"الخسف" في ثلاث مناطق متفرقة في العالم

أحد العلامات الأخرى التي تنبأ بها نبينا صلى الله عليه وسلم أن تحدث في نهاية الزمان هي خسف في الأرض في ثلاث مناطق مختلفة.

أحدها في الغرب والآخر في الشرق والآخر في شبه الجزيرة العربية.

يقول نبينا صلى الله عليه وسلم في الحديث:

".. لا تقوم الساعة حتى تروا عشر آيات .. وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب .." (صحيح مسلم).

والآن فلنبحث في "حالات الخسف الثلاثة في الشرق وفي الغرب وفي شبه الجزيرة العربية" في ضوء التطورات الأخيرة والهامة للغاية.


 

الخسف في الشرق:

كارثة تسونامي في إندونيسيا
 

 

أحد علامات نهاية الزمان التي أخبرنا بها النبي صلى الله عليه وسلم هي "خسف بالمشرق".

قد يشير مصطلح "خسف" إلى زوال قطعة كبيرة من الأرض أو مجتمع بشري، واختفائه من على وجه الأرض.

تعطي كارثة تسونامي التي ضربت جنوب آسيا في 26 ديسمبر 2004 صورة على هذه الآية المذكورة في الحديث.

إذًا، فـ "خسف بالمشرق" الذي قاله النبي صلى الله عليه وسلم ربما يشير إلى كارثة تسونامي الكبيرة. وتسونامي هو الاسم الذي يطلق على الموجات العملاقة التي تتكون في أعقاب الزلازل أو الانهيارات الأرضية تحت سطح البحر.

وقد أُثبت أن الدمار الذي تحدثه هذه الموجات العملاقة يقارب الدمار الذي تحدثه القنابل الذرية.

أحيانًا تستطيع هذه الموجات العالية أن تدفن مدنًا ساحلية تحت الماء.

وعلى مر التاريخ، فقد وقعت في آسيا والشرق الأقصى كوارث عديدة وزلازل وأعاصير.

وقد وقع دمار هائل في تلك الكوارث، وفقد عدد كبير من الأشخاص أرواحهم.

مع ذلك، فقد كان تسونامي الذي حدث في جنوب آسيا في 2004، والذي نتج عنه وفاة أكثر من 225,000 شخص، هو أحد أكبر هذه الكوارث.

تسونامي الذي نتكلم عنه أصاب سواحل إندونيسيا وسريلانكا والهند وماليزيا وتايلاند وبنجلاديش وميانمار وجزر المالديف وجزر سيشل وحتى الصومال، الدولة الأفريقية التي تبعد مسافة 5,000 كم.

أثرت كارثة تسونامي التي وقعت في النهاية في منطقة ضخمة وسببت اختفاء مدن تحت سطح البحر والطين والحطام الذي حملته معها، ومن ثم فقد غيرت خريطة العالم.

لهذه الأسباب فقد يكون "خسف بالمشرق" الذي في الحديث، يشير إلى تلك الكارثة في جنوب آسيا.

انتهت هذه الكارثة، والتي يُقدر أن تستمر آثارها لعدة سنوات قادمة، بأن غرقت منطقة واسعة تحت البحر، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث.

 

 

الخسف بالمغرب: كارثة كاترينا في الولايات المتحدة.

 

آية أخرى عن اليوم الآخر تنبأ بها النبي صلى الله عليه وسلم هي "خسف بالمغرب".

الدمار الفظيع الذي صنعه إعصار كاترينا في خليج المكسيك في الولايات المتحدة في 29 أغسطس 2005، يعيد إلى أذهاننا "خسف بالمغرب".

الـ "خسف" الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم أنه يحدث في آخر الزمان، يتوقع أن يكون أضخم بكثير وله أثر أكبر من الأحداث المماثلة في الماضي.

وفي الواقع، فقد كان الخراب الذي أوقعه إعصار كاترينا أكبر بكثير من الخراب الذي أحدثته الظواهر المماثلة قبل ذلك.

قال أحد الذين شهدوا الإعصار:

 

حدثت كوارث مريعة في قارتي أوروبا وأمريكا على مر التاريخ.

ولكن لم يحدث أحدها الدمار الذي أحدثه إعصار كاترينا.

وخلافًا للكوارث الأخرى، فقد أجبر إعصار كاترينا ملايين الأشخاص على الهجرة، وخسارة عشرات آلاف الأرواح، وأدى إلى دمار ثلاث ولايات كبيرة وانتهى بغرق مدن كاملة تحت الماء.

إذًا، فكارثة كاترينا - وهي أحد أسوأ الكوارث في تاريخ الولايات المتحدة - قد تكون إحدى حالات الخسف الثلاثة التي أشار إليها نبينا عليه الصلاة والسلام.

ضرب إعصار كاترينا، والذي هب بريح تصل سرعتها إلى 260 كم في الساعة، أولًا ولاية فلوريدا.

فقد ثلاثة عشر شخصًا حياتهم في هذه الولاية، وترك ضررًا ماديًا ضخمًا، ثم تحول الإعصار بعد ذلك إلى ولاية لويزيانا.

