الجهاز الهرموني في أجسامنا

خلق الله في أجسامنا نظاما مدهشا لحمايته من الأخطار. حتى الخطر البعيد يكفي لإحداث تعبئة هائلة في أجسامنا.

يتم إنذار جميع أنحاء الجسد على الفور من هذا الخطر الجديد، حتى يمكن اتخاذ التدابير اللازمة. إن نظام الاتصال الذي يعمل بهذه السرعة لتفعيل هذه الآلية الدفاعية يعمل بواسطة الهرمونات.

عندما ترى أعيننا الخطر، تُرسل هذه المعلومة على الفور إلى الدماغ، والذي يحذر بدوره أنحاء الجسم المختلفة عن طريق الهرمونات. تنتقل الهرمونات عبر الدورة الدموية لنقل المعلومات إلى الجسم كله.

عندما تصل "الرسالة" أو "الهرمون" إلى الخلية، فإن أبوابها تفتح، ويسمح للإشارة بالدخول. ونتيجة لسلسلة من التفاعلات، يتم تشكيل هرمون آخر، أو رسالة أخرى. هذا الهرمون المنتج حديثا يحذر بدوره خلايا أخرى من الجسم.

تلك الإشارات الصغيرة تسبب سلسلة من التفاعلات في الخلايا، فتحذر الجسم كله في بضع ثوان من الخطر الوشيك. بعد ذلك، يصبح الجسد على استعداد لحماية نفسه بواسطة ردود الفعل الدفاعية المذهلة التي يملكها.

كل بنية في الجسد لديها نظام دفاع فريد من نوعه. وعلى ذلك، فإن الهرمونات تظهر ذكاء مدهشا، فتعمل على انقباض بعض العضلات واسترخاء أخرى.

على سبيل المثال، عندما يصل الجزيء المرسل إلى الجلد يلتصق على جذور الشعر ويأمر خلايا العضلات الصغيرة أن تتقلص. وهكذا، في حالة وجود خطر فإن الشعيرات تقف.

في هذه الأثناء، يتم إرسال بعض هذه الإشارات إلى الخلايا التي تغطي الغدد العرقية لبدء عملية التعرق.

ومع هذا، فإن التدابير المتخذة مع الأعضاء الحيوية للجسم تختلف. فنفس تلك الهرمونات تأمر الخلايا بالاسترخاء حتى تسمح للدم بالوصول لتلك الأعضاء بسهولة.

على سبيل المثال، الجزيء المرسل إلى الرئة يستهدف خلايا العضلات المحيطة بالشعب الهوائية أولا. ولكن هذه المرة، فإنه يفعل عكس ما فعل ذلك مع خلايا الجلد، فيأمر خلايا العضلات المحيطة بالشعب الهوائية بالاسترخاء. ونتيجة لذلك، تتوسع الشعب الهوائية للحصول على المزيد من الأوكسجين وبالتالي تطلق المزيد من الأوكسجين في الدورة الدموية.

إن للبروتين آلية مختلفة داخل كل خلية عضلية. لهذا السبب، فإن نفس الرسائل من نفس النوع يمكنها تحذير مناطق مختلفة فتتسبب في الاسترخاء في بعضها والانقباض في البعض الآخر.

هرمونات التوتر، والتي تتكون من البروتينات فقط وتفتقر إلى آليات اتخاذ القرار، هي أيضا دائما تتخذ الإجراءات المناسبة. فهي تعرف أي الأعضاء التي يجب الدفاع عنها، ثم تتصرف بناء على ذلك.لأن الله العظيم خلقها لهذا السبب، ويبقيها تحت السيطرة في كل دقيقة.

هذه الحقائق عن الهرمونات، والتي هي مجرد بروتينات، تضع الداروينيين في حرج بالغ. لأنه لا يوجد جزء من هذا النظام المدهش يمكن تفسيره بنظرية الصدفة. على العكس من أفكار الداروينيين أن تنسب كل هذه التفاعلات المذهلة إلى العمليات العشوائية اللاواعية والمصادفة، تعكس الهرمونات وعيا وحكمة، وقدرات مثل وضع الخطط، وأخذ التدبير، وتحديد الوقت. بالتأكيد، فإن نظاما كهذا لا مجال فيه لفعل واحد بلا وعي. ولذلك، فإن البروتينات مرة أخرى تهدم نظرية التطور.

الهرمونات التي تكفل الاتصالات الخلوية في الجسم لا تعمل عشوائيا، ولكن وفقا لخلق الله العظيم.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:

"أكفرتَ بالَّذي خلقَكَ مِن تُرَابٍ ثم مِن نُطفَةٍ ثم سوَّاكَ رَجُلَا. لكنَّ هُوَ اللهُ ربِّي ولا أُشرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا." (سورة الكهف، 37-38)