أنواعها موجودة فعليًا، فالعثة لم تكتسب أي أعضاء أو سمات جديدة والتي يمكن أن تؤدي "لتغير في الأنواع."
ومع ذلك، فما زال للموضوع جانب آخر أكثر تشويقًا يمكن الحديث عنه:
وبنفس الطريقة التي أوضحت أن التفسير التطوري غير صحيح، فهو أيضًا ينطوي على العديد من الخدع السافرة. في كتابه بعنوان "أيقونات التطور" – والذي نُشر عام 2000 – قام عالم الأحياء الجزيئية – جونثان ويلز – بوصف كيف أن التجربة التي قام بها كيتلويل كانت في واقع الأمر فضيحة علمية.
"العثة" – التي صُورت بواسطة كيتلويل – "الموجودة على لحاء الأشجار" كانت في واقع الأمر ميتة.
ثبت كيتلويل هذه المخلوقات الميتة على لحاء الأشجار بواسطة الدبابيس والمواد اللاصقة ثم بعد ذلك قام بتصويرها.
لم يجد كيتلويل منذ أن استقرت هذه العثة على الجانب السفلي للفروع وليس على جذوع الأشجار أي وسيلة ممكنة لالتقاط مثل هذه الصور.
وأخيرًا، فقد تم إدراك أن ما قام به كيتلويل من أجل "العثة المرقطة" كان مبنيًا على تجربة زائفة.
واجه الباحثون الذين قاموا بالتحقيق والتقصي في شأن العثة المرقطة شيئًا غريبًا ومثيرًا للاهتمام، فبينما يتوقع البعض وجود عدد كبير من العثة الملونة التي لم تتأثر بالتلوث الصناعي في هذا الجزء من بريطانيا، إلا أن الحقيقة أظهرت وجود عدد كبير من العثة المرقطة والذي يفوق 4 أضعاف عدد العثة الملونة.
بمعنى آخر، ليس هناك أي علاقة بين أعداد العثة وبين نوع لحاء الأشجار كما كان يزعم كيتلويل، ورغم ذلك فإن هذا الأمر يتم تكراره في جميع المراجع الخاصة بالتطوريين.
سبب انهيار نظرية العثة المرقطة – والتي كانت تُعد للعديد من العقود بمثابة العنصر الأساسي في "المدخل للمقررات الدراسية المتعلقة بنظرية التطور" – خيبة أمل هائلة بين مناصري نظرية التطور.
أدلى واحد من هؤلاء التطوريين ويدعى جيرى كوين بهذا الاعتراف:
رد فعلي والذي يبين مدى استيائي وفزعي من هذا الأمر مشابه لذلك عندما اكتشفت – وأنا في سن السادسة – أن أبي هو من يحضر الهدايا في ليلة عيد الميلاد وليس سانتا.
وبالتالي، فقد أصبح هذ الشيء – والذي تم اعتباره "أشهر مثال على الانتخاب الطبيعي" – تاريخيًا مجرد فضيحة علمية أخرى.
شجرة عائلة الجنس البشري الوهمية
بنى التطوريون أطروحتهم المزعومة "بالتطور البشري" وذلك على أساس الرسومات الوهمية والتخيلية لشجرة العائلة.
فهم لا يمتلكون ولو دليلًا صغيرًا يدعم مزاعمهم القائلة بتطور الجنس البشري.
ولهذا السبب، فقد قاموا بصنع الدليل الخاص بهم عن طريق استكمال مختلف أجزاء الجمجمة والعظام أثناء عمليات التنقيب، واستخدام بعض الرسومات الإيضاحية الخادعة بالطريقة التي تتناسب معهم.
أطلقوا على هذه الصور التخيلية العديد من الأسماء، وقاموا بصنع شيء مفترض يسمى "شجرة العائلة الخاصة بالتطور الإنساني" وذلك عن طريق وضع هذه الصور التخيلية بالتسلسل الذي يتناسب معهم ومن اختيارهم.
فخدعة "إنسان نبراسكا" – والتي شاهدناها سابقًا في هذا الفيلم – تُعد واحدة من أبرز الأمثلة على تلك الرسومات التخيلية.
