الخالق (هو الذي يعلم بوجود كل شيء والهيئات التي ستكون عليها في مراحل تواجدها، ومن يخلقهم من العدم)

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي علَىٰ أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

(النور – الآية 45)

كل النحل في الخلية يقوم بمهامه على أكمل وجه. مثلًا، كل النحل العامل يعمل على بناء الخلية. كما يقوم بالمحافظة على درجة حرارة الخلية عن طريق التهوية. كما يأتي بالمؤن من الطعام الذي يقومون بجمعه من الأزهار إلى الخلية. النحلة الملكة، على الجانب الآخر، تبقى دائمًا في الخلية وتتكاثر باستمرار.

البعوض الذي يفقس من البيض لا تشبه على الإطلاق نظيرتها في حالة البلوغ. اليرقة تلقي بجلدها أربع مرات قبل اكتمال نموها. الجلد يتفتح قبل نهاية مرحلة العذرية والبعوضة البالغة تنتقل بدون أن تمس الماء.

هذان مخلوقان اثنان فقط من العدد اللانهائي من أشكال الحياة على الأرض. كما الحال مع كل المخلوقات الأخرى، قد حدد الله ميلادها وحياتها وموتها. من لحظة خلقها وهي تعيش في النمط الذي أقره وحدده الله. ولا تخرج أبدًا عن السياق الذي وضعه الله لها.

الجمال التي تعيش في درجة حرارة 50 درجة مئوية في الصحراء، البطاريق التي تعيش في درجة حرارة -30 درجة مئوية عند القطبين وتغطس آلاف الأمتار تحت سطح البحر في نفس ظروف الطقس. كلهم يعيشون كما حدد لهم الله الحياة. وكل الأجيال التي عاشت من قبل عاشوا بنفس الطريقة، كما ستعيش أيضًا الأجيال القادمة، لأن الله حدد شكل المعيشة لكل الكائنات الحية.

خلق الله الإنسان من قطرة ماء وحدد له شكل المعيشة أيضًا. لا يمكن لأحد أن يحدد شكلًا آخر لمعيشته من تلقاء نفسه، ولا يستطيع أحد أن يتحكم في تقدم العمر ويوقفه أو يوقف الموت، أو أن يهرب من متاعب الحياة لأن الله حدد كل تلك الأحداث قبل حتى أن يعي الإنسان بتواجده.