حاسة الشم لدى الحيوانات

يحتوي كل حيوان على نظام الشم الذي يتناسب مع طبيعة بيئته. الكلب على سبيل المثال، حاسة الشم لديه أقوي مليون مرة من حاسة شم الإنسان. يسهل على الكلاب بأنوفهم شم  أضعف الروائح في الهواء، و بالتالي، فإن في مقدرتهم فعل ما لا يسع الإنسان أو الماكينات فعله. يمكنهم شم أنواع المخدرات و البضائع المهربة و الجرائم والمفقودين و حتى المهددين نتيجة الكوارس الطبيعية.

سمك السلمون من الحيوانت التي تمتلك حاسة شم قوية. ينبثق صغار السلمون من البيض في الأنهار بنهاية الشتاء. يقضون بعض السنوات في ذلك النيل بعد الفقس، ثم يهاجرون إلى المحيط. ليس ذلك فقط، فإن السلمون الذي يصل لسن التكاثر، يقوم برحلة أخرى مدهشة. عند سن البلوغ، تعود السلمون للمكان الذي فقسوا فيه، مناطق التكاثر، ولكن تلك المرة كأباء، لوضع البيض.

برغم من عدم إمتلاك السمكة لأدوات الملاحة التي تساعدها على الوصول في تلك الرحلة الصعبة و الطويلة، إلا أنها تستطيع الوصول إلى موطنها بسهولة. و عند مواجهة مفترق التفريعات في الأنهار، يختارون الطريق إلى موطنهم بدون خطأ. كيف يفعلون ذلك؟ يعود الفضل لحاسة الشم القوية التي تساعدهم في معرفة الإتجاهات.

بإختصار، تعمل حاسة الشم لدى السلمون كدليل في رحلاتها لألاف الكيلومترات.

في القرآن، يلفت الله أنتباهنا إلى مثال البعوضة. تحتاج أنثى البعوضإلى الدماء من أجل إنتاج البيض، و هي تجد مصدر الدم عن طريق شم الهواء. لدى أنثي البعوض حاسة شم قوية تمكنها من شم رائحة كيماويات جسد الإنسان من على بُعد كيلومترات.

 

يستشهد الله تعالى في تلك الآيات على أن البعوض دليل على خلق الله:

"  إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۖ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا ۘ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ" (سورة البقرة – أية 26)