أنتج التطوريون صورًا وهمية لسلف الإنسان بناءً على ضرس واحد فقط والذي ثبت لاحقًا أنه ينتمي إلى فصيلة من الخنازير البرية.
وقد تمادوا في الأمر حتى أنهم أضافوا رسومات إيضاحية لزوجته وأولاده.
لسنوات عديدة كانت تُصور هذه الأنواع التخيلية في الأدب التطوري – مثل إنسان نبراسكا – على أنها دليل علمي.
لم تنتهِ – بطبيعة الحال – المجهودات التي بذلها التطوريون لإنتاج دلائل زائفة بمسألة "إنسان نبراسكا".
أنتج مناصرو نظرية التطور أعدادًا لا تُحصى من الأشكال الوسيطة الزائفة من أجل شجرة العائلة التخيلية وذلك بناء على مختلف أجزاء الجمجمة والعظام التي اكتشفوها سابقًا.
ما شجع التطوريون على إنتاج مثل هذه الدلائل الزائفة هو العدد الهائل من الحفريات والذي يمكن أن يستخدموه كأساس لتكهناتهم التي لا أساس لها من الصحة.
من المعروف أنه قد عاش أكثر من 6000 نوع من القردة وذلك على مدى التاريخ.
وجزء كبير منها قد أصبح منقرضًا واختفى.
واليوم، هناك 120 نوعًا فقط من القردة في العالم.
لذلك، فإن بقايا الحفريات المنقرضة لما يقرب من حوالي 6000 نوع من القردة تمثل واحدة من الموارد الغنية للتطوريين.
قام التطوريون بتجميع بقايا الجماجم والعظام من هذه الأنواع المنقرضة وذلك بالطريقة التي تخدم أغراضهم ومتطلباتهم.
وبعد ذلك، قاموا بترتيبها طبقًا للحجم – من الأصغر إلى الأكبر – ثم قاموا بكتابة السيناريوهات التطورية للإنسان عن طريق إضافة الجماجم التي تنتمى لبعض الأجناس البشرية المنقرضة لهذه الأنواع.
يحتوى هذا السيناريو على العديد من الأنواع التخيلية التي لم تكن موجودة إطلاقًا على أرض الواقع.
تمت البرهنة مرارًا وتكرارًا على مدى الطبيعة الزائفة لتلك الأنواع التخيلية والتي يزعم البعض بأنها تمثل أسلاف الإنسان مثل إنسان جاوة، وإنسان بكين، ولوسي.
اعترف التطوريون مرات كثيرة لا تحصى بأن تلك الحفريات التي قُدمت على أنها دلائل هي في حقيقة الأمر بعيدة كل البعد عن امتلاك الحد الأدنى من الأساس العلمي.
حفريات زائفة عديدة تم تقديمها على أنها الأسلاف المزعومة للإنسان، والتي تضمنت:
"إنسان جاوة"، تم اكتشافه على جزيرة جاوة بواسطة اختصاصي علم التشريح الهولندي أوجان دوبوا، والذي زُعم بناء على جمجمته – التي تبين فيما بعد أنها تنتمي إلى فصيلة من فصائل القرود تسمى الجيبون – بأنه سلف الإنسان.
"إنسان بكين"، تم التبشير بإنه – إنسان بكين – هو السلف الذي انحدر منه الإنسان بناءً على بقايا عظام مستقلة وُجدت في أوقات متفرقة على مدار 10 سنوات في المنطقة المحيطة ببكين. ثم اختفت بعد ذلك هذه البقايا بشكل غامض ولم تترك خلفها أي شيء سوى صورًا خيالية وبعض النماذج.
ثم بعد ذلك، كانت هناك حفرية تسمى "البيتيكانتروبوس" والتي اكتُشفت في الهند عام 1932، وقد زُعم أنها تمثل المرحلة الانتقالية الأولى المفترضة في التحول من القردة للبشر. وقد استُخدم هذا من قبل التطوريين على أنه دليل قاطع على نظريتهم لمدة 50 عامًا وذلك حتى عام 1982 عندما تم إدراك أن هذه الحفرية في الواقع تنتمي إلى فصيلة قديمة من إنسان الغاب.
