معلومات مختارة من أصل 25 مليون مصدر.
الحمض النووي عبارة عن بنك بيانات يحتوي على جميع المعلومات الخاصة بالكائن الحي.
يوجد الحمض النووي داخل الخلية في وحدات وراثية تعرف باسم الكروموسومات، ونستطيع أن نقارنه بحبل ملفوف حول بكرة من الخيط. بعبارة أخرى، جزيء الحمض النووي يعد أكبر بنك معلومات في العالم، ويحتوي على بيانات ملفوفة حول ما يقرب من 25 مليون ربطة.
عند الحاجة إلى إنتاج البروتين، يتم اختيار الرسائل المناسبة من بين ثلاثة بلايين من الرسائل الأخرى الموجودة في الـ25 مليون ربطة.
فكر في كل الخطوات التي عليك اتخاذها لإيجاد كتاب معين عندما تدخل مكتبة ضخمة تحتوي على عشرات الآلاف من المؤلفات.
وهناك نظام كمبيوتر حيث يتم تسجيل جميع الكتب، ورفوف منظمة، وملصقات، والأهم من ذلك، أحد من العاملين يقوم بمساعدتك.
ولكن بداخل الخلية لا توجد أنظمة كمبيوتر ولا مسؤولين ولا حتى إضاءة.
الأكثر من ذلك، أن الإنزيمات تقوم بالعثور على معلومات محددة تحتوي على سطور قليلة فقط، وليس كتاب، في صفحة معينة في موسوعة بحجم آلاف الكتب.
في الظلمة الشديدة، تذهب إنزيمات بوليميريسRNA للمكان الصحيح من بين 25 مليون ربطة، وتعثر على المعلومات وتأخذ نسخة لنفسها. وتحدث هذه العملية 2000 مرة في الثانية الواحدة في الـ 100 تريليون خلية الموجودة في أجسامنا.
إنه أمر مدهش جدًا كيف أن إنزيمًا غير عاقل يستطيع إيجاد سطور قليلة من المعلومات في جزيء الحمض النووي الذي يحتوي على ثلاثة بلايين رسالة.
هل يستطيع الذكاء معرفة مكان ثلاثة بلايين رسالة، وأن يحتفظ بها في ذاكرته ويجد الرسائل الصحيحة عند الحاجة، وكأنه وضعها في أماكنها بنفسه، وربما تنتمي إلى البروتينات التي لا تملك أعينًا أو آذانًا أو أيد أو أدمغة؟ بالطبع لا.
فالله تعالى هو الذي لديه تلك القدرة، وهو الذي خلق كل تلك الأنظمة التي لا تشوبها شائبة، ووضع كل التفاصيل تمامًا في مكانها الصحيح، وتكفل بأن كل هذه الأشياء تعمل معا في توافق.