بنى التطوريون أطروحتهم المزعومة "بالتطور البشري" وذلك على أساس الرسومات الوهمية والتخيلية لشجرة العائلة.
فهم لا يمتلكون ولو دليلًا صغيرًا يدعم مزاعمهم القائلة بتطور الجنس البشري.
ولهذا السبب، فقد قاموا بصنع الدليل الخاص بهم عن طريق استكمال مختلف أجزاء الجمجمة والعظام أثناء عمليات التنقيب، واستخدام بعض الرسومات الإيضاحية الخادعة بالطريقة التي تتناسب معهم.
أطلقوا على هذه الصور التخيلية العديد من الأسماء، وقاموا بصنع شيء مفترض يسمى "شجرة العائلة الخاصة بالتطور الإنساني" وذلك عن طريق وضع هذه الصور التخيلية بالتسلسل الذي يتناسب معهم ومن اختيارهم.
فخدعة "إنسان نبراسكا" – والتي شاهدناها سابقًا في هذا الفيلم – تُعد واحدة من أبرز الأمثلة على تلك الرسومات التخيلية.
أنتج التطوريون صورًا وهمية لسلف الإنسان بناءً على ضرس واحد فقط والذي ثبت لاحقًا أنه ينتمي إلى فصيلة من الخنازير البرية.
وقد تمادوا في الأمر حتى أنهم أضافوا رسومات إيضاحية لزوجته وأولاده.
لسنوات عديدة كانت تُصور هذه الأنواع التخيلية في الأدب التطوري – مثل إنسان نبراسكا – على أنها دليل علمي.
لم تنتهِ – بطبيعة الحال – المجهودات التي بذلها التطوريون لإنتاج دلائل زائفة بمسألة "إنسان نبراسكا".
أنتج مناصرو نظرية التطور أعدادًا لا تُحصى من الأشكال الوسيطة الزائفة من أجل شجرة العائلة التخيلية وذلك بناء على مختلف أجزاء الجمجمة والعظام التي اكتشفوها سابقًا.
ما شجع التطوريون على إنتاج مثل هذه الدلائل الزائفة هو العدد الهائل من الحفريات والذي يمكن أن يستخدموه كأساس لتكهناتهم التي لا أساس لها من الصحة.
من المعروف أنه قد عاش أكثر من 6000 نوع من القردة وذلك على مدى التاريخ.
وجزء كبير منها قد أصبح منقرضًا واختفى.
واليوم، هناك 120 نوعًا فقط من القردة في العالم.
لذلك، فإن بقايا الحفريات المنقرضة لما يقرب من حوالي 6000 نوع من القردة تمثل واحدة من الموارد الغنية للتطوريين.
قام التطوريون بتجميع بقايا الجماجم والعظام من هذه الأنواع المنقرضة وذلك بالطريقة التي تخدم أغراضهم ومتطلباتهم.
وبعد ذلك، قاموا بترتيبها طبقًا للحجم – من الأصغر إلى الأكبر – ثم قاموا بكتابة السيناريوهات التطورية للإنسان عن طريق إضافة الجماجم التي تنتمى لبعض الأجناس البشرية المنقرضة لهذه الأنواع.
يحتوى هذا السيناريو على العديد من الأنواع التخيلية التي لم تكن موجودة إطلاقًا على أرض الواقع.
تمت البرهنة مرارًا وتكرارًا على مدى الطبيعة الزائفة لتلك الأنواع التخيلية والتي يزعم البعض بأنها تمثل أسلاف الإنسان مثل إنسان جاوة، وإنسان بكين، ولوسي.
اعترف التطوريون مرات كثيرة لا تحصى بأن تلك الحفريات التي قُدمت على أنها دلائل هي في حقيقة الأمر بعيدة كل البعد عن امتلاك الحد الأدنى من الأساس العلمي.
حفريات زائفة عديدة تم تقديمها على أنها الأسلاف المزعومة للإنسان، والتي تضمنت:
"إنسان جاوة"، تم اكتشافه على جزيرة جاوة بواسطة اختصاصي علم التشريح الهولندي أوجان دوبوا، والذي زُعم بناء على جمجمته – التي تبين فيما بعد أنها تنتمي إلى فصيلة من فصائل القرود تسمى الجيبون – بأنه سلف الإنسان.
"إنسان بكين"، تم التبشير بإنه – إنسان بكين – هو السلف الذي انحدر منه الإنسان بناءً على بقايا عظام مستقلة وُجدت في أوقات متفرقة على مدار 10 سنوات في المنطقة المحيطة ببكين. ثم اختفت بعد ذلك هذه البقايا بشكل غامض ولم تترك خلفها أي شيء سوى صورًا خيالية وبعض النماذج.
ثم بعد ذلك، كانت هناك حفرية تسمى "البيتيكانتروبوس" والتي اكتُشفت في الهند عام 1932، وقد زُعم أنها تمثل المرحلة الانتقالية الأولى المفترضة في التحول من القردة للبشر. وقد استُخدم هذا من قبل التطوريين على أنه دليل قاطع على نظريتهم لمدة 50 عامًا وذلك حتى عام 1982 عندما تم إدراك أن هذه الحفرية في الواقع تنتمي إلى فصيلة قديمة من إنسان الغاب.
اكتُشفت الحفرية المعروفة باسم "لوسي" بواسطة عالم الأنثروبولوجيا الأمريكي دونالد جونسون عام 1974، وقد نُظر إليها لعقود عديدة على أنها رمز للتطور. وقد تخلى عنها التطوريون في وقتٍ لاحق عندما أدركوا أن هذه الحفرية التي تسمى لوسي هي في الحقيقة تنتمي إلى نموذج منقرض من الشمبانزي.
وُجدت، بعد ذلك، بقايا جمجمة بالقرب من بلدة أورثي بإسبانيا وذلك في عام 1983، والتي تم الإعلان عنها على أنها أقدم حفرية بشرية في أوروبا وقد تم إدراجها في أدبيات التطوريين تحت اسم "إنسان أورثي". وفي وقتٍ لاحق، أظهرت الحقائق أن بقايا الجمجمة هذه تنتمي إلى حمار يبلغ من العمر أربعة أشهر.
هذا ليس سوى عدد قليل من الحفريات الزائفة التي أنتجها التطوريون في سبيل تقديم دلائل مفترضة على تطور الإنسان.
ختامًا، فقد أظهرت جميع الاكتشافات الحفرية، والتشريحية، والبيولوجية – ومثلها مثل جميع المزاعم الأخرى – بطلان المزاعم التي تقول بتطور الإنسان.
أظهرت السجلات الحفرية على مدار التاريخ بأن البشر لطالما وُجدوا على هيئتهم كبشر، وأن القردة لطالما وُجدت على هيئتها كقردة.
لا يوجد إطلاقًا أي دليل واضح وصلب على وجود ارتباط عائلي بين البشر والقردة...
.....بعيدًا عن التزييف، والتشوهات، والمكر، والرسوم الإيضاحية المُضللة، والتفاسير الوهمية.