اكتُشفت الحفرية المعروفة باسم "لوسي" بواسطة عالم الأنثروبولوجيا الأمريكي دونالد جونسون عام 1974، وقد نُظر إليها لعقود عديدة على أنها رمز للتطور. وقد تخلى عنها التطوريون في وقتٍ لاحق عندما أدركوا أن هذه الحفرية التي تسمى لوسي هي في الحقيقة تنتمي إلى نموذج منقرض من الشمبانزي.
وُجدت، بعد ذلك، بقايا جمجمة بالقرب من بلدة أورثي بإسبانيا وذلك في عام 1983، والتي تم الإعلان عنها على أنها أقدم حفرية بشرية في أوروبا وقد تم إدراجها في أدبيات التطوريين تحت اسم "إنسان أورثي". وفي وقتٍ لاحق، أظهرت الحقائق أن بقايا الجمجمة هذه تنتمي إلى حمار يبلغ من العمر أربعة أشهر.
هذا ليس سوى عدد قليل من الحفريات الزائفة التي أنتجها التطوريون في سبيل تقديم دلائل مفترضة على تطور الإنسان.
ختامًا، فقد أظهرت جميع الاكتشافات الحفرية، والتشريحية، والبيولوجية – ومثلها مثل جميع المزاعم الأخرى – بطلان المزاعم التي تقول بتطور الإنسان.
أظهرت السجلات الحفرية على مدار التاريخ بأن البشر لطالما وُجدوا على هيئتهم كبشر، وأن القردة لطالما وُجدت على هيئتها كقردة.
لا يوجد إطلاقًا أي دليل واضح وصلب على وجود ارتباط عائلي بين البشر والقردة...
.....بعيدًا عن التزييف، والتشوهات، والمكر، والرسوم الإيضاحية المُضللة، والتفاسير الوهمية.
ضُلل العالم العلمي لمدة 30 عامًا!
مثال آخر على الخداع الذي مارسه التطوريون باسم العلم هي خدعة تم المحافظة عليها من قبل أحد العلماء التطوريين لمدة 30 عامًا، وقد ظهرت إلى النور عقب هذه الفترة.
أُعلن عن هذه الخديعة في مقال نُشر بتاريخ 16 أغسطس 2004 في إحدى أشهر المجلات الألمانية.
وصف التقرير كيف أن بروفيسور الأنثروبولوجيا التطوري راينر بروتش فونزاتن – رئيس معمل نظائر الكربون بجامعة فرانكفورت منذ عام 1973 – قام بتشويه وتحريف أعمار العديد من الحفريات الهامة بشكل متعمد.
مازالت الأكاذيب التي قيلت بواسطة البروفيسور – والذي تم إجباره على الاستقالة بسببها – تُوصف على أنها "حقائق" في كتب الأنثروبولوجيا، وقد اعترفت السلطات بأهمية عمل العديد من التغيرات الجذرية لتصحيح هذه الأمور.
وطبقًا للنتائج التي توصلت إليها لجنة التحقيق فقد قام البروفيسور بروتش بتحريف وتشوية أعمار السلاسل الحفرية المُكتشفة في أوروبا بشكل ممنهج، وتصويرهم على أن أعمارهم تعود لتواريخ أقدم مما هي عليه بآلاف السنين.
وقد ذهبت هذه الفضيحة المتعلقة بشأن هذا البروفيسور التطوري إلى ما هو أبعد من ذلك.
بالإضافة إلى ما سمعناه الآن، فقد كتبت إحدى أشهر الصحف البريطانية أن البروفيسور قام بتصنيع بعض الحفريات الزائفة.
بالإضافة لهذا فقد تضمن هذا المقال بيانًا صادرًا من الجامعة، وجاء فيه: "توصلت اللجنة إلى أن البروفيسور بروتش قد زيف وتلاعب بالحقائق العلمية لمدة تجاوزت 30 عامًا."
