تكشف كل التحقيقات والأبحاث في ميدان العلم أن الكون الذي نحيا فيه له بنية منطقية وقابلة للقياس والحساب.
تم وصف كل الخواص المثالية، من لزوجة الماء إلى الجهاز العصبي، سواء كنا ندركه أو لا ندركه، بمصطلح "عقلانية/منطقية الكون".
أخذ آينشتاين فرضية العقلانية بالعلم كفرض مُسبق لشرح الوضع الحالي للكون:
"كل من مر بالتجربة العميقة للتطور الناجح في هذا المجال، يشعر بإجلال عميق للعقلانية الواضحة في الكون، وعظمة العقل المتجسدة في الوجود" (ألبرت آينشتاين، العلم، الفلسفة، والدين، ندوة).
لم يُخلق الكون بدون سبب، خُلق لغاية.
جميع التوازنات الفيزيائية في الكون تم ضبطها بدقة للحياة.
كل تفصيلة في الكون خُلقت لغرض يخص الحياة.
يقول الله تعالى في إحدى الآيات إنه ملك كل شيء:
(الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا) (سورة الفرقان – الآية 2).
للكون قوانين غير قابلة للتغيير ولها تأثير على كل الكائنات الحية وغير الحية.
مثل الكائنات الحية التي تسكنه، تدل تلك القوانين غير المتغيرة على خلق الكون بإحكام ودقة.
تظهر لنا تلك العلامات، والتي صارت اليوم مصدر اهتمام الفيزيائيين، على هيئة قوانين تحكم حياة المواد.
الكثير من القوانين التي يعتبرها الناس "قوانين الفيزياء" ويعتبرونها عادية ليست إلا إثباتًا على دقة خلق الله.
ظهرت كل تلك التفاصيل بعد الانفجار الأعظم والذي أدى للهيئة التي يأخذها الكون اليوم.
يُشير العالم العلمي إلى تلك التفاصيل باسم "ثوابت الطبيعة".
عدد الذرات وكل جزيئاتها الفرعية في الكون، النسبة بين كتلة الإلكترون والبروتون، الشحنة الكهربية للبروتون والإلكترون أو سرعة الضوء هي كلها بعض من ثوابت الطبيعة.
وجود كل تلك الأشياء بنسب محددة تسمح للغاز الأصلي بالتكثف إلى سديم ونجوم، والتي تأتي في النهاية لتثير كوكبنا، هي حقيقة علمية.
وأي تغيير طفيف في تلك الثوابت قد يعني أن النظام في الكون سوف يختل، وربما لما وجدنا.
يقوم العلماء باكتشاف العقلية السامية التي تتخلل الكون
د.سير جون إيكلس
(عالم وظائف الأعصاب، حصل على الدكتوراه في الفلسفة من جامعة أكسفورد، حصل على جائزة نوبل في الطب عام 1963).
"إذا كنت لا تؤمن بالغاية والتصميم، سيكون بمقدورك حينها أن تجادل أنها صدفة وضرورة. ولكنه من الغباء أن تكون موجود من قبيل الصدفة والضرورة، كل الحياة والبشر جزء من خطة نشأة الحياة". (هنري مارجينو وروي أ.فارغيسي، سيرة الكون، ثيوس، 1992).