الملائكة التي جاءت للنبي لوط (عليه السلام)

أرسل الله الملائكة للنبي لوط ليبينوا له أن قومه سيعاقبون بشدة بسبب تجاوزاتهم. ويذكر القرآن تلك الحادثة من مجيء الملائكة وصدور الأوامر الإلهية كما يلي:

"قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ * قَالُواْ بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُواْ فِيهِ يَمْتَرُونَ * وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ * فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَامْضُواْ حَيْثُ تُؤْمَرُونَ * وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلاء مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ" سورة الحجر –آية 62-66

عوقبت زوجة النبي لوط مع باقي القوم، وذلك لأنها كانت كافرة مثلهم. ولم ينفعها أنها كانت متزوجة من نبي كريم بسبب أفعالها.

ذكر القرآن المصير النهائي لقوم النبي لوط كما يلي:

"وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ * إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ* وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ * فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ * وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ" سورة الأعراف – آية 80 - 84

ووُصف العقاب الذي وقع على قوم لوط في آيات أخرى:

"فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ" سورة هود – آية 82-83

وربما يصف تعبير "جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا" تدمير المنطقة بزلزال قوي. وربما يُشير تعبير "وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ" إلى ثورة بركان بالمنطقة وأمطارها بالسجيل المنضود من الحمم والحجارة المقذوفة. بمعنى أوضح، فربما تكون القبيلة قد دُمرت عن طريق زلزال تبعه بركان. والله أعلم.

تم الكشف في حملات تنقيب معاصرة عن المدن التي سكنها قوم سيدنا لوط والتي ذُكرت في القرآن ودُمرت في النهاية. وتُعرف هذه المدن باسمي سادوم وعمورة في التوراة. وطبقًا للأبحاث الأثرية كانت تقع تلك المدينتين بجانب البحر الميت، والذي يمتد بطول الحدود الأردنية الإسرائيلية. وتُغطى تلك المنطقة بطبقة سميكة من الكبريت.

طبقات الحمم والبازلت هي أوضح دليل على وجود ثوران بركاني وزلازل في المنطقة يومًا ما. يقع البحر الميت - أو بحيرة لوط – فوق منطقة نشطة أو بمعنى آخر ضمن حزام الزلازل.