وقد ظهر هذا الاحتيال إلى الأضواء عندما أثيرت بعض الشكوك حول ادعاء البروفيسور بروتش بأن بعض العينات الحفرية التي اكتشفت في أوروبا تعود للحقبة البليوسينية. وقد تم إرسال هذه العينات إلى جامعة أوكسفورد للقيام بمزيد من الاختبارات عليها.
تبين أن هناك هيكلًا عظميًا لأنثى – والذي قال بروتش أن عمره 21.300 عام – هو في الواقع يبلغ من العمر 3.300 عام فقط. وواحدًا آخر أرجع بروتش عمره إلى 27.400 عام والذي قد تبين أنه ينتمي لرجل عجوز توفي منذ ما يقرب من 250 عامًا.
من بين الحفريات التي أعطاها البروفيسور تاريخًا زائفًا كانت حفرية إنسان هانفرساند والتي يصورها التطوريون على أنها تمثل واحدة من أهم الأشكال الوسيطة.
العمر الزائف الذي أعطاه بروتش لحفرية إنسان هانفرساند كان 36 ألف عام.
أعلن بروتش أن هذه الحفرية تمثل أهم الحلقات المفقودة فيما يسمى التطور البشري، وأن الحفرية أُتيحت للعرض في متحف هيلمز بهامبورج.
زُينت جدران المتحف بالملصقات التي تصور إنسان هانفرساند على أنه الرجل القرد بطريقة خيالية تمامًا
توافد عشرات الآلاف من الزوار على المتحف.
ومع ذلك، فإن هذه الحفرية تعتبر في الحقيقة دليلًا على زيف وخداع التطوريين أكثر من كونها دليلًا على صحة نظرية التطور.
عدد هائل من الخدائع قد تم ارتكابه.
برزت الحقيقة عندما ظهرت نتائج الاختبارات على الحفرية – التي كان يقدمها التطوريون في مظهر الرجل القرد – والتي أقيمت مؤخرًا في جامعة أوكسفورد والتي أظهرت أن عمر هذه الحفرية هو 7.500 عام فقط.
إنسان هانفرساند ما هو إلا إنسان عادي كان يعيش منذ ما يقرب من 2000 عام قبل ظهور الحضارات مثل الحضارة السومرية والحضارة المصرية القديمة، والذي لم يكن له أي علاقة على الإطلاق بتلك التصورات الوهمية الموجودة على الملصقات عن الرجل القرد.
خدعة إيدا
إيدا، والتي بشر بها العالم الدارويني ديفيد أتينبورو ببعض العبارات من قبيل: "الحلقة التي قيل عنها أنها مفقودة حتى الآن .. لم تعد مفقودة"، وقد وُصفت في الصحافة بأنها "سلف الإنسان"، و "الأعجوبة الثامنة في العالم"، والتي تبين لاحقًا أنها عبارة عن خديعة كبرى. فالإيدا، والتي تم الإعلان عنها بكل فخر على أنها سلف الإنسان، لم تكن في الواقع سوى فصيلة منقرضة من الليمور.
جلب الغضب الناجم عن الإيدا النقد حتى من العلماء الداروينيين أنفسهم.
قال كريس بيرد عالم الحفريات من متحف كارنيجي للتاريخ الطبيعى بجامعة جونز هوبكنز بشأن القطعة التي جاءت بعنوان "الحلقة المفقودة؟":
"لم تكن الحفرية قريبة من القرود، أو القرود العليا، أو البشر بالطريقة التي تم بها توجيهنا للاعتقاد في هذا" (الحلقة المفقودة؟ 20 مايو،2009)
ربما كان النقد الأصدق الذي وُجه لهذا الأمر هو الذي نُشر على موقع آخر:
"مثل هذه الاكتشافات عادة ما يتم كشف النقاب عنها للعالم من خلال الصفحات المختصة بها في المجلات الأكاديمية، ولكن بالنسبة لإيدا فإن الأمر كان يجب أن لا يقل عن عمل مؤتمر صحفي في غاية التألق وذلك في المتحف الأمريكى للتاريخ الطبيعى بنيويورك. لاحقًا، أوضح العلماء الذين قاموا بدراسة إيدا التفاصيل الخاصة بأبحاثهم. وقد كانت التصريحات غاية في التطرف والتهور."
