تكوين التربة مناسب بشكل مثالي للحياة

تتكون التربة من جزيئات من مختلف الأحجام التي تميل للتلاصق مع بعضها البعض، هذا التلاصق بين تلك الجزيئات شديد القوة إلى درجة تجعل فصلهم ميكانيكيًا غير ممكن إلا باستخدام حد معين من القوة.

بالإضافة إلى هذا، هناك جزيئات مدمجة مع بعضها البعض داخل التربة، بشكل يمنع فصلها نهائيًا. هذه الجزيئات المحتشدة تمثل سمة هيكلية للتربة، وتتراص جميعها بطريقة معينة. عند جمع أو لصق هذه الجزيئات معًا إما أنْ تَظهر الوحدة الهيكلية للتربة، أو تتكون جزيئات أكبر. تعد هذه العملية بالطبع شديدة التعقيد، وهي نتيجة لعدد هائل من الروابط الكيميائية.

تمنع الطريقة التي تتماسك بها جزيئات التربة تلك - مع بعضها البعض، دون أن تنفصل مرة أخرى - من تحول التربة إلي مادة هشة وضعيفة، وتتمكن التربة من مقاومة السحق، أو التبعثر بواسطة الضغط الخارجي بواسطة تلك الخاصية. الطريقة التي نتمكن بها من حرث وزرع التربة، أو استخدامها كأحد مواد البناء، أو السير عليها بسهولة، أو الطريقة التي تُثبَّت بها جذور الأشجار والنباتات، تنبع جميعها من هذه الخاصية البنيوية.

خلق الله العظيم - الذي خلق كل شيء بكمال وصولًا لأدق التفاصيل - التربة بهذه الخصائص، حتى يتمكن الإنسان وكل الكائنات الحية من الاستفادة منها، وقد كشفت الآية التالية حقيقة أن جميع الأشياء خلقها الله دون أن تشوبها شائبة، وفي أبدع تكوين:

 

"هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ ۖ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ۚ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" (سورة الحشر، آية 24).