وقد سبب دمارًا ضخمًا في سواحل لويزيانا وألاباما وميسيسيبي.

يقدر عدد الذين فقدوا أرواحهم بأكثر من 10,000 شخص في هذه الولايات الثلاثة، التي تركت تقريبًا غير صالحة للسكن.

ووصل الدمار المادي إلى 100 بليون دولار.

في أعقاب تلك الكارثة، كان هناك عشرات الآلاف غير قادرين على إيجاد طعام وشراب كافٍ.

لم يكن هناك ماء أو طعام نظيف في المدينة.

وفي أعقاب الإعصار، ترك حوالي 5 ملايين شخص بدون كهرباء.

وقد تم الإعلان أنه بسبب كل ذلك الدمار فسوف يأخذ الأمر شهورًا لتعود إمدادات الكهرباء إلى المدينة ككل.

تركت مئات الآلاف من المباني غير صالحة للسكن، بينما كانت مئات آلاف أخرى مدمرة بشدة.

تصل المنطقة التي تأثرت بتلك "الكارثة الوطنية" إلى ثلث مساحة تركيا تقريبًا.

أدى انقطاع الكهرباء وتوقف خطوط الهاتف، وحقيقة أن الإنترنت والهواتف المحمولة لم تعد تعمل، إلى نهاية تامة للحياة التجارية.

وتم حساب ما يقرب من مليون وظيفة فقدت في جميع القطاعات.

وأغلقت المؤسسات التعليمية في تلك المناطق.

توقف عدد كبير من المدارس عن العمل، بينما عانى عدد آخر من دمار مادي شديد.

 

 

غرق مدينة نيو أورليانز

بينما سبب إعصار كاترينا دمارًا هائلًا لعدة مدن، فقد أصبحت نيو أورليانز أكبر مدن ولاية لويزيانا غير صالحة للسكن.

وصار حوالي 80% من المدينة - والتي تعتبر أحد المراكز السياحية والثقافية الرئيسية في الولايات المتحدة - تحت الماء.

زاد ارتفاع الماء في بعض الأحياء عن 6 أمتار.

ومن ثم فقد اختفت مدينة نيو أورليانز حرفيًا بالغرق تحت الماء.

وبنفس الطريقة التي يشير بها "خسف بالمشرق" التي قالها النبي صلى الله عليه وسلم إلى كارثة تسونامي في إندونيسيا، فحالة "خسف بالمغرب" قد يكون إشارة إلى اختفاء مدينة نيو أورليانز.

ومن المؤكد أن الله تعالى وحده يعلم الحقيقة.

شهدت نيو أورليانز الكثير من العواصف والإعصارات الكبيرة.

ولكن هذه المدينة، التي تواجه الأعاصير بمعدل واحد كل أربعة عشر سنة، لم تشهد من قبل إعصارًا أحدث مثل هذا الحجم الضخم من الدمار والخراب.

لقد اختفت مدينة نيو أورليانز حرفيًا، وانغمرت تحت الماء.

تعطي هذه الطريقة التي اختفت بها هذه المدينة الكبيرة بشكل كامل تقريبًا، صورة شبيهة بعلامة أخرى على نهاية الزمان أخبر عنها النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وهي مذكورة في الحديث:

"خراب معظم البلاد حتى تعود حصيدًا كأن لم تغن بالأمس". (المتقي الهندي، البرهان في علامات مهدي آخر الزمان، ص38).

 

هل يمكن أن يكون الجيش الذي يختفي في الصحراء هو الخسف الثالث؟

بالإضافة إلى حالتي الخسف في الشرق وفي المغرب، يشير حديث نبينا صلى الله عليه وسلم أيضًا إلى حالة ثالثة في شبه الجزيرة العربية.

الخسف الذي سيحدث في شبه الجزيرة العربية يحمل أيضًا صورة قريبة الشبه بحديث آخر للنبي صلى الله عليه وسلم.

يقول الحديث:

".. يَغْزُوَ جَيْشٌ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْبَيْدَاءِ أَوْ بِبَيْدَاءَ مِنَ الْأَرْضِ، خُسِفَ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ، وَلَمْ يَنْجُ أَوْسَطُهُمْ." (الترمذي، سنن ابن ماجه، سنن أبو داوود).

أثناء حرب العراق في 2003، اختفى فجأة جزء كبير من الجيش العراقي.

ظهرت التقارير التي تخص اختفاء الحرس الجمهوري، والذي يحتوي حوالي 60,000 عضو، ووحدة أخرى تعرف باسم الفدائيين تحتوى حوالي 15,000 جندي عراقي، في الكثير من الصحف والقنوات التلفزيونية.

وحقيقة أن هذا مشار إليه في أحاديث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم تظهر أن "خسف جيش"، وهو أحد العلامات على آخر الزمان، قد وقع. وفي الواقع، بالنظر إلى أنه قد وجد في الأيام التالية عدد من الطائرات الحربية مدفونة في رمال الصحراء وحديث النبي صلى الله عليه وسلم "خسف بجزيرة العرب"، قد تبدو أن هذه الظاهرة تشير إلى هذه الحالة العجيبة التي حدثت أثناء حرب العراق.