الإيدا هي عبارة عن شكل من أشكال الحياة التي وُجدت قبل 47 مليون عام. لم تكن تمتلك أطرافًا نصف متشكلة أو حتى سمات شبه متطورة، ولا أي خصائص من كلا النوعين. لم تمتلك هذه الحفرية ولو سمة واحدة – تم الحفاظ على 95% من هذه الحفرية والتي يمكن بالتالي فحصها بشكل دقيق – ترجح فكرة أنها قد تكون كائنًا وسيطًا.
كذبة الآردي
واحدة من الحيل الكلاسيكية التي يستخدمها التطوريون هي محاولة تصوير الاكتشافات القديمة على أنها حديثة وذلك لإعطاء العامة انطباعًا بأنهم ما زالوا يبحثون عن المعلومات العلمية المذهلة. وكانت حفرية آردي واحدة من الأمثلة التي جذبت مثل هذا الاهتمام الكبير.
وُصِفت الحفرية آردي (أرديبيثيكوس راميدوس) بأنها – والتي اكتُشفت عام 1994 – واحدة من الاكتشافات الرئيسية وذلك بعد مرور 15 عامًا.
ادعى الداروينيون – كالعادة – أنها تمثل الحلقة المفقودة التخيلية التي طال انتظارها. أُنتجت رسومات للروبوت ثم بعد ذلك تم إحياؤها عن طريق استخدام الكمبيوتر. ظهرت صور القرد وهو يمشي مستقيمًا وبخطوات ثابتة في جميع المطبوعات الداروينية.
أخذ الداروينيون حفرية لقرد اعتيادي وأعادوا ترميم بقايا عظام الحوض بشكل كامل – ووصل الأمر إلى أنهم رمموا تلك البقايا المتداعية تمامًا – وذلك بطريقة معينة تدعم الاقتراح القائل بأن صاحب تلك الحفرية كان يمشي بشكل مستقيم. بمعنى آخر، ما أتى به هؤلاء ليس اكتشافًا لحفرية، وإنما هو في الواقع ما يمثل فكرتهم الزائفة عن هذا الأمر
وذلك لأن الآردي كانت عبارة عن فصيلة بونوبو منقرضة، وكل ما كان هناك كان ينتمي إلى فصيلة البونوبو هذه.
وكما هو الحال مع جميع القردة الآخرين، فإن الادعاء بأنها كانت تمشي بشكل مستقيم هو أمر مشكوك في صحته تمامًا وغير حقيقي.
الخلاصة
أثبت العلم الحديث أن الحياة والطبيعة هما من صنع الله العلي القدير والعليم الخالق.
كشفت الدلائل المتراكمة عبر العديد من العقود في مجالات العلم المختلفة مثل علم الحفريات، وعلم الأحياء المجهرية، وعلم الأحياء الجزئية، والكيمياء الحيوية، وعلم الوراثة أن نظرية التطور قد فقدت مصداقيتها تمامًا وأنها ليست أكثر من مجرد خرافة.
وكما رأينا على مدار هذا الفيلم فإن التطوريين أصيبوا بحالة من اليأس وذلك بسبب فشل العلم في تزويدهم بالدلائل المطلوبة لإثبات نظريتهم، وأن بعضهم لجأ إلى "صنع" تلك الدلائل مستخدمًا طرقًا غير علمية.
وهذا هو السبب وراء الجهود الكبيرة التي تُبذل من أجل الحفاظ على نظرية التطور – الخديعة الأسوأ في تاريخ العلم – ودعمها لتظل صامدة باستخدام الوسائل الزائفة.
ظهور بعض الخدائع الجديدة من قبل التطوريين هو أمر محتوم ما دامت هذه الجهود – لإبقاء نظرية التطور صامدة – مستمرة.
ومع ذلك، فإن الشىء الواضح وضوح الشمس أن الاستمرار في مخالفة الحقائق – وخصوصًا عن طريق اللجوء إلى الخديعة والوسائل الأخرى غير العلمية – سيكون بمثابة مضيعة للوقت ولن يؤتي بأي نتائج على الإطلاق.