نجم الشعرى هو أسطع النجوم في السماء ليلًا، وقد قام علماء الفلك بحساب المسافة منه إلينا بـ 8.5 سنة ضوئية.
وقد لوحظ في السنوات الأخيرة فقط، بفضل التلسكوبات الحديثة، أن نجم الشعرى يتحرك مع نجم آخر أصغر منه بكثير ولا يرى بالعين المجردة.
يسمي العلماء هذين النجمين بالشعرى أ والشعرى ب.
النجم الأكبر فيهما هو الشعرى أ، وهو النجم الأكثر سطوعًا ويمكن رؤيته بالعين المجردة، وكتلته ثلاثة أضعاف كتلة الشمس، وهو أكثر سطوعًا منها بعشرة أضعاف.
على الجانب الآخر، فالشعرى ب هو نجم قزم لا يمكن رؤيته بالعين المجردة، وهو يمتلك تقريبًا نفس كتلة الشمس، وعلى الرغم من أن قطره أكبر من الشمس بأربع مرات فقط، فهو أكثر كثافة بكثير.
يتحرك النجمان في نظام الشعرى باتجاهنا بسرعة آلاف الكيلومترات في الساعة.
وتستغرق مدة ارتفاع نجم الشعرى في أفق كوكب الأرض نفس المدة تمامًا التي تستغرقها السنة الشمسية، وهو 365 يومًا و6 ساعات.
وبسبب اكتشاف تلك الصفة الهامة المشتركة بين نجم الشعرى والنظام الشمسي، فقد قرر المصريون القدماء أن أول يوم يظهر فيه نجم الشعرى في الأفق يكون هو بداية التقويم السنوي.
وبسبب هذه الخصائص، أصبح نجم الشعرى محور اهتمام الكثير من الحضارات القديمة، وقد ساد اعتقاد بأن لهذا النجم قوى متعددة، وقد ذهب الضلال ببعض الشعوب إلى أنهم عبدوه.
ولكن الحقيقة هي أن الله تعالى رب العالمين، هو الذي خلق نجم الشعرى وكل الخصائص التي يحتوى عليها، تمامًا كما خلق كل شيء آخر.
والله تعالى يشير إلى نجم الشعرى في الآية 49 في سورة النجم في القرآن الكريم:
"وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَىٰ" سورة النجم 49.
يدور نجما الشعرى حول مركزيهما في مدار بيضاوي، ومدة دوران النجمين أ وب حول مركز ثقليهما هي 49.9 سنوات. وتتوافق هذه البيانات العلمية مع البيانات المقدمة من أقسام علم الفلك في جامعات هارفارد وأوتاوا وليستر.
وقد ورد ذكر هذه المعلومة في مصادر متعددة:
نجم الشعرى، النجم الأكثر سطوعًا، هو في الحقيقة نجمان، يستغرق مدارهما 49.9 سنة. (قانون كبلر الثالت)
كما هو معروف، فنجم الشعرى أ ونجم الشعرى ب يدوران حول بعضهما في مدار بيضاوي كل 49.9 عام.
النقطة التي تسترعي الانتباه هنا هي المدار البيضاوي المزدوج للنجمين حول بعضهما البعض.
وقد رأينا أن نجم الشعرى مذكور في سورة النجم في الآية 49، ووجدنا أيضًا تشبيهًا في غاية الحكمة في الآية 9 من السورة نفسها:
"فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ" سورة النجم 9.
وكما رأينا حتى الآن، فقد ذكر نجم الشعرى في الآية 49 من السورة، والآية 9 من السورة نفسها تضمن التعبير "قَابَ قَوْسَيْنِ" للإشارة إلى مدار النجمين.
عندما نجمع الأرقام في الآيتين، بمعنى آخر الرقمين 49 و9، نحصل على الرقم 49.9، وهي السنوات التي يستغرقها مدار هذين النجمين.
وها نحن نواجه معجزة رياضية في القرآن الكريم.
بالنظر إلى وسائل التكنولوجيا التي كانت متاحة منذ أربعة عشر قرنًا فقد كان من المستحيل بالطبع أن يعرف الناس في ذلك الوقت أن نجمي الشعرى، وأحدهما صغير جدًا لأن يرى بالعين المجردة، وأنهما في الحقيقة نجمان، وأن كلًا من هذين النجمين يدور في شكل بيضاوي، وأن هذه المدارات تستغرق 49.9 سنة.
وقد توصل العلماء إلى هذه المعلومات في نهايات القرن العشرين فقط.
إنها معجزة أن ربنا عز وجل، خالق كل شيء من العدم، والحاكم المطلق، قد أنزل هذه الحقائق في القرآن الكريم منذ أربعة عشر قرنًا مضى في وقت لم تكن التكنولوجيا التي تدرس الكون قد وجدت بعد.