الخلاصة: التربة هي أعجوبة الخلق

لو كانت الأرض مغطاة فقط بالماء، لما استطاع كائن العيش على سطحها. ولو كانت مكونة من الصخور والحجارة فقط، لما تمكنت الكائنات الحية من استغلالها بالشكل الذي يحدث اليوم، ولكانت المعيشة على السطح الصلب للصخور في غاية الإزعاج.

كنا سنعجز عن الاستفادة من التربة والمنتجات الصناعية التي نحصل عليها من التربة. لكن إلهنا الذي لا حدود لرحمته لم يخلق الأرض مغطاة بالكامل بالمياه، ولا مغطاة بالصخور الصلبة. وتُعد التربة مناسبة تمامًا للبشر، وكل أشكال الحياة للعيش فوقها، بسبب كل ما يتعلق ببنائها، وتركيبها، ونعومتها، ومكوناتها. إذ يصف الداعية الإسلامي سعيد النورسي كيف خُلقت التربة بالبناء الأكثر كمالًا كما يلي:

 

كان الخلق الأصلي للأرض كما يلي: تجمدت بعض المواد السائلة بالأمر الإلهي وأصبحت صخورًا. وبإذن إلهي أصبحت الصخور أرضًا. كلمة "أرض" في التسبيح تعني "تربة"،  لأنَّ المادة السائلة كانت أكثر ليونة من أن تدعم أي شيء، والصخور كانت أكثر صلابة من أن يستفيد منها أحد. لهذا، بسط الله الحكيم الرحيم التربة فوق الصخور وجعلها موطنًا مناسبًا للكائنات الحية. (الكلمات، الكلمة العشرون، المحطة الأولى).  

 

لا يوجد أدنى شك في أن الله، الذي خلق كل الأشياء دون أن تشوبها شائبة، يُرينا وجوده، وأدلة على خلقه الذي لا يُضاهيه خلق حتى في حفنة من التراب، في الوقت الذي يريده. وكما أخبرنا القرآن، يخلق الله الأشياء في أحسن تقويم:

“هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ ۖ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ۚ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" (سورة الحشر، آية 24).